اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بأيّة حال عدت يا عيد | صفيّة قم بن عبد الجليل

أرى العيد يطرق الأبواب وتتهادى إليّ روائح الكعك والغريّبة والمقروض و... وأبصركِ كما عهدتكِ عتيّة شامخة وإن أعياك المرض وهدّ قلاعكِ الحزن على من فارقنا في صمت وكبرياء...
أراكِ جاثمة على أوجاعك تدكّينها دكّا بحبّات المسبحة التي لا تفارق أناملك ليلَ نهار...
أراك تبتسمين بثغر ابتلع لسانه ونسي الثرثرة، فيشتاقني الحنين إلى لسانك السّليط الّذي كان يذهلُني فأحتمي بصمتي...
أراك تحتضنين السّماء بعينين زائغتين كأنّك تستصرخينها وتلوذين بمن ترينهم ولا يرونك... فأسأل نفسي: أين اختفت تلك المرأة بجبروتها وحنانها في آن؟ ! أين تبخّر زئير تلك اللّبؤة وهي تذود عن عرينها بالنّاجذ والمخلب، كلّما استشعرت مكروها مداهما ؟ ! مَن أخرس تلك الضحكات المسترسلة وتلك القهقهات المدوّية وتلك الزغاريد المتلألئة؟ !
أراك تستعدّين للعيد بعد صيام ثلاثة أشهر متتالية... أراك تُعدّين للعيد ملابس جديدة كطفلة تسعد بزينتها وأناقتها واستقبال أهلها وذويها؛ بل أراك تطلبين " عيديّتك " من أبنائك، فردا فردا في مرح من يسعدها المال كثيرا وإن لم تكن تحتاجه فتتصدّق به في كرم حاتميّ مشهود...
أراك تحتضنين من حضر من أبنائك وتهاتفين الغائبين ساردة كلّ ما جدّ هنا وهناك... أراك تُغدقين على الجميع دعواتك الصالحات وتمطرين من كسر جدار الطّاعة العمياء بوابل من صواعقك الّتي سرعان ما تتحوّل إلى دموع جاريات تعقبها ابتسامات الرّضى وقهقهات الصفح والنسيان...
أسمع ابتهالاتك وأنت بين سجود وركوع وتصلني تمنّياتك ورغباتك واعتصامك بالعروة الوثقي التي لا تبيد وحمدك الله كثيرا على ما ومن وهبك...
تعود بي الذكرى إلى سنوات زواجي الأولى من ابنك البكر " نوّارة عينيك" كما تقولين فأراك في عنفوان ربيعك الأربعين، تحتفين بالحياة وزينتها أكثر منّي، أنا ابنة العشرين !بل أراك كأنّك في سباق مع الزّمن الّذي قهرتِه بريعان شباب وطفولة لمّا تنضج، فتأخذني الدّهشة من حماة هي أقرب إلى أخت كبرى أو سلفة، بل كثيرا ما كنتِ في مرح تقلبين الأدوار، فإذا بي حماتك النّاصحة الجادّة وإذا بكِ كنّتي الغريرة التي لم تدرك من الحياة غير ظاهرها فركبت اللّعب والمزاح أحيانا والجدّ حينا...
لا تزال قولتك الأثيرة لي ـ كلّما تأفّفتُ ـ ترنّ في أرجاء ذاتي وبيتي وحيثما كنتُ: "أنتِ إِخْذِيتْ لحمَةْ الكتِفْ وتتْشرَّطْ !" يومها لم أفهم ما تقصدين ونفيتُ في بلاهة وحزم أن أكون قد نالني نصيب ممّا ذكرتِ ! يومها أجهشتِ ضحكا حدّ الدّموع؛ تلك الّتي رأيتها تتلألأ في مقلتيكِ فكرهتُني ولزمتُ محراب صمتي بعد أن علمتُ ما لم أكن أعلمُ ! قولتكِ هذه انتقشت بالرّوح والذّاكرة في حلّي وترحالي وفي رضاي وسخطي إلى أن آمنتُ بأنّي محظوظة فعلا بابنكِ، زوجا وإن عتا أو قصّر ككل الأزواج الّذين ربّتهم أمّهاتهم المؤمنات بأنّ للرّجال درجات على النّساء مهما علا شأنهنّ !
لم تكوني لي حماة بقدر ما كنتُ لكِ ابنة تختلف عنكِ طباعا ورؤية. كنتُ أحبُّكِ بصدق دون أن أجاهر بذلك كما يفعل غيري تملّقا ورياء، وكنتُ إن غضبتُ منكِ أُلازم صمتي حتّى تهدأ النّفوسُ، وإنّي لا أذكر أنّي جرحتُك يوما أو حتّى عاتبتُك ! كنتُ أوصي بكِ ابنكِ خيرا ـ والله شهيد على ذلك ـ وما كان يوما من المقصّرين، والحمد لله.
لا تزال نظراتك اللّائمة تلاحقني كلّما زرتُك بعد طول غياب وانشغالٍ عنك وعن غيرك بأعبائي الثقيلة في البيت وخارجه.
لا يزال رفضك الحاسم لأن يدعوك بعض أحفادك ب" حنّاتي " ماثلا بين ناظريّ ! كم كنتِ متشبّثة بشبابك وبالحياة، وكم كنتِ ترفضين الشيخوخة أو حتّى الكهولة وكم كنتُ أعجبُ من إقبالك على كلّ ولائم الدنيا بكلّ شره ! كنتُ أعجب أيضا من شراسة ثأرك من طفولتك التي لم تكوني راضية عنها وعمّا أصابك من يتم مبكّر وزواج أشدّ تبكيرا... كنتُ دائما أجد لك المبرّرات النفسيّة حتّى لا أقع معك في جدال أو خصومة، وكان الصّمتُ منقذي ومنقذك من أن نقع في ما أعتبره محظورا وقد نشأت على احترام الكبير والصّغير ومحاولة التأقلم مع الموجود مهما يكن الاختلاف...
العيد يطرق الأبواب وذكراكِ تُحاصرني من كلّ صوب. كيف يكون العيدُ بدونك؟ ! لمْ أدخل بيتك منذ رحلتِ إلّا في أربعينيّتك، وكنتُ على عجل ! لم يعد للبيت ريح ولا نكهة ولا حضور... بيْد أنّي رأيتُكِ تُطلّين علينا من شاهق كأنّ بكِ شوقا إلى الدّيار والأحبّة الّذين شيّعوك بحسرة من كان يتفيَّأُ ظلالك ويرتوي من زلال عطائك...
في هذا العيد هل ألتقيك في بيتك أم في الفردوس الأعلى؟ !
يوم العيد، سأتيك باكرا إلى حيثُ أنتِ الآن، فأنا كما تعلمين لا أحبّ الضّجيج ولا تروق لي العادات والتّقاليد وصخب النسوة ليلة العيد، عيد الرّاحلين.
كوني بخير، إلى أن نلتقي، " لَلَّا عِيشَة " كما تعوّدتُ أن أدعوكِ أو " ماما عيشة " أو "عويشة " كما ألف أبنائي أن يدلّلوكِ؛ وللحديث بقيّة.
رحم الله حماتي رحمة واسعة وأسكنها فراديس جنانه؛ لقد غنمنا منها ثروة لا تُقدّرُ بكنوز الدنيا: رضاها ودعاءَها لنا الّذي نرجو أن تُفتَح له أبواب السّماء.

صفيّة قم بن عبد الجليل
مساكن، في 23 جوان 2017

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...