اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لينين الرملي ..أحد رواد الكوميديا السوداء في مصر والعالم العربي

لينين الرملي… أحد رواد الكوميديا السوداء في مصر والعالم العربي

⏪محمد عبد الرحيم
لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الرائد للكاتب المسرحي لينين الرملي (1945 ــ 2020)، ومدى تأثيره على الدراما المصرية والعربية، باعتماده أسلوباً يجمع بين الكوميديا والتراجيديا، تأسيساً على السلوك الإنساني ووضع الإنسان في أصعب المواقف، التي من خلالها
تعد أكثر اختباراً للقيم والأخلاق، التي يتمثلها أو ينادي بها ليل نهار، وينصح الآخرين باتباعه والسير على صراطه. من هنا يتخلق الضحك، كاشفاً عن هوة كبيرة تفصل ما بين الكلام والفعل. الأمر وإن بدأ مع الإنسان البسيط فإنه يصل في النهاية إلى أكبر حالة تمثل الكوميديا السوداء في عالمنا، وهو النظام السياسي أو المهرج الأكبر وأفعاله المأساوية، التي تثير السخرية ومن ثمّ الضحك. فمن القضايا الاجتماعية ثم الوجودية، وصولاً إلى الانتقاد السياسي الحاد، كانت مسيرة الرجل.

منظور آخر للمسرح التجاري

حقق الرملي من خلال كتاباته الفارقة للمسرح المصري نقلة نوعية وفكرية لشكل ما يُطلق عليه (المسرح التجاري)، الذي كان مرادفاً للمسرح المبتذل، والبديل الشرعي للكبارية، حيث الإفيهات السخيفة والرقص وما شابه، وهو الذي انتشر منذ منتصف سبعينيات القرن الفائت، حيث كانت النسبة الأعلى من جمهور هذا المسرح التافه هم عرب الخليج. أما الرملي ـ بخلاف نصوصه التي أنتجتها مسارح الدولة ـ فقدّم نصوصاً وأفكاراً غاية في الجدية، وهي رغم بساطتها الظاهرة، من خلال الشخصيات والحوار، إلا أنها انتقادية بامتياز، وتجعل من الكوميديا ـ كما هي وظيفتها الحقيقية ـ أداة من أدوات التفكير، وصولاً إلى محاولة التغيير المرجوة، فما بين الشخصيات ووجودها وأفكارها ومحيطها الاجتماعي والسياسي، تتضح المأساة، فيتخلق الضحك، وفقاً لمقولة «شر البليّة». من هنا أصبح لمسرح الرملي سمات خاصة يعرفها المشاهد، ويعرف أنه سيضحك وسيفكر في الوقت نفسه، لأن المشاهد في النهاية سيتخيل نفسه في هذا الموقف أو ذاك، فيتحقق الشرط الأقصى من الكوميديا، وهو سخرية الإنسان من نفسه في المقام الأول، بمعنى نزع القداسة الوهمية عن الذات.

السخرية

وعن نزع القداسات الوهمية، حاول الرملي السخرية من الأفكار والمعتقدات التي ضيّعت أعمار العديد من الأجيال. ولد الرملي لمناضلين شيوعيين طالهما السجن أيام الملكية، وبالطبع أيام عبد الناصر. ليأتي لينين ويسخر من الجميع. ففي مسرحية «سعدون المجنون» ــ قام ببطولتها يحيى الفخراني عام 1992 ـ يعيش سعدون في مرحلة الوهم الناصرية، فقد تربى على ثورة يوليو/تموز 1952 ــ الانقلاب بمعنى أدق ــ وآمن بمقولات القضاء على إسرائيل، ويعيش سعدون أيام يونيو/حزيران 1967، من خلال الإذاعة وتصريحاتها بصوت مذيع صوت العرب الشهير (أحمد سعيد) فطائرات العدو تسقط، والصلاة ستكون في القدس بالمشيئة. هنا لن يتراجع سعدون بعدها، رغم اكتشاف الحقائق، فخلال الحرب وبعدها بأيام وشهور طويلة يسأل عن إلقاء إسرائيل في البحر، وتفشل كل محاولات إقناعه بالحقائق، حتى كان مصيره في النهاية مستشفى الأمراض العقلية. هنا لا يسخر الرملي من شخص أو مجموعة أشخاص، بل من حالة تضم الآلاف، بل الملايين يتمثلهم سعدون. يرتعبون من مراجعة حياتهم وأفكارهم، يرفضون الحقيقة، لأنها بالنسبة لهم أكثر رعباً من الجنون.
البداية

مضى الرملي في انتقاده الساخر من الفردي إلى الاجتماعي وصولاً إلى السلطة، فكان عمله الأهم فيلم «البداية» الذي أخرجه صلاح أبو سيف، وأعطى جائزة عصا شارلي، التي حصل عليها الفيلم إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك علّه يعي! والفيلم فانتازيا عن السلطة، وكيف تتشكل، وكيف يصبح الرجل سلطوياً بمساعدة القوة والأغبياء، هذه أسلحته، وكان مصيره في النهاية هو الموت وحيداً في واحة كان من الممكن أن تكون جنة يعيش الجميع عليها في سلام. كان هذا الفيلم الأكثر حدة في مناقشة السلطة وفسادها، أما بعد ذلك فجاءت أعماله لتنتقد الفساد السياسي والحكومي، كالوزارات والأحزاب والانتخابات وأصحاب النفوذ والوظائف العليا في الدولة، من خلال فيلم «بخيت وعديلة» ـ 3 أجزاء ـ واستغل الرملي جماهيرية عادل إمام، حتى يقدم هذه الأفكار المعروفة لدى الجميع، ولكن بالطبع في شكل مكثف وساخر.

الفصام

ولا نستطيع أن ننهي موضوعاً عن لينين الرملي بدون استعراض بعض من مواقفه التي أثارت الكثير من الجدل. فالكتابة من قبيل (ذِكر المحاسن) لن تجدي. فالرملي وغيره الكثير من المثقفين المصريين والعرب تتباعد المسافة بين أعمالهم الإبداعية وأفكارهم ومواقفهم الشخصية من الأحداث. فكتابات الرملي في معظمها تحمل حِساً ثورياً، على الذات بداية، ثم على أعراف وتقاليد اجتماعية موروثة، تصبح قيداً بدورها، وصولاً إلى الوعي بالثورة على السلطة في صورتها المباشرة، إلا أن حوارات الرجل في الصحف تأتي على العكس تماماً من الذي ترسّخ طوال مشواره الإبداعي، لكنه لم يصل حد الابتذال الذي وصل إليه رفيق دربه ــ حكيم الزمان الآن ــ محمد صبحي. ولنستعرض بعضا من هذه المواقف..
ففي حوار له في صحيفة («المصري اليوم» بتاريخ 12/9/2008) يقول «لا يوجد رجل على الساحة السياسية غير الرئيس حسني مبارك وابنه جمال والشعب المصري يعيش مبدأ (اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفهوش) فلا يوجد شخص يصلح حالياً لرئاسة جمهورية مصر العربية غيرهما». وأيضاً في المقال نفسه تعليقاً على الحركات المعارضة، لنظام الحكم وقتها ـ حركة كفاية بالتحديد ـ يقول «كفاية إيه ولمين؟ الناس دي بتنادي وبتقول كفاية للنظام وبعد كده مش عارفين إيه اللي هيحصل، ده شغل مساطيل.. دي ناس عايزة شهرة ومش همها المواطن، واحدة طالعة بالحجاب في مظاهرة تنادي وتهتف ثم تقول تحرشوا بي».
وفي الصحيفة نفسها نجد حواراً له بتاريخ 8/4/2017، وكان السؤال عن ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وثورة ــ حسب الصحيفة ــ 30 يونيو/حزيران فيقول .. «من حيث المبدأ مبارك كان لابد أن يرحل، فالرجل مكث في الحكم فترة طويلة أحدثت نوعاً من الجمود، وكان لابد من تغييره، وفي ثورة 30 يونيو كان لا بد من رحيل الإخوان، لكن في الحالتين كان لابد أيضاً أن نرى إصلاحا قوياً ومؤثراً، وأن يشهد المواطن تغييراً ملموساً في حياته وليس تغييراً بسيطاً».

بيبلوغرافيا

لينين فتحي عبد الله الرملي (لينين الرملي) من مواليد القاهرة عام 1945. حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم النقد وأدب المسرح عام 1970. بدأ الرملي بالكتابة للتلفزيون، فكتب عدداً من المسلسلات التي لاقت نجاحاً لافتاً، منها «فرصة العمر»، «برج الحظ»، «حكاية ميزو». في عام 1972 كتب أول سيناريو سينمائي بعنوان «مدرسة الجنس»، الذي ظل مرفوضاً من الرقابة قرابة 25 عاماً، وكان سيخرجه صلاح أبو سيف، حتى ظهر الفيلم بعنوان «النعامة والطاووس» وأخرجه محمد أبو سيف، كتب العديد من النصوص المسرحية الناجحة، التي يُعاد تقديمها مراراً، سواء من خلال مسارح الدولة أو مسرح الجامعة أو الهواة، بخلاف تجربته مع محمد صبحي، التي أصبحت من علامات المسرح المصري. حصل لينين الرملي على جائزة الأمير كلاوس عام 2005، التي تُمنح للشخصيات الأكثر تأثيراً في مجتمعاتهم. كذلك حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2006.
الأعمال.. تنوعت أعمال لينين الرملي ما بين المسرح والتلفزيون والسينما، نذكر منها حصراً .. «الحادثة، عفريت لكل مواطن، سعدون المجنون، أهلاً يا بكوات، وداعاً يا بكوات، سُك على بناتك». ومع محمد صبحي .. «انتهى الدرس يا غبي، المهزوز، إنت حر، تخاريف، وجهة نظر، بالعربي الفصيح، والهمجي». هذا بالنسبة للمسرح، أما في السينما فقدّم العديد من الأعمال، منها.. «البداية، الرجل الذي عطس، بخيت وعديلة، والإرهابي». وفي الكتابة التلفزيونية قدم عدداً من المسلسلات التي لم تترك مخيلة المشاهد حتى الآن، ومنها.. «برج الحظ، حكاية ميزو، فرصة العمر، مبروك جالك ولد، وهند والدكتور نعمان».

*القاهرة
«القدس العربي»

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...