وتركز الرواية على دور المسيحيين العرب في مقاومة الاستعمار مع إخوتهم المسلمين، والتلاحم الإسلامي المسيحي في الحياة العامة في فلسطين والأردن، والتآخي القائم بين أهل الكرك والخليل، وعمليات التجارة التي كانت تنتقل البضائع من خلالها عن طريق (التحدير) بين هاتين المدينتين.
تغوص الرواية من خلال التتبع الروائي لحياة هذه المدن القديمة في العادات والتقاليد القديمة، وكيفية عيش الناس في تلك الفترة، وقد استند المؤلف في وضع الإطار العام للرواية، والجو المعيشي على مجموعة كبيرة من الشهادات الصوتية المسجلة التي قدمها له مجموعة من المعمرين، وكبار السن، مما نقلوا عن آبائهم، وأجدادهم عن الحياة في ذلك الوقت، وتعيد الرواية رواية بعض الأحداث التي لها علاقة بمجموعة من الصلاح الذين كانوا يعيشون في القدس، وتتطرق إلى بعض القصص والأساطير الشائعة هناك.
ومن خلال شخصية الطرموخ الشاب الصغير الذي يطلق عليه هذا الاسم الغريب بناء على طلب الجد الأكبر السيد أحمد الرفاعي – من خلال المنامات-، ولسبب خاص جدًا، وعن طريق تتداخل مجموعة من الأحداث نصل إلى تفسير لماذا كرهت الجدة حفيدها، والسبب الذي جعلها تتهمه دائمًا بأنه يحوي في داخله ذئبًا أسود.
يذكر أن هذه الرواية هي الرابعة للمؤلف د. محمود أبو فروة الرجبي، وقد صدرت قبل أيام في بيروت، وصدر قبلها: الأنثى قبل الأخيرة، وجود في مهب الريح، ومن سرق قلب جمان، وسيصدر قريبًا للمؤلف عدة روايات عن مؤسسة الفرسان في الأردن، وهي: قلوب برسم الانكسار، الحب لا يأتي مرتين، وشيطان الأخلاق الحميدة، وبعضها موجه للمراهقين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق