اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب الأدب والأيديولوجيا : شعر م

اسقِ العطاش | قصة قصيرة | سمر أحمد تغلبي

اختبأتُ في زاوية الصنبور، ألقي السمع لما يدور خارجاً.. كنتُ أستمع إلى الحديث باهتمامٍ بالغ.. أصواتٌ تعلو وتنخفض مابين الغضب والرّجاء والدّعاء.. استطعتُ التقاط بعضها:
هو: إياكم وهدر المياه.. المياه مقطوعة.. سنصبح بلا ماء.. هل تسمعون؟؟
هي: ولماذا هذا الانقطاع؟ لم يمضِ وقتٌ طويل على إصلاح الشبكة.. ما الخطب هذه المرة؟
هو: لا أدري.. يقال إن هناك تدمير للأنابيب أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إلى أنابيب مياه الشرب..


هي: ماذا؟؟ ألهذا إذن لم أستسغ طعم المياه منذ يومين؟ لا بدّ أنّ شيئاً منها قد تسرّب إلى خزّان المياه قبل انقطاعها.. ولماذا كلّ ذلك؟

هو بإحباط: لا أدري، إلى متى ستبقى هذه الحرب اللعينة التي لم تبقِ ولم تذر ... نسأل الله العافية..

ابتعدت أصواتهم فلم أعد أميّز ما يقولون رغم الضجيج الذي يملأ المكان...حاولتُ الاقتراب من فتحة الصّنبور علّني أسترق السّمع أكثر..
طفلٌ أغلق باب الغرفة وركض مقترباً، بينما فُتِح باب الغرفة مرة أخرى وعلا صوتها: "علاء.. إياك أن تفتح الصنبور وتتركه كعادتك... سنبقى دون ماء لو تصرفتم بالماء على راحتكم"

"حاضر ماما.. سأنظّف نفسي بكأس ماء.. هل يرضيكِ هذا؟ أوف.. ماهذه الحياة؟ لا كهرباء ولاماء.."

ضحكتُ في سري شامتة.. فقد بتُّ أشمئزّ من وجودي في هذا البلد.. فبعد أن كان استخدامي لسقاية الورود ورشّ أعشاب الحدائق العامة فضلاً عن غسل السيارات والجدران وأرصفة الشوارع، بات استخدامي الأكثر هو لغسيل الدماء وإزالة آثار الأشلاء من الطرقات...يالها من مهمة مقزّزة...
كم أحنّ لأيام كنا فيها نشتكي من هدرنا... يالهذا الهدر الجميل، هدرٌ يملأ الدنيا بالورود والنباتات وعبق التراب النّديّ... تراها تعود تلك الأيام؟ ... ليتها تعود، ولن أشتكي من الهدر، بل سأبتسم له، وأستمتع بنسائم الفجر المحمّلة بندى رياحين ماكانت لولا سقياي... سأتبختر بعملي وأتباهى بمهمتي رغم الهدر...

قطعت شرودي أصواتٌ تعالت بالقرب من الصنبور... شيءٌ ما يسحبني نحو الخارج... حاولتُ الامتناع فما استطعت... تدلّيتُ من فوهة الصنبور، تعلّقت قليلاً به متأرجحة متبخترةً أمامهم حتى سقطت... لقد كنتُ القطرة الأخيرة...

صاروا على مرأى مني يتحدثون...

صرخت الأم بولدها الشاب الذي دخل للتوّ: " ألم أقل لك أن تتصل بصاحب الصهريج ليأتينا بماء من أيّ بئرٍ كان... المهم ماء... لِمَ لمْ تفعل؟؟"

أجاب:
"قد فعلت... ولكن كيف سيتم ضخّ الماء بلا كهرباء؟؟ قال لي إنه سيحضر فور مجيء الكهرباء"

"حسناً.. سننتظر.."
أجابت الأم بإحباط، وأخذت تتابع أعمالها التي لا تحتاج إلى مياه...

مضى وقتٌ قبل أن يوقظني الضوء في المنزل... جاءت الكهرباء إذن..
أصختُ السمع، حاولتُ أن أمتدّ على حوافّ الحوض علّني أرى شيئاً.. لكن لا شيء سوى الأصوات المتبعثرة من داخل الغرفة..فجأة علا صوت الأم:

"لماذا لم يحضر حتى الآن؟؟ هاقد جاءت الكهرباء.."

أجابها الابن:
"لا أدري..قال إنه سيأتي... سأتصل به حالاً"

تدخّل الأب قائلاً:
"لاداعي للاتصال... انظرا إلى الساعة وستعرفان السبب.."

اختفت الأصوات ولم أفهم شيئاً... لقد أشفقتُ عليهم رغم انزعاجي من أهل هذا البلد...
لكن يبدو أن هذه العائلة لا علاقة لها بالدماء ولا بالأشلاء... وكما يظهر من بساطتهم لا علاقة لهم حتى بالهدر الذي كان مزعجاً قبلاً...

يا الله ... ماهذه الحروب التي يدفع ثمنها أناسٌ لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. يالهم من مساكين... كيف سيقضون ليلتهم بلا ماء؟؟ ليتني أستطيع مساعدتهم... ولكنني أضعف منهم ... إن أنا إلا قطرة ماءٍ تنقّلت من أنبوبٍ إلى أنبوبٍ منذ أن احتُبستُ في باطن الأرض ماءً زلالاً...

لكن لماذا أشفق عليهم أكثر مما أشفق على نفسي؟ هاهي نهايتي.. سقطتُ أخيراً في حوضٍ دون أيّ مهمّة... وسأجفّ إن لم يأتيني المدد...ولكن... ماعلاقة الساعة بصهريج المياه؟ لابد أن لها مدلولاً واضحاً... وإلا لماذا ساد هذا الصمت المرعب بعد الحديث عنها؟؟

استجمعتُ ما بقي لديّ من قوة لأنظر إلى الساعة المعلّقة على الجدار المقابل...

يا الله... لقد عرفت...

إنها الثامنة مساء... مضى ساعة على بدء توقيت منع التجوّل...!!!!

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...