![]() |
هُدى الجلاّب |
مَا خطبك أيا القلب المُعذب؟ تتشبث بأطراف المستحيل،
أ تأمل عطف صخور صمّاء؟ ألا ترى ما وصل إليه وقت يزحف
مُمزق الخطو ..
ويتلاشى صوتي وسط دروب هَمجية ..
كانَ الأمسُ يضفرُ جدائلَ طفولة ناعمة واليوم
يُبعثرها خريف عجول.
ترقص همسات على إيقاع نبضات حالمة تتوزع مُرتدية ثوبها الفضفاض. بَدأ الأمر كلّه في لحظة خاطفة سَرقتني مِن كينونة وجودي. كمْ حاولت التفكير مليّاً ويخذلني قلب مُتهاون،
ليس في الرئتين مُتسع إلاّ لعبير قادم مِن صوب هوى
مُعطر بأنفاس ربيع مُبهرج
وليسَ لي إلاّ أنْ أكون تلك الوريقات التي تنزّ عشقاً
وتقبعُ بينَ دفتيّ ضلوع مُغلقة.
وحده ألفته الروح واستوطن ضلوع ياسمينة دمشقيّة
تُحاكي روعة نجوم صيفية.
لا أنسى كيفَ ابتسمت السماء عند اجتماع آسر
ثمّ بكتْ لحظة وداع سريع،
كلّ حبّة مَطر نزلتْ حينئذ راضية تشكر وتحمد خالق الأكوان
وتتراقص لغة سريعة النبض ولا أدركُ كيف تتجاوب خطوات
لحني الغريب مع تفاصيل تفيض مع أناهيد سحب مُتعاطفة.
تحفّ بروحي ذنوب مُقشعرّة أستغفرُ وأبكي ورعاً
وألوذُ بفرار مِن عبث مُتوسل
ويُرسلُ إله الأكوان نوراً مُشعشعاً إلى سطوح شاردة
فيضحكُ فجر مُنتعشاً مِن وراء حجاب
ويسقط سهواً حُلم جديد مِنْ قبضة يميني ..
لوقت قصير تختال وشوشات ثمّ تتكوّر وسط واقع كسول
هي فرحة قصيرة
ثمّ تطوّقني حواجز صادمة ..
وتكاد تنطلق روح مُرتجفة ..
أنا الهاربة مِن قبضة ذاتي القابعة قطعة أثاث زائدة
في غرفة عمياء كَمْ يهواني لذع الانتظار،
تصرّفْ كمَا تشاء يا زمناً يتجشأ مِن تُخمة الضلال ..
.. هُدى الجلاّب .. بنت القلمون.