اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الغرفة الخرساء ـ قصة قصيرة...* وداد معروف – مصر

تكومت فى زاوية من السرير تحملق فى سقف الغرفة . تاركة خيالها يغدو ويروح , قطع استرسالها شهقة عالية اخترقت سمعها جاءتها من الغرفة المجاورة , قفزت من فراشها. تعثرت فى قطتها التى تصر أن تشاركها غرفتها, فتعالى هريرها وتعالت شهقاته , دخلت عليه وجدته يختنق من الكابوس. هزته برفق. فتح عينيه على يدها وهى تتحسس وجهه. تمتم
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".
سألته :
مالك .. ماذا رأيت ؟
وهو مازال يلهث وصدره يعلو و يهبط.
رأيت أنني أجري, ويجري خلفي رجل يريد أن يطرحني أرضا ويأخذ ما معي من مال, وأنا أقاومه , لكنه كان أقوى مني حتى أيقظتنى فأنقذتني منه.
فهمت ما يدور فى عقله الباطن فهزت رأسها وربتت على كتفه بحنو وقالت :
خيرا إن شاء الله ... سيكون خيرا.
عادت إلى غرفتها, وصحبها إليها تاريخ طويل من المودة وحسن العشرة , لكن هل من الممكن أن تصمد تلك العلاقة مستندة على التاريخ فقط دون امتداد لها من واقع ومن مستقبل ؟
بدأ صبرى ينفد هذه الأيام ولم يعد إنكارى لمعاناتي يغني عما أنا فيه من مشكلة حقيقية!
دارت عيناها فى غرفتها الجميلة , كل شىء فيها رائع أثاث .. وستائر .. وورود ملونة .. وإضاءة هادئة ناعمة, وفراشها الذى أعدته بأناقة ؛
لكن برودته تلسعنى .
كل هذا التناغم بين الأضواء والألوان لم يمتد بظلاله إلى تلك الحياة حالكة الألوان فيرسمها ويلونها من جديد.
حياتى التى أراها دائما فيلم قديم , قيمته في عراقته, لكنه لا ينتظر له أن يدخل مسابقة أو ينافس على جائزة فى أي مهرجان . هذا التاريخ العريق هو الذى يمنعنى الرحيل , لكن صراعا دائبا فى ّ ينازعنى نفسى يصرخ قائلا :
" لا تضيعي ما بقي من عمرك فى تلك العزوبية المقنعة بالزواج, لا تتركى هذه الينابيع الفائرة النضاخة بالأنوثة تجف وتذبل فى هذه الغرفة الخرساء وذلك الفراش الجليدي.
وجدت نفسها واقفة أمام خزانة ملابسها تتأملها , فلكل قطعة من هذه القطع ذكرى ,
سنوات طويلة لم أضعكن على جسدى، اشتقت لهذا الأحمر القصير , وتلك البرمودا الحرير , وذلك الدانتيل الأسود بصدره الساتان اللامع , كنت دائما أبدو فيه كبلقيس بطلتها الملكية ... أنثى بحق !
