اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة في كتاب "الشعر والغناء وترسيخ الثقافة الكونية" لـ حورية الخمليشي


⏪-  من روائع القصائد المغناة في الشعر العربي

*بقلم :حليمة داحة  – المغرب
ارتبط تاريخ الموسيقى العربية بتاريخ الشعر والغناء العربي ونجد ذلك جليا في كون العرب كانت تقول مقود الشعر الغناء، فجمالية الإبداع كانت لا تتحقق إلا من خلال التلقي؛ إذ الأذن تعشق النظم الجميل وتتلذذ بسماعه.

لقد قسمت دكتورة حورية الخمليشي فصول هذا الكتاب بدقة فائقة في الروعة لأنها بنت تصميما أكثر ما يقال عنه أنه إبداعي جمالي.
ففي الفصل الأول تحدثت عن الشعر والغناء في الثقافة العربية رابطة الغناء بالموسيقى والشعر بالموسيقى والغناء أيضا لتبين لغز هذا الغموض بكوننا لا يمكن الحديث عن الموسيقى دون الحديث عن الغناء ؛ فللغناء قواعد وشروط تتعلق بالأداء ومخارج الحروف وصفاتها ، بحيث لا يتم إلا بالصوت اللغوي وهي موهبة ليست في متناول جميع الناس لكونه يستدعي جمالية الصوت.
فمثلا: يرجع الكثيرين من الباحثين على كون جذور الغناء والموسيقى عند العرب ترجع إلى العصر الجاهلي أي القرن الخامس والسادس بظهور ما يسمى بالحداء ، وهو غناء حداة الإبل باعتباره ركيزة أولى للغناء العربي.بالإضافة إلى ذلك كان الإطراب والتغني بالشعر في العصر الإسلامي صفة مميزة في القصيدة:
يقول حسان ابن ثابث:

تغــــن فــــــي كل شعـــر أنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار
يــميــز مكــفأة عنه ويــــعزلـــــه كما تميز خبيث الفضة النار
كما حظيت الموسيقى في العصر الأموي باهتمام الخلفاء الذين أبدعوا عناية كبيرة بالغناء أكثر من اهتماماتهم بالموسيقى الآلية وكأفضل مثال تعرض حورية الخمليشي كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني .
أما في العصر العباسي فدخلت الموسيقى عصرها الذهبي فعرفت نهضة المشرق ببغداد ونهضة المغرب بقرطبة وبذلك عرفت تطورا كبيرا طيلة ثمانية قرون برز فيها تأثر الأندلسيين بالمشارقة وتفننهم بالعزف والغناء.فمثلا: أحدثت مدرسة إبراهيم الموصلي وولده إسحاق الموصلي وإبراهيم بن المهدي ثورة حقيقية في مجال الغناء والموسيقى.كما ظهر في هذا العصر أشهر المغنين العرب وتطورت الآلات الموسيقية كالعود والقانون والرباب والنوتة .وظهرت مؤلفات أكبر الموسيقيين العرب كابن سينا والفارابي والكندي ونقل أيضا أبو الحسن علي بن نافع فنون الموسيقى وضروب الغناء .
فالشعر غناء ناطق حسب الشاعر الكبير عبد المعطي حجازي والعاطفة والشعور والموسيقى من مميزات الشعر دون سائر الأجناس الأدبية.
يقول الرصافي: الشعر فن لا تزال ضروبه تتلو الشعور بألسن الموسيقى
لدرجة أن الغناء لعب دورا أساسيا في مكونات وقوالب الموسيقى العربية حيث تأتي فيها القصيدة كمصدر للإبداع يستلهم منها الملحن أجمل الألحان وأعذبها ، ومن أشهر المغنيات سواء في العصر الجاهلي أو الإسلامي نذكر: جميلة وحبابة .
فحسب أدونيس إن من مظاهر ارتباط الشعر الجاهلي بالغناء واللحن والموسيقى هو وحدة الوزن والقافية.
ومن بين الدراسات في الأدب العربي التي نجدها اهتمت بالموضوع نجد كتاب موسيقى الشعر لإبراهيم أنيس وموسيقى الشعر العربي لشكري عياد وكتاب محمد مفتاح مفاهيم موسعة لنظرية شعرية اللغة-الموسيقى-الحركة.
وبالتالي تخلص حورية الخمليشي في هذا الفصل إلى القول بأن الشعر هو الغناء والغناء هو الشعر تردده حناجر الشعراء إنشادا وحناجر المطربين أنغاما عذبة والمستمعون يستمتعون بهذه المتعة في الإنشاد .
لتنتقل في الفصل الثاني من الكتاب للحديث عن الشعر والغناء ودوره في ترسيخ الثقافة الكونية بين سحر الشعر وجمالية الغناء محددة له في ثلاثة مسائل أساسية: المسائل المعيارية والقضايا النظرية والمسائل التطبيقية.

