⏪⏬
يحن إلى عينيك قلب مكابرسقيم من الذكرى وبالرغم صابر
عنيد يروم المستحيلات جاهدا
ويسعى لقهر الدهر والدهر قاهر
فيا قلب كم أضنيتني من صبابة
وياعين كم حملتني ما أحاذر
وياقسمة مالي أعاني من الذي
أعانيه في الأسحار واللب حائر
ومالي أداوي الجرح بالجمر والغضا
وأرضى بلثم السيف والسيف باتر
..
بديع المحيا فائق الحسن شادن
سبى مهجتي والحب ناه وآمر
إذا النوم وافاني أتاني معاتبا
بطرف قريح الجفن والدمح حادر
يراني نكثت العهد .. مامت لوعة
وموتي شفاء من عذابي وعاذر
حبيبي .. برى قلبي الجوى منذ فرقت
مصائرنا الأيام والدهر جائر
فذرني صريع الحب صبا متيما
سبيلي سبيل الموت والموت نافر
نهاري شرود البال عن كل حادث
وليلي سهاد الطرف إن نام سامر
أخط على الأوراق شعري مولها
وأسكب دمع العين والجرح غائر
ويا قاسيون الشام هل أنت ذاكر
خطانا بقلب الليل أم أنت ناكر
ويا ربوة العشاق قلبي أسيره
كعهد الصبا من قبل والحب آسر
فأقسم لا أسلوه ما دمت باقيا
فإن غاب عني الوجه فالطيف زائر
..
ويا موطن الأمجاد لبيك إننا
حماة الديار الصيد والصيت عاطر
وفي أرضنا أولى الحضارات أزهرت
رقيا وإحسانا به الرب آمر
ومن غير قومي حصلوا الكتب فدية
لأسرى من الأعداء والنقد حاضر
ومن غيرهم أهدوا الورى أبجدية
وأعطوا بني الإنسان والشح خاسر
يعلمنا ما جاء في الدين جاهل
يرى السلم إثما وهو بالخلق غادر
ومنا دعاة الحق والخير شرعنا
ومنا رعاة العدل والظلم فاجر
وإما دعتنا دعوة الواجب انحنى
لرب السماء الرأس والقلب طاهر
وما نحن قطعان التتار وما بنا
جنوح إلى الإجرام والشر داحر
سيجتث إرهاب الشياطين نسجنا
عرى الحب فيما بيننا والتآذر
وأبطالنا من نسل بكر وتغلب
وعدنان إن لم ينتهوا أو يغادروا
..
ركبنا جناح الشوق للموئل الذي
نشأنا به بالأمس والقلب ساجر
ولم ندر قبلا أن ما كان موئلا
فراديس ربي ذاتها والأزاهر
وفيها كرام الناس أصلا ومحتدا
أباة ومنهم تستمد المآثر
فيا أرضنا الفيحاء هيهات غاصب
يسومك خسفا منه ماطار طائر
فمغناك سور القلب يحميه صدرنا
وزند كما الفولاذ للسيف شاهر
ويا موطنا تحت السماوات فرقد
وضوء منير والعيون النواظر
فمنك اقتبسنا النور في حالك الدجى
سراجا ينير الدرب ما سار سائر
ومنك استقينا الحب نهجا ومبدأ
ومنك العطاء الجم كالبحر زاخر
فأبقاك ربي رمز حسن ومنهلا
يفيض لنا بالخير والكل شاكر
لتبقى الحسان الحور تسبي شبابنا
وتصفو لها الأحوال والشوق غامر
وتبقى الصبايا تنسج الحب طرحة
ويبقى دواء الروح شعر وشاعر
-
*وليد الأصفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق