اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

سـيادة اللـواء ــ قصة قصيرة || عادل المعموري

 يقتعدُ كرسياً في آخر المقهى ..ينزوي وحيدا ..السيجارة لا تفارق اصبعيه وعيناه لا تفارقان النظر إلى الصور المعلقة في أركان المقهى ..صور كثيرة مؤطّرة ،بالأسود والأبيض ..مكتوب في أسفلها سنة التصوير والمكان ..كل يوم يطالعها ..ينهض من مكانه ويتطلع إليها صورة بعد صورة يدور مع استدارة الجدران حتى ينتهي عند آخرها قرب كرسيه المعتاد ..ضجيج مرتادي المقهى لا يهمه فقد تعوّد على ذلك الصخب وتلك والأصوات المتقاطعة ..ينتهي من سيجارته ويرفع رأسه نحو التلفاز

. لفت ا نتباهه شيء يحبه ..يتوق إليه ..عيناه تعشقانه ..صف من الجنود يسيرون على إيقاع الموسيقى يؤدون التحية إلى ضابط كبير يقف على منصة يحمل النياشين وهو ينظر نحو الجنود التي تحيًيه بحبور وزهو ..فجأة اختفت الصورة ..وظهرت قناة أخرى فيها فيلم لبنات يستعرضن أزياءهن ..فتيات في قمة النحول والرشاقة ..فتح عينيه على اتساعهما بغضب وحملق في الجالسين ..لمح أحدهم بيده الريموت كونترول ..أدرك على الفور أنه هو من استبدل القناة ..نهض إليه وهو يجر خطوات متثاقلة وقام بجذب الجهاز من يده ..دون أن ينتظر منه ردة فعل معاكسة ..أخذ يعبث في الازرار بحثا عن القناة الفضائية المفقودة ..ولما عجز عن ذلك صاح بصوت متحشرج :
_عماد ..تعال ياعماد ؟
_نعم سيادة اللواء ..
قالها فتى المقهى وأقبل نحوه مسرعاً... هو اعتاد عليها كجزء مهم من حياته لا يمكن التفريط به ..تشعرهُ تلك الكلمة بالفخر (سيادة اللواء ) تلك كانت علامته الفارقة في الحي والمقهى لقب يعتز به كثيرا ، قال للفتى :
_أريد تلك القناة الفضائية التي كان فيها العسكر.. أولئك الذين كانوا يسيرون فيها على إيقاع الموسيقى العسكرية ؟
بهُتَ الفتى ونظر إلى الجالسين ثم تمتم ببلاهة :
_ومايدريني أي قناة كانت تبثُ استعراضاً عسكريا !
--أنتَ حمار ..وستبقى حماراً ..هيا أغرب عن وجهي .
ابتسمَ فتى المقهى وانصرف عنه وهو يهز رأسه
عاد ليجلس في مكانه فيما كان رجل الريموت ينظر إليه بدهشة.. لم يلبث ان سكن روعه عندما ربّت صاحب المقهى على كتفه وهمس له :
_امسحها بلحيتي . صاحبنا.(سيادة اللواء) مجنون ..
عاد صاحب المقهى ليجلس خلف الطاولة الصغيرة التي لا تتناسب وحجمه الضخم ..بيد أن الرجل (اللواء ) شرع ينظر بغضب نحو الرجل الذي أفسدَ عليه متعة المشاهدة..بعد قليل نظر
إلى الأعلى نحو الصورة المعلقة فوق رأسه وصاح بصوت عال سمعه الجميع :
_هزُلت والله ..هزُلت ورب الكعبة ..أنظر ياسيدي إلى هذا التافه ..أنا أجزم أنه لم يخدم يوماً واحدا في الجيش .وكان يشير نحو رجل الريموت الستيني الذي حرمه متعة مشاهد العسكر.
.لم يعرهُ الجالسون انتباههم ..ظل يتكلم دون أن يرد عليه أحد ..فقد اعتادوا تلك النغمة التي لم تنقطع يوما عن مجلسهم .. نهض واقفا على قدميه وأخذ يتكلم مع صورة الرجل العسكري المعلقة على الجدار :