ففي بداية القرن التاسع عشر عرفت الموسيقى العربية طفرة نوعية جديدة بحيث تطورت على يد مجموعة من الرواد كالشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب وعبده الحمولي الذي كان يلقب بصوت المعجزة وسلامة حجازي وإبراهيم القباني.
إن هذه المرحلة تميزت بسيادة الموشح والموال والدور والقصيدة بالإضافة إلى ظهور المسرح الغنائي على يد سلامة حجازي الذي كان مطربا وممثلا وملحنا . كما أضاف محمد عبد الوهاب تجديدات بداية من عام 1927م بتقديمه مونولوج في الليل لما خلي باعتباره لون جديد لم تعهده الموسيقى العربية، بإدخال آلات موسيقية جديدة ضمن التخت الموسيقي العربي- كما كان له الفضل في ظهور أول أوبيريت عربي مجنون ليلى علاوة على الأفلام الغنائية العربية من خلال فيلم الوردة البيضاء سنة 1933 وقد وظف أيضا مجموعة من الإيقاعات الغربية فقدم لأول مرة الأوكورديون وإيقاع الطانجو في أغنية "مريت على بيت الحبايب" وإيقاع الرومبا في أغنية "جفنه علم الغزل" وفي الأغنية العربية نجده وظف الكونتوباص والفيولونصيل في أغنية الليل لما خلي وإيقاع الطانجو والرومبا مع الطانجو في أغنية عش يابلبل وإيقاع الباستويل في أغنية بحب من غير أمل .
وشكلت مدرسة الرحبانة في لبنان ثورة تجديدية كبيرة تلت الثورة التي عرفتها مصر على صعيد الموسيقى والشعر والمسرح .كما ازدهرت القصيدة الشعرية الفصحى والعامية إلى جانب الأغنية، فبرع الملحون في جعل اللحن يتماشى مع الكلمات كما برعوا في إخراج بعض الألحان عن القوالب المعهودة.
وتختلف أنواع الموسيقى باختلاف الآلات الموسيقية والإيقاعات سواء كانت معزوفات أو مرفقة بالغناء الجميل الذي تتألق فيه الصورة الموسيقية .إذ تعتبر القصيدة الشعرية بمثابة الديوان الموسيقي لاحتوائها على جنس توافقي ،وعلى جنس ملون ، كما أن إنشاد الشعر وقراءته يعتبر فعلا تواصلي لكون أصولها ومعالمها ومعانيها مستمدة من جمالية القصيدة عبر الانفتاح على العوالم الداخلية في سياق التلقي التفاعلي.
إن القارئ تخلص حورية الخمليشي في هذا الفصل هو الذي يحس بلذة إمتاعه وهذا ما سعى إليه ريفاتير في كتابه محاولات في الأسلوبية البنيوية عند تحديده لعلاقة المتلقي بالقيم الجمالية في اللغة الأدبية .فحدد هذه الميزة الإبداعية للعمل الأدبي فيما تحدثه من أثر في المتلقي.فهو الذي يستطيع فك شفرات الأنظمة الدلالية المكونة لمحتوى النص تبعا لإحساسه الجمالي وما يخلقه من تواصل إبداعي جمالي فعال.
لتكشف في الفصل الثالث من الكتاب على مجموعة من الأغاني الشعرية المدرجة بين الشعر العامي والشعر الفصيح بعرضها لمنتخبات من شعر الخيام ترجمة أحمد رامي وعرضها أيضا لمنتخبات شعر أحمد شوقي ومنتخبات من شعر عبد الرفيع الجواهري .

لتسحرنا وتنير ضربنا في الفصل الأخير من الكتاب بعرضها لأعلام ونماذج من أغاني الشعر العربي القديم والشعر العربي الحديث .
هي فسحة شعرية ذات رونق إبداعي لكونها تجمع بين الماضي ومستجدات الحديث، ليظل الإبداع الشعري مما فيه من دقة في النغمة وأصالة العبارة هو الجوهر الذي يعطيك أملا بكون الإبداع لا يموت بل يظل خافقا في قلوب الناس المحبة للرونق الشعري.

*حليمة داحة
 المغرب
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 - الخمليشي حورية، الشعر والغناء وترسيخ الثقافة الكونية من روائع القصائد المغناة في الشعر العربي ، دار الأمان-الرباط-المغرب، ط1،2018، ص:15.
2 - نفسه: ص: 18،19.
3- الخمليشي حورية، الشعر والغناء وترسيخ الثقافة الكونية من روائع القصائد المغناة في الشعر العربي ، دار الأمان-الرباط-المغرب، ط1،2018،ص:16،17.
4 - نفسه: ص: 18،19.

5 -  نفسه: 29،30،32،36،37،47،57،61،65.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...