عندما فتحَ ليعرف من يطرق الباب .
وجدها أمامه تقف بكامل هيئتها مبتسمةً ، فركََ عينيه ، أمعنَ النظر، وجدها هيَ نفسها .لم يخطر في مخيلته أن تُقدِم إليه بنفسها ولا حتى في الأحلام !
ظلَّت واقفة ، لم يفه بشيء ، استند بذراعه على إطار الباب ـتعرَّق وجهه، تيبَّس بلعومه ، سمعها تهمس له بصوت مليء بالعذوبة :
_أ أدخل ؟
إستطاع بصعوبة أن يشير لها بكفَّه، ضاعت الكلمات من بين شفتيه، دخلت تمشي بهدوء كما كانت تمر أمامه وهو يقتعد كرسيه عند زاوية المقهى ، جلست على سريره ، رمت حقيبة يدها جانباً، وضعت ساقاً فوق ساق ، فتحت حقيبتها وأخرجت سيجارة من علبة فاخرة وهمست :
_ممكن قدَّاحة ؟
لم يتحرَّك من مكانه ، مكثَ ينظر إليها والدهشة تعقد لسانه ،أعادت الطلب :
_ممكن قدَّاحة ؟
تحسَّس جيوب بنطلونه، لم يجد شيئاً ، دنا من سريره الصدئ، بحث تحت الوسادة ،طرح طيَّة الشرشف، نظر إلى الكوميدينو العتيق ، رفع رأسه قائلاً: بصوت متهدج :
_ولكنَّي لا أدخَّن السجائر .
_كذَّاب ..أنت تدخَّن ..تركت التدخين مضطرا لأنك لاتملك المال
قامت نحو الطاولة الحديدية التي يتربع فوقهاطباخ صغير ذا عين واحدة ،أشعلت سيجارتها من ناره و التفتت إليه :
_كيف أشعلتَ (الطبَّاخ ) ألا تحتاج الى قدَّاحة..ألم أقل أنكَ كذَّاب ؟ قالتهاوعادت لتجلس في مكانها عند زاوية السرير ، سحبت نفساً طويلاً وقالت له ،
_أنا ضيفتك ...أين الشاي ؟
لم يجبها ، اقترب من النار ووضع فوقها إبريق الشاي ..قالت له :
_إغلق الباب ..الطقس بارد ؟.
_نحنُ في أوج فصل الصيف سيدتي .
_نحن في فصل الشتاء ..أراكَ ترتجف كثيرا .
أغلقَ الباب وعاد ليسند جذعه إلى الجدار الملاصق للباب الخشبي :
_أنا لا أصدَّق ما أرى ...هل أنا في حلم ؟!
قدَّم لها كوب الشاي ،أمسكت الكوب ووضعته على الطاولة وقالت :
_الأحلام غادرتنا منذ زمان ..أنت بالواقع يا حبيبي .
_أنا حبيبك ؟!
_..نعم حبيبي ..تعال؟
_ماذا ؟!
_تعال اجلس بقربي ..اليوم سأحققُ لك أمنيتك ..
_أيُّ أمنية ؟
_أن أكون حبيبتك.
أطفات سيجارتها ورمت العقب في نفاضة السجائر القريبة وقالت ،
_علبة السجائر خاصتي خذها لك ... في المرَّة القادمة عندما أزورك كن لطيفاً معي وتهيأ للقاءِِ جميل ؟
نهضت من مكانها واتجهت صوب الباب، عدَّلت من شالها ولفته حول رقبتها قائلة :
_أظنك غير مستعد لمقابلتي ..برودك عكَّر مزاجي ..في المرة القادمة سأقضي معك ليلة حمراء لم ترَ مثلها طوال حياتك .......وداعاً.
قالت ذلك وفتحت الباب.. خرجت وسط العتمة ، وقف والدهشة تكبَّل جسده الراعش ، انتصب متحاملاً على نفسه، ينظر إليها وهي تختفي رويداً رويدا ، صاح بها بحرقة وكأنه تذكر شيئاً نسيه :
_شكرا للزيارة سيدتي .... سانتظرك بفارغ الصبر ؟
أغلق الباب وجلس في ذات المكان الذي جلست فيه عند زاوية السرير ، مكان جلوسها بارد ونفَّاضة السجائر فارغة !...بحث عن علبة السجائر..لم يجد لها أثراً.شرعَ يبحث في أرجاء الغرفة بلا جدوى..جلس على الأرض كالمفجوع ممسكاً رأسه بكفيه ...أغمض عينيه يود استرجاع تلك اللحظات ، تزاحمت الآلاف من الأسئلة في دماغه ..يود جواباً على سؤال كبير يطرق جمجمته :
_هل ماحدث قبل قليل كان واقعا أم وهم ..سأفرض أني أحلم ولكن
يإالهي وعطرها هذا الذي مازال يملأ المكان ؟!
