اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة أدبية في " نص رجل بعطر والدي" للأديبة شذى الاقحوان المعلم

‏قراءة :ــ جاسم خلف الياس‏
النص

اسكبني عشقاً
أيها القمر البعيد
في قهوة حضورك
كي أرشفك ... وأبرأ
عبر أثير عشتاري الهبوب
أرسل أصابع الوجد
بين أسنان
مشطك
أبعثر شعرك ..

ألمه قصيده
و أراني .. أطوف
حول طيفك أرصده
في الروح .. كم تفتحت
براعم فتية
كل مافي
جسدي
خائن
يهجرني صوتي
همسي . فرحي
شدوي ..
يتمسك بظلك
كطفل صغير
يتشبث ثوب أمه
حين عرفتك كانت النجوم
تغزل وشاح أمنية شتاء
يهمي دمعا سكوباً
حين الشوق
يحت صخور
السكينة
ويغدو قلبي
سرب سنونو
إليك يرحل ليهرب
من سجن صقيعه
حين عرفتك
يارجلاً
يلبس عباءة أبي
يتقمص نظراته وصمته
ويخضل من ربيعك أنفاسه
نبع وقد عزّ الشراب
وتلك المجنونة
النائمة
في أعماقي
ظمأى
فكيف السبيل إليك
حين يوقظها قمرك
في ليل من الفراغ
أراني أصلي
كي يبقى
جسر الحروف
بين عيوني
ونبضة صائمة
عن الهوى
في قلبك
حسبك يارجلاً
يشبه أبي
ويضوع بعطره
فضوضاء حضورك
تشعل في قلبي الحريق
يحتلني .. يرفعني إلى القمة
كفارس منتصر ثم على أرض
الدهشة يلقيني
يقلب اتجاه
المكان
يغير
مجرى
الزمان
هيهات
كل شيء في تمردي
يعود إلى أصوله

القراءة

في قصيدة (رجل بعطر والدي) تسعى الشاعرة الى انزياح لغوي لمفردة (عمر) وانحرافها الى مفردة (عطر) فتتغير دلالة السياق العنواني هنا من القاموسي الى الشعري وتكتنز الجملة بوحدة عاامية قابلة للتأويل وبما ان العلامة تتكون من الاشارة والرمز والايقونة فابمكاننا قراءة الرجل إشارة الى الحبيب والعطر رمزا الى الروعة او الجمال او كل تدليل يحيل الى العلاقة الايجابية بين الذات الشاعرة والرجل اما الاب فهو الايقونة التي تحيل الى موضوعها او مرحعها من خلال تشابه بين الصورة والموضوع حسب مفهوم كل من تشارلس بيرس وبول ريكور.
ثم جاء المفتتح النصيةباسلوب طلبي عبر صيغة (الأمر) :
(( اسكبني عشقا
أيها القمر البعيد
في قهوة حضورك
كي ارتشفك .. وأبرأ)).
هنا يتحول الغياب حضورا والحضور غيابا ، وتعلو دلالة الخطاب لتصل الى تقويض الضياع ، والتخلص من سطوة الفقد التي تجلت في الفعل (أبرأ) . وتبعا لمفهوم الماثول الذي جاء به كل من بيرس وداسكال بوصفه شيئا يحل محل شيء آخر او هو ما يمثل شيئا ما بالنسبة لشخص ما بمظهر ما او امكانية ما ، يمكننا ان نضع الرجل (الحبيب) محل (القمر البعيد) .
وتستمر الذات الشاعرة في المتن النصي في التداخل البنائي ( الشعري/ السردي) فتأتي الاحداث متسارعة، بدءا من ارسال اصابع الوجد بين اسنان مشط المخاطب( بفتح الطاء) عبر الاثير العشتاري وانتهاء برصده في الروح مرورا ببعثرة الشعر والطواف حول طيفه، إذ يتحول ضمير السرد من المخاطب (كاف الخطاب) الى المتكلم (أنا) في المقطع الاتي عبر مفردة (أراني) :
((عبر أثير عشتاري الهبوب
أرسل أصابع الوجد
بين أسنان
مشطك
أبعثر شعرك ..
ألمه قصيده
و أراني .. أطوف
حول طيفك أرصده
في الروح .. )).
لحظتها ستتفتح براعم فتية، ولكن الذات الشاعرة سرعان ما تعلن خيانة جسدها فيهجرها صوتها وهمسها وفرحها ، وتصبح في فضاء التلاشي لا شي ، إلا أن شدوها سيبقى متمسكا بظله الذي لا يفارقها مطلقا مثل طفل صغير يتشبث بثوب أمه.
وفي هذا المقطع يتعزز دور تحويل ضمير السرد الى ال (انا) عبر المفردات الاتية : جسدي، يهجرني، صوتي ، همسي، فرحي، شدوي.
(( كم تفتحت براعم فتية
كل ما في
جسدي
خائن
يهحرني صوتي
همسي . فرحي
شدوي
يتمسك بظلك
كطفل صغير
يتشبث بثوب أمه ))
ثم تفعل تلك الذات الاسترجاع الذاكراتي وتصور لحظات تعرفها في صور مؤنسنة في استعارات مكنية اضفت جمالا على القصيدة، فالنجوم تغزل والسماء تهمي مطرا ، والشوق ينحت السكينة، والقلب يهرب. وقد تظافر في هذه الصور العاملان (الحكائي والحسي) لتحقيق الأثر الشعوري:
(( حين عرفتك كانت النجوم
تغزل وشاح أمنية شتاء
يهمي دمعا سكوباً
حين الشوق
يحت صخور
السكينة
ويغدو قلبي
سرب سنونو
إليك يرحل ليهرب
من سجن صقيعه))
وتعود الذات الشاعرة الى اللازمة التي اتخذتها في تحويل الكلام من فضاء الى آخر (حين عرفتك) لتدخل عبرها الى فضاء الرجل (القمر البعيد) الذي يرتدي عباءة أبيها متقمصا نظراته وصمته، لتدخل الى فضائها الداخلي :
(( وتلك المجنونة
النائمة
في أعماقي
ظمأى ))
وهنا تعطي تلك الذات توصيفا شعوريا ان جاز التعبير لداخلها الذي اوجزته في مفردة واحدة (ظمآى) بكل تشظياتها الدلالية ، متسائلة :
(( فكيف السبيل إليك
حين يوقظها قمرك
في ليل من الفراغ)).
والفراغ هنا يتعالق مع الظمأ ليشكلان وحدة نفسية تتسم بالقسوة والالم والحرمان والرغبة في التواصل، فيجيء الحضور ضوضاء، وتؤدي هذه الضوضاء الى اشعال الحرائق في ةلقلب، وكأن العلاقة السببية هي التي تقود الذات في النص الى ذروة انفعالاتها التي تغير كل من الزمان والمكان اللذين يتعلقان بها:
(( فضوضاء حضورك
تشعل في قلبي الحريق
يحتلني .. يرفعني إلى القمة
كفارس منتصر ثم على أرض
الدهشة يلقيني
يقلب اتجاه
المكان
يغير
مجرى
الزمان)).
وفي الاقفال النصي تقترب الذات الشاعرة من الاسلوب الطلبي الذي جاء في المفتتح عبر توظيفها لمفردة (هيهات) التي هي اسم فعل الامر، فتعلن بشكل علني ولغة مباشرة بأن:
((كل شيء في تمردي
يعود إلى أصوله)).
وعلى الرغم من المباشرة في التوصيل تبقى فاعلية التدليل في توهج وانبهار.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...