_وداعتكْ سيدي الزعيم ..أنت زعيمي حقا وان كنتُ أنا أعلى رتبة منك ..ولكنني أحترمك ...بعدك هزُلت وضاعَ لجامها ...وداعة عيونك سيدي ..في حرب تشرين عندما تقدمنا نحوالصهاينة على سرف الدبابات ..جعلناهم كالفيران يهربون ..قاتلناهم بكل عزم وتضحية ..دمشق الغالية جعلناها عصية على اسرائيل اللقيطة ..تفوووه على الدواعش ..هم أيضا لقطاء أولا د كلب ..آه لوكان في العمر بقية ..التفت إليه أحدهم متسائلا :
_متى تقاعدتَ من العسكرية سبادة اللواء .؟
_ها أبو غايب ..عيوني انت..أنا تقاعدتُ بتأريخ 5 يوم الأربعاء لشهر تموز في 1979..
_هل عدتَ إلى الجيش في حربنا مع إيران ؟
_لا يابة ..تقاعدت لإسباب صحّية ..فقدتُ أصابع قدمي اليمنى بلغم أرضي في حرب تشرين مع أولئك الكلاب ..كنتُ عميداً وتقاعدت برتبة رتبة لواء ..
-_أما زلتَ تحن إلى أيام العسكرية ؟
_آه ..أه يا أبو غائب ..العسكرية تسري في دمي ..ويأتي الآن من يحرمني من رؤية العسكر وهم يستعرضون ببزاتهم الجميلة لينقلني إلى قناة استعراض الأزياء لفتيات (مسلّوعات) مصابات بالسل الرئوي .
.هنا انفجرت عاصفة من الضحك بعد أن ردد تينك الكلمتين ..التفت إليه الرجل صاحب الريموت وقال :
_ألايكفي حرب ودمار وسلاح وقتل وتشريد ؟على الأقل دعونا نتفرج على تلك الجميلات الرشيقات ..نهض إليه الرجل (اللواء )وهو يهّز يده بسخرية :
_أنا أجزم أنك كنتَ هارباً من الخدمة العسكرية .
. تحرّكَ رجل الريموت وهو يروم النهوض واقفا وكأنه يتهيأ لحركة نزقة قد يقوم بها غريمه وتطيح به أمام رواد المقهى .. بغضب ارتسم على ملامحه الخمسينية رد قائلا :
_لا تجزم أيها المجنون ..أنا خدمتُ بالعسكرية في حرب إيران والكويت ولم أهرب يوماً واحدا ..حرب تشرين ستة أيام وحرب إيران ثماني سنين ..هل تحسب نفسك بطلاً أيها المخبول ؟
تقدّم منه الرجل (اللواء )ووقف قبالته تماما ..ثم رفع الطاولة التي كان يجلس اليها لا عبو الدومينو ..فتطايرت قطع الدومينو في كل مكان ..استاء اللاعبون من تصرفه الغريب وصاحوا به ليبعدوه عن المكان ..نهض صاحب المقهى وأمسكه من ياقته وقال :
_لو لم تكن صديقا لوالدي لرميتك في الشارع ..لاتكن سبباً في قطع رزقي أيها "النائب عريف " المجنون ..اهدأ واجلس في مكانك .
.نظر الجالسون ودارت أعينهم في محاجرها وهم يستمعون لصاحب المقهى وهو يلفظ كلمة _نائب عريف _ قام إليه الرجل صاحب ال ريموت وجذبه من ياقة قميصه وصاح به :
_كنتً (نائب عريف) في الجيش وتكذب علينا ..تتمشدق وتتبختر كالطاووس أيها الكذاب ؟
--على رسلك.. كنتُ برتبة لواء في الجيش.. كنتُ قائدا للفرقة الآلية الخامسة..أنا من حطم الترسانة الإسرائيلية ..أنا من أبكى عاهراتهم ...أنا من جعل موشي دايان يتبول في سرواله.
ضجّ الجالسون بالضحك ..وشرعوا يجمعون قطع الدومينو من الأرض ..الرجل (اللواء) مابرح يرغي ويزبد ويتلو عليهم بطولاته ..كان يزعق حاملا رتبة عسكرية في كفه ، وهو يصيح :
--حيــوانات ..لا تفرّقون بين نائب العريف واللواء ..أليست هذه رتبتي ..فيها هذا النسر والسيفين المتقاطعين؟!.
.أمسكَ صاحب المقهى بالقطعة الخاكية ونظر فيها ثم لم يلبث أن انفجر ضاحكا فقد كانت تحمل شارة خيطين سوداوين كسكة الحديد منقوشتان في قطعة القماش الخاكية .. عندما رفع ذراعه ليريهم الشارة العسكرية ....غصَّ الجميع بالضحك .!

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...