
.... ميزانُ الكتابةِ ليس ككلِ ميزانٍ ,, يحتلُ يمينَهُ كفةٌ ويسارَه أخرى ,, إنه ميزانٌ قد يتجاوزُ ذلك ... الحياةُ في الواقعِ دائمةُ الحركةِ بأبعادٍ ندركُها وأخرى قد نكتشفُها ,, وغيرُها عصيةٌ على أسوارِ الوعي .. في كلِ ثانيةٍ ودقيقةٍ ويومٍ وشهرٍ وسنة ,, يُحَددُ ذلك بمدى سرعةِ طائرِ الشعورِ بأحداثِ المكانِ الذي يحيطُ بنا ,, والزمانِ الراكنِ في أعماقِ بحارِنا التي نحيطُ بها .. نرى ,, القضيةَ المنتهيةَ ,,المستوفيةَ كافةِ عناصرِها ,, وكذلك القضيةَ التي تتباطئُ خطواتُنا
جهةَ نهايةِ طريقِها ,, وأخرى التي نصطدمُ بجدرانِها ,, لا بابَ ولا نافذةَ إلى غرفتِها أو منزلِها أو قصرِها ... كأن الميزانَ هنا تجاوزَ الكفتين ,, لا ندري قد يكونُ تجاوزَ بُعدَ البصرِ لحدودِ الجسد ,, وإمكانياتِ التراب ,, والطينِ ,, قد يكونُ تجاوزَ الثلاثَ ,, أو الأربعَ ,, أو الخمسَ ,,, أو ,,أو ,,.... كقارئٍ تبدأُ علاقتي بالقضية التي تباطئتْ الخطواتُ جهةَ نهايتها ,, آنفةِ الحضورِ في ألوانِ لوحتي ,, وأنتبه للكاتبِ بمقدارِ زيادةِ السرعةِ جهةَ العنصرِ الذي مازالَ يعاندُ الظهورَ ,,ويستمرئُ الاختباءَ ,, وتتوطدُ العلاقةُ في بُعْدِ العمقِ ,, عندما يصنعُ من الدهشةِ أجنحةً أكبرَ من ثقلِ جسدي الكثيف ,, تطيرُ بي إلى مشارفِ القرى والمدن التي لم يرها غيرُ حبرِه ,,حينها لا منةَ لي في هذا التحليقِ الذي يضعُ أرضَ حبرِه في حدودِ نشوةِ الاكتشافِ ,, وتحتَ شمسِ النضجِ ,, بل المنةَ له علي ,, ودَينُ جمالٍ واجبُ التسديدِ له مني .. وكقارئٍ,, كيفَ سيكونُ الموقفُ ,, وتكونُ القراءةُ ,, عندما يبدأُ صوتُ إزميلِ ومطرقةِ حرفِه ,,بفتحُ النوافذَ والأبوابَ في جدرانِ القضية التي اصطدمتُ بحجارتِها ,, كم منديلٍ من السعادةِ والفرحِ سيجففُ جراحي ,, ويشيعُ ألمي المولودِ من صعقةِ الاصطدام ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق