⏬
خرجَ الطّفلُ يحومُ حولَ الميدان.. يبحثُ عن طيرِ هارب من قفصِ العصيان..
والأمّ خرجت تبحث عن طفلِ هارب حيران ..
في زمنِ لا يُكْتَرث بحقوق الإنسان ..
والأبُّ هو الآخر أيضًا يبحثُ عن مخرج كي
يجد حلاً يتناسق في جلبِ الخيرِ المفقود..
عاد الطفلُ إلى البيتِ يحملُ على كتفيهِ
طير الأنس الهارب من أغصانِ خشبية جوفاء..
لا تبتلُّ بماء النهر الجاري..
لا تكسوها الشمس الكونية ضوءًا..
لا يأتيها هواء الجو البارد..
مناخات قاسية تعلو عليها من أعلاها لأسفلها..
كيف تنمو..؟!
كيف يترعرع أعواد الغصن الجوري؟!..
ذو الرائحة العطرة الفوّاحة..
وكيف ينمو الورد الأبيض والأحمر؟..
في خشبِ لا تبلّله زخّات الماء المتحرّك..
ثمة شيء مخفي في عالم لا يُدركة إلا الإنسان المتَعقِّل..
***
دخلَ الطفلُ البيت فرحاً مسروراً..
فرأى الأمّ جالسة تبكي ..!
فرأته معاه طيراً ذابل يتغنّى..
بتغاريد وأهازيج يتمنّى..
أن لا يُدخل في قفص الصندوق القابض..
الأمُّ قامت تركض نحو الأبن وهي تبكي..
قالت أين ذَهَبْتَ من هذا البيت المهجور..!
لم نسكنه حتى في الوقت الآني ..
أنتَ خرجت نحو فضاءٍ مجهول..!
وأباك هو الآخر يبحثُ عنك في الوقت الضائع..
في ليلٍ تسكنه أشباح وحشية..
في زمن تستحوذ فيه أفكار خشبية..
هيّا تحرّك .. هيّا تفكّر .. هيّا تعال نحو الأمّ المنسيّة..
من عالم لا يعرف قدرًا للأمّ الحنيّة..
تحنو بقلب نحو الطفل الباكي..
تصرخ بدموع العين من عبث الْقَاصِي وَالدَّانِي..
تنظر بعطف الإحسان للآخر..
تنادي أهل الخير بصوتٍ الحبّ المأمول..
كم أنتم شرفاء الأخيار تتجلى فيكم
سمات العاقل والمعقول..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق