اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

فـارس النار _قصة قصيرة | عادل المعموري


عِبرَ نافذتي الصدئة وزجاجها المفطور ،أرقبُ نجوم السماء تلوح من بعيد ..،نسائم الفجر تدغدغ وجهي الشاحب..لم أنم طوال الليل لوجع مفاصلي وألم (الكانيولا)في معصمي ..تنفست الصعداء وأنا اشاهد آخر قطرات من قنينة الدم وهي تتسرب في اوردتي ..أخرجني أبي من المشفى وعاد بي إلى البيت أرقدني على سريري قرب النافذة ..هوّمت عيناي بالنعاس وانسّل رأسي من رتاج النافذة فوق الوسادة القريبة دون شعور مني ،
الوخزات التي تدب في جلدي بدا يخف سعيرها .. صياح الديكة بدا يمزق صمت القرية ..رفعتُ رأسي شبه مغمض أنظر بعينين مثقلتين نحو صور باهته تلوح أمامي من بعيد
،لم تلبث أن اقتربت ..لاح لي على وجه اليقين أشخاص كثيرون يركضون في كل الجهات ..ثمة أصوات لأطفال ثم تبعها صراخ نسوة
وهمهمة رجال وأصوات لرصاص متقطع.. مع مرور الوقت ازداد ت لعلعة الرصاص لتملأ فضاء القرية ..
الدخان المتصاعد والنار المشتعلة في البيوت حجبا نجوم السماء ..تتسلل إلى أذنيّ أصوات أناس ينادون بالرحيل ..رأيتهم يركضون بلا متاع عبر مسالك القرية هربا من شيء غامض .. فيض الوجع الصاعد من قاع الروح تدفّق كشلال مجنون يجري في أشجار قريتي التي احترقت وتلك البيوت المخبوءة خلف النهر ..من بين دموعي التي تدفقت من عيني ..رأيتهم ..وجوه مستترة خلف لثام أسود ..عيون تتلصص تنظر في كل الاتجاهات ..يرتدون الملابس السود وراياتهم سودٌ أيضا ..ُخيّل إلي أني أشاهد فلما عن الهنود الحمر وهم يؤدون طقوسهم الدينية .
كلما علا الصراخ ..يعلو صوت الرصاص لينغرز في الرؤوس ..ثم تهدا الأصوات ..وتسكن الجثث بهدوء فوق أديم قريتي المنكوبة ..اقتادوا الرجال والنساء والأطفال وغابوا في الظلام ..ماتبقى منهم شرع يكسر الأبواب والشبابيك ويرمي الحطب عبر فتحات الابواب والشرفات ليغذي النار المتوهجة
..الشمس بدت تلوح خلف التلال البعيدة ..صباح جديد يفوح دخانا ورائحة لحم محترق ..أبي وأمي وأختي لم أعثر لهم على أثر ...تركوني ورحلوا دون أن يقولوا لي وداعا ..مايضرهم لو حملوني معهم ..هل سيتعبهم ثقلي وأنا الذي لايزن جسمه اكثر من عشرة كيلوات؟ ..بيتنا هو الوحيد الذي لم يحترق ...لا أعلم لماذا فكرتُ كثيرا بالأمر ولم أهتِد إلى جواب ..المهاجمون لم يقتربوا من بيتنا قط .
بدت حركة أقدام تقترب من عتبة بابنا ..ركل أحدهم ا لباب .. آه لقد وصلوا ..لم أتحرّك من مكاني مكثتُ ساكنا مسندا ظهري على قاعدة السرير ..دخل إلى غرقتي إثنان أحدهما يشبه وجوه الأفغان أو الصين والآخر عراقي لهجته قريبة من منطقتنا ..ابتسم وجلس عند الدكة القريبة من سريري وقال لي :
_ما اسمك ياولد ؟
_مخلف .
_مخلف بن حميد الولهان ..الضابط في الشرطة الإتحادية
_أتعرف أبي؟!
_للاسف هرب مع أمك وأختك الصغيرة ..تركوك هنا لوحدك ..أأنت مريض بالثلاسيميا ؟
_نعم ..بالأمس أخذتُ حصتي من الدم ..زودوني بقنينة دم في المشفى..أنا الآن في حال أفضل .
_لماذا لم تهرب كما هرب أفراد قريتك .الا تخاف منَّا ؟
_لا طاقة لي بالهرب أنا عليل كما تروني ..هل ستقتلون مريضا لا حول له ولا قوة ...وأنتم من دولة الجيش الاسلامي ؟..نظر إلي الرجل طويلا ثم مسّد لحيته الطويلة ..نظر إلى صاحبه وتمتم
_أنت إبن رجل مرتّد وخارج عن المِلّة .وإذا كبرتَ ستكون مثلهم.. ستقاتلون الدولة الاسلامية ..اتعلم لماذا غزونا قريتكم وأنتم محسوبون على مِلَّتِنا .
