اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

تنازل | قصة قصيرة ...* شوقيه عروق منصور – الناصرة

⏪⏬
وجدت نفسها زوجة لزوج شقيقتها … والدها اختصر طريق الحزن وأخذ يرمم بقايا بيت شقيقتها الذي انهار بموتها ، أمها أكدت لها أن والدها هو صاحب الحل والربط والقرار، وعليها الطاعة والقبول .

حين وجد الوالد الغرفة قد امتلأت بالوجوه التي جاءت لكي تعزيه بوفاة ابنته وقف وحضن زوج ابنته وقال :
– كنت من أحسن الأزواج ، علشان هيك وحتى تبقى الرابطة بيننا ، قررت أن اعطيك بنتي الثانية ..!!
أسقط بيد الزوج الذي لم يستطع الرفض أمام الرجال فمن العار أن يرفض … !!
لم تتوقع مشاعرها أن تدخل في غابة الأخت الراحلة، وأن تصنع من أغصان أشجار العلاقة التي كانت محرمة تاجاً تلبسه أمام الجميع ، أن تتمدد فوق سرير كان سابقاً قلعة غامضة وأبواب موصدة .
انتقلت من بيت أهلها الى بيت اختها الميتة بهدوء ، سيارة سوداء جاءت في منتصف الليل ، حملت ثيابها وبعض الأشياء الضرورية ، اختفى الفرح عن الوجوه التي وقفت تودعها ، تغلغل في الوجوم بريق الذنب العابر ، الذي رفض تصديق الحكاية التي بدأت بفرحة و”طرحة” وانتهت بزواج مبتور ، فوق صفحة تحتوي إعادة نظر للقدر ، بعد أن أراد قطع الصلة .
لم تسمع صدى موسيقى تعزف لها، كانت الدموع تنساب على الخدود بصمت ، لم يحاول احد أفراد عائلتها تقليص المسافات والتقرب منها ، وسؤالها عن رضاها وقبولها ، تعامل معها والدها كأنها لا شيء ، مجرد بضاعة تنقل من هنا الى هناك .
عاشت حياتها وهي ترفع راية القبول وطأطأة الرأس، لم تعترض يوماً ، حتى ان امها تمدحها بقولها ” تم بدون لسان ” “الله يرضى عليها احنا بنفصل هي بتلبس” عاشت العمر داخل برميل الخضوع ، تتنفس جدران الرضى دون تذمر .. رأت شقيقاتها وهن يذهبن الى المدارس ويتعلمن في الجامعات، وعندما طلبوا منها البقاء في البيت لأن والدها لا يملك المال لتعليم ثلاث بنات في الجامعة، بقيت في البيت تساعد امها في عمل البيت ، حتى عندما تزوجن بقيت ترعى اولادهن .
لم تطلب يوماً شيئاً لها ، بينما شقيقاتها يصرخن ويشتمن ويحصلن على كل شيء ، واخوتها الذكور يحصلون بدون صراخ أيضاً على كل شيء ، هي تكتفي بكلام امها عنها هي الهادئة المؤدبة الحنونة ، هي أم البيت …!!
كانت تعرف انهم يحرثون في ارض الاستغلال ، يستغلونها علناً ، رغم ذلك بقيت مطيعة وتتنازل ، ولم تحاول قطع الحبال التي طوقت عنقها .
زوج اختها حاجز من الفولاذ ، من الصعب اختراق أحاسيسه الباردة ، لم تستطع التحرر من روح أختها التي سكنت كل قطع الأثاث وهواء البيت ، تربعت فوق اللمسات ورائحة الزوج الذي يقترب منها ، كانت تشم رائحة عطره سابقاً ، لكن لم تشعر يوماً بأن هذه الرائحة ستعشش في انفها ، وترحل في أعماقها ، لتصنع منها وجعاً مدججاً بالحيرة والتردد .
انها تتصرف كضيفة لا تمت للبيت بصلة ، اختها غائبة وسترجع ، لم تبح لأحد عن مشاعرها ، وزوج شقيقتها ما زال زوجاً لأختها ، هي مجرد جسر ستخطو عليه اختها عندما تعود ، ولم يحاول أحد سؤالها عن مشاعرها ..
جاء والدها لزيارتها ، تذكرت أن والدها يزورها فقط في الأعياد ، اليوم لا يوجد عيد ، رحبت به .، بعد فترة صمت :
– بكرة لازم تيجي معي لعمل فحوصات … !!
اعتقدت أنه حريص على صحتها ويريد الإطمئنان عليها ، أو فكره مشغول لأنها لم تحمل حتى الآن.. !! قال لها والدها بصوت منخفض :
– أنت بتعرفي انو اخوك عنده فشل كلوي ، ولم يعد غسيل الكلى ينفع ، لازم يزرع كلية ، واخترناك حتى تتبرعي بالكلية .
لم تقل ” لا” طأطأت رأسها ، توجهت الى المستشفى وأجرت جميع الفحوصات اللازمة .
بعد عدة أيام كانت النتيجة مطابقة لخلايا وأنسجة ودم أخيها …
وقعت على جميع الأوراق المطلوبة للتبرع، ووالدها يقف فوق رأسها ، يبارك تنازلها عن كليتها ..!!
بينما هي مستلقية على السرير الأبيض ، مستسلمة لأيدي الجراحين والمقصات والسكاكين ، سألها أحدهم :
– هل انت موافقة على اعطاء كليتك ؟
– والدي طلب وانا لا أرفض له طلب ..!
زوجها اعلن رفضه للتبرع ، تشاجر مع والدها وقال :
– اذا تبرعت زوجتي بكليتها لن ترجع الى بيتي ، أنا بدي زوجة صحيحة الجسم ، ما بدي زوجتي الثانية تموت .
والدها قال بأعلى صوته ” بلاش ترجع ، البيت اللي رباها بعدو مفتوح ” .
تبرعت بكليتها ، لم ترجع لبيتها ، لأن زوجها لا يريد زوجة ناقصة ” قطع” حسب ما قال وهو يتوعد ويهدد بالطلاق .
تطلقت … رجعت الى البيت عاد الأخوة والأخوات وأولادهم الى البيت يرفلون بالحرية والرعاية ، وعادت تعتني بكل واحد ، وكلما نظرت الى الخط البني الذي يشق جسدها، تشق روحها وتشعر أنهم بنزع كليتها نزعوا الكثير من صمتها .
لم تعد أمها ترى بعينها اليمنى ، وقد أعلن الطبيب لأبيها أنها بحاجة الى قرنية ، وعليها الإنتظار لعل هناك من يتبرع لها بقرنيته بعد وفاته .
بينما هم يجلسون أمام شاشة التلفزيون يتابعون أحد المسلسلات وصراخ الأطفال الذين جاءوا برفقة آبائهم وأمهاتهم للاطمئنان على صحة الأم تختلط بحديث الكبار ، الذين أرادوا عرض عضلات محبتهم للأم ، ردد الأب ما قاله الطبيب عن القرنية وقضية التبرع .
شعرت أن العيون تخترق عيونها ، أنهم ينظرون اليها ، يحدقون في تجويفات عينيها ، يبحرون في البياض الذي تحول الى مصعد ، يصعدون به الى رضى الأم، ينتظرون منها الآن التنازل عن قرنيتها ، لكن طريق تنازلاتها المنحدرة وصلت لصخرة القرار والفرار .
قال لها والدها :
– كل واحدة من خواتك لها عائلة ، واخوتك لهم عائلات ، انت الوحيدة ما الها حدا .
لم يسمعوا ردها ، بل شاهدوا حمم البراكين وهي تتساقط من صراخها … بقيت تصرخ حتى هذه اللحظة.
-
*شوقيه عروق منصور
فلسطين - الناصرة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...