⏪⏬فنجان وذكرى/ "23"
للأشياء حياة خاصة تدعوني كل صباح ، دويّ طبل صامت يوقظ روحي من حلم ما ، كوب " النسكافيه" أرتشفه بنزاهة غجرية تمتلك مخيلة جامحة تتجاوز عبقرية الطبيعة وتمضي إلى ماوراء الإعجاز والسحر .
أستلقي على أريكتي ، أفتح رئتيّ لرائحة لاذعة مرتبطة في ذاكرتي إلى الأبد تصلني رغم آلاف الأميال من وطني
صحة تكهناتي أثبتها وفقاً لحالة الطقس ..
-- اليوم ماطر : إذا الفرج قادم بعون الله ..!!!
-- ضبابي كئيب : آه : حان موعد دفع أجرة البيت والفواتير
-- مشمس رائع كحكاية دونتها في قلبي خوفاً أن يسرقها غراب ويطير..!!!
منظار عينيّ أنصُّبْه في كل الاتجاهات ، أكتشف سرّ قوافل النمل وهي تتبختر فرحة بما أسقطته أفواه البنات ، بعد قليل يا أصدقائي أضرمُ ناراً بداخلي على الثياب والجوارب المرمية ، أردد جملة : ( اللهم ألهمني الصبر والحكمة ، أبعدني عن الشيطان وخصائصه الكبريتية )
عرض يوميّ صاخب لطقطقة القدور والصحون والملاعق ، شرط أرضي يبقيني متورطة في مشاغل حياتي اليومية ، موسيقى " شوبان " في مقطوعة " الذكريات " تنتزعني من إعصار قادم ، أشيائي المفقودة أجرجرها من تحت الخزائن الملعونة ، " مبرد الأظافر ، فردة حذاء غاضب ، الخ ...."
تنقذني أصوات الأندرويد ، صديق يخبرني عن أزمة الدولار وانهيار الأحوال وعن أمراض غريبة زارت عالمنا في تأملٍ فلكيٍّ نظريٍّ مضحك لقائمة الأسعار المرتفعة في الكواكب السبعة ، وقار مكروب لعشاق الهموم أتقنَّاه مابعد الصفعة محتفظين بهدوء ممل حتى يحين موعد الإبحار باتجاه القمر من دون انحراف .
تنتهي المحادثة بذكرى الأجداد المتوارثة ، وجهي الملطَّخ بماسك الطين يهربُ مني ساخراً نحو اللاشيء ، جولتي المنزلية انتهت ، ضوء معدني متوهج أرى من خلاله أزهار ذات ألوان بهيجة وشجرة كستناء عملاقة جذورها تاريخ يمتد من المحيط إلى الخليج ، كلّ مقومات الحضارة كانت موجودة على ضفة العالم الأخرى ، بينما نواصل نحن العيش بفكر " الحمير " بين سياسي وغانية وشعب فقير ..
حديث الذات لا ينتهي يا أصدقائي
أخطه كل يوم بأنامل حائرة في كرَّاسة الشتاء ، أخبئها في صندوق من خشب السنديان مكتوب عليه " سيدة مكنسة " أدير القفل بالمفتاح و...أحلم
-- اليوم ماطر ..!!!
*سمرا عنجريني
سورية
للأشياء حياة خاصة تدعوني كل صباح ، دويّ طبل صامت يوقظ روحي من حلم ما ، كوب " النسكافيه" أرتشفه بنزاهة غجرية تمتلك مخيلة جامحة تتجاوز عبقرية الطبيعة وتمضي إلى ماوراء الإعجاز والسحر .
أستلقي على أريكتي ، أفتح رئتيّ لرائحة لاذعة مرتبطة في ذاكرتي إلى الأبد تصلني رغم آلاف الأميال من وطني
صحة تكهناتي أثبتها وفقاً لحالة الطقس ..
-- اليوم ماطر : إذا الفرج قادم بعون الله ..!!!
-- ضبابي كئيب : آه : حان موعد دفع أجرة البيت والفواتير
-- مشمس رائع كحكاية دونتها في قلبي خوفاً أن يسرقها غراب ويطير..!!!
منظار عينيّ أنصُّبْه في كل الاتجاهات ، أكتشف سرّ قوافل النمل وهي تتبختر فرحة بما أسقطته أفواه البنات ، بعد قليل يا أصدقائي أضرمُ ناراً بداخلي على الثياب والجوارب المرمية ، أردد جملة : ( اللهم ألهمني الصبر والحكمة ، أبعدني عن الشيطان وخصائصه الكبريتية )
عرض يوميّ صاخب لطقطقة القدور والصحون والملاعق ، شرط أرضي يبقيني متورطة في مشاغل حياتي اليومية ، موسيقى " شوبان " في مقطوعة " الذكريات " تنتزعني من إعصار قادم ، أشيائي المفقودة أجرجرها من تحت الخزائن الملعونة ، " مبرد الأظافر ، فردة حذاء غاضب ، الخ ...."
تنقذني أصوات الأندرويد ، صديق يخبرني عن أزمة الدولار وانهيار الأحوال وعن أمراض غريبة زارت عالمنا في تأملٍ فلكيٍّ نظريٍّ مضحك لقائمة الأسعار المرتفعة في الكواكب السبعة ، وقار مكروب لعشاق الهموم أتقنَّاه مابعد الصفعة محتفظين بهدوء ممل حتى يحين موعد الإبحار باتجاه القمر من دون انحراف .
تنتهي المحادثة بذكرى الأجداد المتوارثة ، وجهي الملطَّخ بماسك الطين يهربُ مني ساخراً نحو اللاشيء ، جولتي المنزلية انتهت ، ضوء معدني متوهج أرى من خلاله أزهار ذات ألوان بهيجة وشجرة كستناء عملاقة جذورها تاريخ يمتد من المحيط إلى الخليج ، كلّ مقومات الحضارة كانت موجودة على ضفة العالم الأخرى ، بينما نواصل نحن العيش بفكر " الحمير " بين سياسي وغانية وشعب فقير ..
حديث الذات لا ينتهي يا أصدقائي
أخطه كل يوم بأنامل حائرة في كرَّاسة الشتاء ، أخبئها في صندوق من خشب السنديان مكتوب عليه " سيدة مكنسة " أدير القفل بالمفتاح و...أحلم
-- اليوم ماطر ..!!!
*سمرا عنجريني
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق