
1
عذرية
العروس التي زفت بثوبها الناصع البياض، تتبختر بعفتها، لم تأبه لبقعة السواد الأخيرة بعد أن لوثته أيدي العابثين الحاقدين.
2
شبح
كانت تسمع صرير الباب ليلا، يتسلل، مع إنها تأكدت من إقفال الأبواب جيدا، ، تلتفت إلى جسد زوجها الملقى إلى جانبها الذي يغط بالشخير، تهزه تستنجد به، تتجمد عروقها عندما تراه أمامها أيضا، يستل خنجرا يقطر دما، ويقدح الشرر من عينيه.
3
الجدّة
كانت تروي لي حكايات الجنّ فلم أستطع النوم أنا وصغيرة إلا والغطاء يستر وجهي، الآن أراهم وهم يرفعون الغطاء عن جسدي لأرى جدتي قابعة أمامي على السرير.. جامدة باردة النظرات تبحلق، مع أن والدتي مازالت مواظبة على وضع الزهور على قبرها.
4
خواءٌ
الأشجارُ الباسقةُ المتشابكةُ في تلكَ المدينةِ المدلهمَّةِ خيَّمَتْ على المكانِ، في ظلِّها نمََتْ الطَّحالبُ، المقاومونَ الباقونَ لمْ يتقاعسوا عنْ جثِّ الأغصانِ ليبثُقَ نورُ الحياة ِمنْ جديدٍ، لكنَّ السّوسَ المعشّشَ في الجذورِ مازالَ ينخرُ القلوب.
سوزان اسماعيل ـ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق