اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب الأدب والأيديولوجيا : شعر مفلح

صراخ من الأعماق | قصة قصيرة ...*حسن بوفوس


⏪⏬
تمدد فوق فراشه بعد أن شعر بالعياء يتخلل جفناه كإبر حادة، فجذب الغشاء وارتاح لثقله ولدفئه في آن وَاحِدٍ. يا لها من سعادة!
ثم استرسل في النوم...

كان حشد هائل من الناس يحدق به من كل جانب، والشعارات تكاد تصك أذنيه. في يده اليسرى طفلة صغيرة تمرّغ وجهها بالجانب الأيسرمن عنقه. مساحة الدائرة التي يحتمي بها تتقلص شيئا فشيئا. إنهم يقتربون. يحرك عصاه بيده يمينا فشمالا. ولكنهم يقتربون. فطن إلى حال الطفلة الغريب.. فكأن لها أسنان حادة كتلك التي ينهش بها الفأر الخشب الصلد. شعر بتيار كهربائي متموج يغزو أطراف صدره ورأسه حتى جحظت عيناه واحمرت. أراد أن يُنحّي الطفلة جانبا غيرأنها ثبتت معلقة، أسنانها المسمومة مشدودة إلى عنقه. اقترب منه بعض الناس وبهراوتهم طفقوا يضربونه تارة ويشتمونه تارة اخرى؛ يركلونه تارة ويبصقون عليه تارة اخرى لأنه تجرأ... وتجرأ؛ لماذا تجرأ على ضرب طفلة؟
ضربوه الى ان شُل جسمه. لا! لا! انطلقت من بين طيات لسانه صرخة ثانية معتادة وثالثة غير معتادة، خرساء، استيقظ منها مذعورا، بائسا ومتشائما.
تمشّى قليلا في أرجاء الغرفة كي ينفض ما علق به من أحاسيس سوداوية؛ ولكن عبثا. أسرع إلى كوب ماء عسى يهدأ ما يعتلج بباطنه من مشاعر غريبة ومجهولة المصدر. بل انتابه احساس مفاجئ وثقيل لا يحتمل وزنه مثل صخر عملاق، فبدا له هذا الإحساس شبيها بشظايا مخلفات نيران تتناثر متوهجة أمام ناظريه، فترتسم حقائق أقرب ما تكون الى أحداث رواية واقعية.
تداعى إلى ذاكرته حوار دار بينه وصديقا له لحظة مرورهما قرب أبله -مختل- يحاور نفسه؛ لهجته جهورية، يعتقد فِي مَا يقول-كما يقولون- اعتقادا راسخا.
قال لصديقه بنبرة عاقلة:
- «أمام مثل هذه المشاهد يتملكني ضيق وألم. تَسْودّ الدنيا أمامي حتى إن اخضرار الأشجار واصفرار أشعة الشمس تكتسي بهجتها قتامة وظلاما.»
لا يعرف ما يجري ويعبث بدخيلته. فكأن إنسانا يشبهه لكن لا يتكلم لغته، يتلاعب بأوتارعوده، لا سبيل إليه حتى يقضي عليه.
تبادرت صيحات إلى أذنيه وبرزت قدامه مشاهد تصور أحمق يقاوم ممرضين وطبيبا؛ يحاولون حمله عنوة إلى سيارة الإسعاف.
لقد اشتكى مرارا من عويله سكان الحي. يشتمهم.
إنه يشتم الممرضين وعبثا يريد التخلص من الطبيب. شدوا يديه وساقيه إلا أنه ما انفك يصرخ مثل كبش مذبوح.
استلقى على الفراش. عيناه مفتوحتان. لا يقوى على النوم أو يخاف أن ينام بالأحرى. تملكته قشعريرة. إنه لاشك مس من الجنون. وإذا صار هوأيضا أحمق؟ الانتحار أهون عليه من أن يعرض نفسه ويهمش.سيقولون:-فلان! سيتأثرون. سيشفقون عليه. وبعد ذلك، يعتادونه كما هو فينسوا حكايته. لا محالة سيهمش. تتملكه من جديد رعدة عمت جميع مفاصله. لا يريد شفقة، لا يريد تهميشا. كل ما يطلبه هوأن يبقى سليما، صالحا، محتاجا إليه.
شعر برعشة مثلوجة تغزو أطرافه. ثم تواتر إلى ذهنه هاجس الموت. تحسس رجليه اذ طفق يستنشق الهواء بكمية كبيرة خوف أن يموت. لا سبيل إلى النوم. مستحيل. ولو ذهب إلى حيث لا رجعة؟ فرق جوهري بين أن يحيا الإنسان مختليا أو منعزلا أو مختلا ،وبين أن يعاشر الناس. ماذا يفعل حيال روابط العطف التي تَشُدُّهُ إلى أبويه، إلى أصدقائه، إلى من عرفهم وعرفوه؟
لا شك سيصدمون لنبأ وفاته. ذلك ما لا يريد. حياة الإنسان في المجتمع فيها شيء من السمو. إنه ليتخيل أباه تعسا وأمه ثكلى. سبق له أن اشتم رائحة الهلاك. تلك الرائحة لا محالة منبعثة من جسده الفاني. كلا! ليس سهلا أن يموت الإنسان. كيف يتخلص من هذه الأفكار؟ عبثا حاول مهما فكر في أشياء أخرى.
أخذ الساعة الموضوعة بجانبه عسى تلهيه رتابة دقاتها المتشابهة والمملة.
حدد ساعة الاستيقاظ. متى يبرز نور الصباح؟ تملكه شعور نشز لا يفقه له تفسيرا. صمت مطبق وراء الباب المغلق. الأشجار ساكنة. الليل لا نهاية له. لا قمر ولا نجوم في السماء. تقلب إلى يمناه ثم إلى يسراه وبعد برهة انتشرت بباطن نفسه سحابة شؤم سرعان ما احتوتها أنغام فرحة متفائلة إلى ان اطمأن ونام.
عادة يدق جرس الساعة باكرا فيسرع إلى توقيف إيقاعه، أما هذه المرة فقد توالت دقات الالة الموسيقية إلى ما لا نهاية.

* أديب من المغرب - طنجة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...