_لا والله ..ضحكَ الرجل من قولي ثم سار بضع خطوات وضع ذراعه على رتاج النافذة قائلا :
_البعض من شباب هذه القرية منخرطون في سلك الشرطة والجيش ورفضوا الانضمام إلينا ..ومنهم والدك الكلب ..لم يكد يكمل جملته الأخيرة حتى دخل رجلان آخران وانضما إليهما ..وقفا يتفرجان عليّ ..ترك الرجل النافذة ومسح أنفه بظاهر كفه وقال :
_أحرقوا الدار حالما أخرجُ من هنا؟ ..التفت إليَّ وهو يقّرب وجهه مني قائلا :
_وأنت ياولد ..سانقذكَ من مرضك هذا وسوف لن تحتاج بعد اليوم إلى زجاجة دم أبدا..أفزعتني كلماته مددتُ يدي المرتعشتين وأمسكتُ بطرف ثوبه متوسلاً :
_أرجوك دعني أموت بسلا م....لا أريد أن أموت حرقا بالنار.. استدار نحوي قبل أن يخرج مع رجاله هتف بي قائلا :
_وكيف تريدني أن أعفو عنك ..أبوك نفذ بجلده حرّا طليقا دون القبض عليه ...لا بد لي من حرقك وحرق قلب أبيك . ...قالها وخرج ..لحظات وشبّت النار في الدار و تسّللت إلى غرفتي ..نهضتُ من سريري لأهرب ..وجدتُ الباب موصدا ..مكثتُ أصرخ بكل مالدي من بقايا عزم ..لم استطع مقاومة النار التي هجمت علي من كل جهة كالسنة الأفاعي ..رميتُ نفسي من خلل الباب الخشبي المحترق ..قبل أن أهرب جذبتني يد لم اتبينها لشدة الدخان الكثيف ..رفعتني عالياً ووضعتني في أحضان دافئة ..بصَّرتُ جيدا فقد لا ح لي أني أجلسُ في حضن فارس يمتطي جواده..فارسٌ ملثم يرتدي لامة الحرب ، سمعته يهمس لي :
_لا تخفْ سأنقذك من هؤلاء الأوباش ..هدَّئ من روعك وكن معي بأمان ..سار بي الفارس مسافة طويلة وهو يشق الدخان والسنة النار والتراب ..أو صلني إلى شارع معبد بالإسفلت وأنزلني قائلا :
_ستكون هنا في أمان ..أسلكْ هذا الشارع حتى نهايته.. ستجد عائلتك ينتظرونك عند سيطرة عسكرية حكومية .
_من أنت ياسيدي ..لم تخبرني عنك ؟
ابتسم الفارس ولوَّح لي بكفه وهو يقول قبل أن يختفي :
_لاعليك مني.. في أمان الله ..طوال مسافة الطريق وانا افكر في هذا الفارس الغريب ،كأنه عاد لي من الزمن الماضي بلامة حربه ..كان يحمل السيف ويرتدي قلنسوة ..ملابسه غريبة ..بعد أن وصلتُ إلى السيطرة العسكرية بوقت لم أتوقعه فقد كنت أسير بخطوات خفيفة كأني أطير في الهواء وجدت أسرتي وجمع من الناس ..أخبرْتُهم عن الفارس الذي أنقذني من الموت ..كذلك هم قصَّوا علي حكاية هذا الفارس الذي أنقذهم من أيدي الأعداء .. ظل هذا الفارس يعودني كلما احتجت إلى زجاجة دم ..يقف على رأسي في المشفى دون أن يراه أحد ..بعد أن ينفذ الدم إلى أوردتي ..يتركني ويرحل ..مرَّت علي شهور خمس لم أحتج فيها للدم فقد شفيت تماما من مرضي هذا ..قد استغرب أهلي والناس والكادر الطبي الذي يشرف على حالتي ..ولم أكن مستغربا فأنا مطمئن لكل هذا فقد جاءني الفارس ومسح على رأسي قبل خمسة شهور وقال لي :
_لن تحتاجَ إلى الدم مرة أخرى ياولد ..أترككَ في رعاية الله ..لشد مايؤلمني في أن أعرف من هذا الفارس الغامض ..أمنية لطالما تراودني كل يوم لمعرفة الفارس الذي غاب عني منذ زمن طويل .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...