,
عادل المعموري
وجدها أمامه تقف بكامل هيئتها مبتسمةً ، فركََ عينيه ، أمعنَ النظر، وجدها هيَ نفسها .لم يخطر في مخيلته أن تُقدِم إليه بنفسها ولا حتى في الأحلام !
ظلَّت واقفة ، لم يفه بشيء ، استند بذراعه على إطار الباب ـتعرَّق وجهه، تيبَّس بلعومه ، سمعها تهمس له بصوت مليء بالعذوبة :
_أ أدخل ؟
إستطاع بصعوبة أن يشير لها بكفَّه، ضاعت الكلمات من بين شفتيه، دخلت تمشي بهدوء كما كانت تمر أمامه وهو يقتعد كرسيه عند زاوية المقهى ، جلست على سريره ، رمت حقيبة يدها جانباً، وضعت ساقاً فوق ساق ، فتحت حقيبتها وأخرجت سيجارة من علبة فاخرة وهمست :
_ممكن قدَّاحة ؟
لم يتحرَّك من مكانه ، مكثَ ينظر إليها والدهشة تعقد لسانه ،أعادت الطلب :
_ممكن قدَّاحة ؟
تحسَّس جيوب بنطلونه، لم يجد شيئاً ، دنا من سريره الصدئ، بحث تحت الوسادة ،طرح طيَّة الشرشف، نظر إلى الكوميدينو العتيق ، رفع رأسه قائلاً: بصوت متهدج :
_ولكنَّي لا أدخَّن السجائر .
_كذَّاب ..أنت تدخَّن ..تركت التدخين مضطرا لأنك لاتملك المال
قامت نحو الطاولة الحديدية التي يتربع فوقهاطباخ صغير ذا عين واحدة ،أشعلت سيجارتها من ناره و التفتت إليه :
_كيف أشعلتَ (الطبَّاخ ) ألا تحتاج الى قدَّاحة..ألم أقل أنكَ كذَّاب ؟ قالتهاوعادت لتجلس في مكانها عند زاوية السرير ، سحبت نفساً طويلاً وقالت له ،
_أنا ضيفتك ...أين الشاي ؟
لم يجبها ، اقترب من النار ووضع فوقها إبريق الشاي ..قالت له :
_إغلق الباب ..الطقس بارد ؟.
_نحنُ في أوج فصل الصيف سيدتي .
_نحن في فصل الشتاء ..أراكَ ترتجف كثيرا .
أغلقَ الباب وعاد ليسند جذعه إلى الجدار الملاصق للباب الخشبي :
_أنا لا أصدَّق ما أرى ...هل أنا في حلم ؟!
قدَّم لها كوب الشاي ،أمسكت الكوب ووضعته على الطاولة وقالت :
_الأحلام غادرتنا منذ زمان ..أنت بالواقع يا حبيبي .
_أنا حبيبك ؟!
_..نعم حبيبي ..تعال؟
_ماذا ؟!
_تعال اجلس بقربي ..اليوم سأحققُ لك أمنيتك ..
_أيُّ أمنية ؟
_أن أكون حبيبتك.
أطفات سيجارتها ورمت العقب في نفاضة السجائر القريبة وقالت ،
_علبة السجائر خاصتي خذها لك ... في المرَّة القادمة عندما أزورك كن لطيفاً معي وتهيأ للقاءِِ جميل ؟
نهضت من مكانها واتجهت صوب الباب، عدَّلت من شالها ولفته حول رقبتها قائلة :
_أظنك غير مستعد لمقابلتي ..برودك عكَّر مزاجي ..في المرة القادمة سأقضي معك ليلة حمراء لم ترَ مثلها طوال حياتك .......وداعاً.
قالت ذلك وفتحت الباب.. خرجت وسط العتمة ، وقف والدهشة تكبَّل جسده الراعش ، انتصب متحاملاً على نفسه، ينظر إليها وهي تختفي رويداً رويدا ، صاح بها بحرقة وكأنه تذكر شيئاً نسيه :
_شكرا للزيارة سيدتي .... سانتظرك بفارغ الصبر ؟
أغلق الباب وجلس في ذات المكان الذي جلست فيه عند زاوية السرير ، مكان جلوسها بارد ونفَّاضة السجائر فارغة !...بحث عن علبة السجائر..لم يجد لها أثراً.شرعَ يبحث في أرجاء الغرفة بلا جدوى..جلس على الأرض كالمفجوع ممسكاً رأسه بكفيه ...أغمض عينيه يود استرجاع تلك اللحظات ، تزاحمت الآلاف من الأسئلة في دماغه ..يود جواباً على سؤال كبير يطرق جمجمته :
_هل ماحدث قبل قليل كان واقعا أم وهم ..سأفرض أني أحلم ولكن
يإالهي وعطرها هذا الذي مازال يملأ المكان ؟!
,
عادل المعموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق