اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

صمت الجدران || ابتهال الخياط

.أستيقظ ابراهيم فجأة وبدت له الغرفة غريبة رغم أن كل الاشياء من حوله هي ذاتها.. عيناه تتقافز في حيرة تبحث عن أمه !
الجدار١: مابك ابراهيم ؟ عطش أم جوع ؟لقد تأخرت أمك ،لكن مابيدنا حيلة فمانحن الا جدران نراك منذ سنين تتعذب بصمت كما نحن ، أي لعنة جعلتك مشلولا هكذا ؟ نحن مثلك ايها العزيز ، لاشيء نقدر عليه سوى النظر والصمت.اخواني الجدران مانفعل له انه سيموت ؟

الجدار٢: ومانفعل له ليموت وينتهي أليس مافينا من خراب ورطوبة يكفي ليسقط السقف فننهار .تريد ان نفكر به ، نعم نحن نحبه ،لكنني بصراحة افتقد أمه ،أين هي؟ لقد أنقضى اليوم ولم تعد ، وربما لن تعود .
الجدار ٣: أوووه أي مصير ينتظر هذا المسكين إن لم تأتي ،كما أننا بوجودها ننعم فصوت حركتها في البيت يجعلنا نشعر بأهميتنا .
الجدار ٤: دعونا نفكر ،إنظروا اليه لقد أصفَّر وجهه وغارت عيناه والزرقة طغت على جبينه وشفتيه ، كيف نسقيه بعض الماء ؟ هييه انت أيها الكأس ألا يمكن أن تتحرك قليلا فتنسكب على شفتيه ،ألا تكن وفيا لأمه فلا غيرك يشعر بحنينها وهي تحتظنه وتسقيه .
الكأس: لا أقدر .
الجدران تتكلم بصوت واحد: حاول .
الكأس: ومااختلافي عنكم ؟
اهتز السرير داعيا الكأس المركون بقربه الى أن يميل ، فمال قليلا ليسقط على الارض وقد صار قطعا كثيرة وأمتزج الماء بأنين ابراهيم ومرارة البكاء فملأ المكان.
الجدار١: أُف لك أيها الكأس ،لقد كنت يائسا ميتا على كل حال .
الجدار ٢: أظلم المكان أُخواني والأم لاخبر ولا شيء لقد ماتت إنه الاحتمال الاكبر .كما أن ابراهيم سكنت أنفاسه ،يالها من ليلة كئيبة !
الجدار ٣: وهل تذكر ليالٍ لنا لم تكن كئيبة ؟
الجدار ٤: أنا أذكر أياما عديدة ، كانوا بخير وكنا معهم بخير ، كان ابراهيم يلعب ويغني ويمسك بالطباشير ليكتب علينا أسمه وأسم أمه وأبيه ويرسم اشكالا كثيرة ،كنا نمرح ونفرح معه رغم رغبتنا بأن نبقى على جمال وهيبة .
الجدار ٢:صدقت ، حتى مات ابوه في الحادث وأصابه الشلل وبدأت رحلة الصمت معه و مرارة العيش في الفراش ،ماأصعب أن يكبر الطفل في الفراش،آآآه أرجوك ابراهيم إرحل ،مُتْ..فالعالم رديء جدا ،لقد سرق منك أمك كما سرق أباك.
......
حلَّ الظلام الدامس والصمت العميق ولاذت الجدران بالسكون ...لاشيء ...لاشيء.
حلَّ الصباح ، ضوء ملأ المكان رغم رفض الشمس أن تحضر اليه ، فالمكان محشور بين أبنية كثيرة أقتنصت أشعة الشمس عبر طرق مرورها فلم تترك فسحة لأبراهيم أن يعرفها.
استيقظت الجدران ،تفاجأت وهي تنظر اليه.. ياللهول أنه ابراهيم ، نهض بخفة رغم إصفرار وجهه وضعف جسده ..سار نحو الشباك الوحيد المطل على زاوية من البيت المجاور لشقتهم ..فتحه ، رأى الخارج بعد غياب طويل لرقاده مشلولا ، تغيرت الحياة كما تغير المكان ، بيوت متراصة تتنصت جدرانها بعضها على بعض ببشاعة فالرطوبة و ضآلة الضوء يصدم النظر في هذا الحي كما هو ضوء المصابيح القديمة التي تكسرت منذ زمن بعيد.
أمتعض من رائحة الهواء ،ضرب على وجهه يائسا من صباح جميل قد يعيشه يوما ما.
عاد فأقفله ، صاح مناديا والدته ، لم تجبه.
اتجه نحو المطبخ .. لا أحد ،كان باب الشقة مفتوحا وصوت حديث في الخارج ،عاد فصرخ بصوت غاضب : أين أنتِ؟
(سرعان ما دخل الكثير من الرجال ،لم يعيروا ابراهيم انتباها ،بل دخلوا غرفته ،دخل بعدهم وأخذه الذهول ..
كانوا يتفحصون جسده البارد وقال أحدهم: أيها المسكين أيّ ميتة كانت حصتك في هذا المكان ؟ ربما الافضل هو ماحدث لك فأمك ماتت في ذاك الانفجار اللعين .
كانت أمرأة في الستين من العمر تقف أمامهم بذل ودمعة عتاب صامتة، تقدمت من ابراهيم واحتظنته وقالت هيا ولدي لنرحل مادمت الان بخير.. كما يقول جارنا ربما ان تموت هو خير لك بدل ان يقول انهم نسوا أمرك ).
تلفتت الام وقالت: شكرا يابيتي الطيب يامن حملت همومي وعذابي ،شكرا ايتها الجدران لقد آن لكِ أن تتحرري منا ،لاأعلم من سيسكنك لكن ارجو أن يكون الأفضل ويجدد فيكِ الحياة ...وداعا كل شيء.
الجدران: أيتها الام ، نحبكم جدا ، ولانظن ان الحياة تتجدد في اي شيء مهما فعلوا حتى وان هدموا وبنوا سيبقى هنا شيئا منكم فللموت طرقا للحياة لن يدركها الا الجدران وسرير ابراهيم وكأسه المكسور .
....
ابتهال الخياط

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...