لبسته وتمشت فى غرفتها, وأمام مرآتها جلست وابتسمت وقد أضاء صدرها البض الجميل, نزلت بعينيها إلى ساقيها الناعمتين , ألقت شعرها خلف ظهرها , كحلت عينيها العسليتان , تناولت أحمر شفاهها المهجور , أورقت الأنوثة فى وجهها الأسمر الجذاب , قفزت قطتها البيضاء على ساقيها مسحت بيدها على شعرها الناعم. راقها المشهد فى المرآة قميصها الساتان الأسود وقطتها ناصعة البياض, فالتقطت صورة لهما, وسرحت بخيالها مع زوجها, تمثل أمامها وقد شفى وعاد لسابق عهده وعادت لهما لياليهما زوجًا وزوجة, سمعت همساته فى أذنها وضحكاتها الناعمة , فلما عادت وجدت دموعها قد انسربت على خديها, قالت لنفسها :
وبعدها يا ريم ستظلين تلوكين عمرك وتتأخرين عن اتخاذ القرار خوفا من كلام الناس, وهل درى الناس بى الآن, هل عرفوا كيف تمر بى الليالى وأنا مؤرقة مسهدة معناة كلما تقلبت فى فراشى ولم أجد إلا الخواء؟ حتى حواراتنا صارت قديمة , اهترأت حكيا وإعادة , نفس الحكايات على نفس المناسبات حتى موضع النكتة فيها هو هو لم يتغير !! وبدورى أعيد نفس الضحكة وقد بلغت روحى الحلقوم, لا تجدى معه التنبيهات يتوقف قليلا ثم يعود لنفس الكلام القديم. ما يعمق مأساتى أني لا أستطيع أن أفاتح أحدا بمثل هذا البوح , لن يفهمنى أحد وسيتعبروننى "متبطرة"؛ فالناس ترى السعادة بيتًا جميلًا وزوجًا طيبًا وأبناء متميزين وسترًا من نوائب الدهر, أما خلف هذا الستر فلا يشغلهم كثيرا وهذا الجانب المخفى والمسكوت عنه لا يتوقفون عنده. لكن ضاق صدرى بما فيه , أأحكى لنسرين؟ نفكر سويا أو أسمع منها رأيا تأنس به نفسي ؟! لكنها ربما لن تفهمنى أو تستهين بهذه المعاناة, فلأجرب.
احتضنت مخدتها وباتت عازمة على نثر ذلك السر فى حجر أختها غدا, فالنفوس دائما تواقة لأن تفتح.
وضعت نسرين القهوة أمامها وقالت ضاحكة:
أرى فى عينيك كلامًا هو الذى جاء بك هذا الصباح على غير عادتك ياريم ؟ !
قالت بوجه حزين مبتئس
أولادك بخير نسرين؟
الحمد لله ...
ادخلي في الموضوع ... بى قلق عليك .. لا تراوغى , من أغضبك ؟ إسماعيل أم الأولاد؟
لم تستطع مقاومة دموعها طويلا فانهمرت, اقتربت منها نسرين وقالت:
هذه الدموع أعرفها , لاتنزل بهذه الغزارة وبتلك السرعة إلا كان وراءها حزن طويل قاومته كثيرا لكنه غلبك.
صدقت ..!!
قالت نسرين وهى تفتح عيناها دهشة:
كل شيء في حياتك جميل, من أين أتاك الحزن؟
هكذا تبدو من الخارج, ربما ما تخيلت أن أجلس هكذا وأحكي عن هذه الزاوية المعتمة فى حياتى, ربما ما تخيلت أن أبوح بمثل هذا الكلام لبشر .
أنا أختك وأحرص الناس على سرك لست كسائر الناس .
قامت وأغلقت الباب بإحكام وجرت مقعدها بالقرب من ريم ووضعت يدها بين يديها وهمست لها برفق.....
احك وادفعى عن قلبك الهموم حبيبتى .
الذى دفعنى للبوح هو أني اقتربت من حافة الاكتئاب
فزعت نسرين وقالت :
اكتئاب؟!
نعم يا نسرين ... عندما يتحول الزوجين إلى أخوين وهما مازالا فى فورة العمر, حينما يشعر الزوج أنه ليس بحاجة لأن يعطى الحب أو يستقبله. فقد انتهت احتياجات إسماعيل تماما , ولم يتبق له إلا متعة النوم الهادئ والوجبة الشهية وصحبة خفيفة الروح تدفع عنه الملل, وتنقضى أمسياتهما دائما وكل منهما على حاسوبه حتى أولادهما مابين المذاكرة والحاسوب, ثم ينصرف كل إلى فراشه.
هزت نسرين رأسها وهى تحاول أن تهضم اندهاشها وقالت:
فهمت وعرفت ماضاق به صدرك وتأخر عنه لسانك ولم ينطق به.
لا ...لا .. لن تشعرى بما أنا فيه مثلما كنت مع صديقتى من عشر سنوات وهى تصف لى حالها الذى هو حالى الآن فقالت بمرارة عجيبة: لم يعد ما يدل على زواجنا إلا صورة تلتقط لنا فى المناسبات . أما خارج إطار الصورة فلا شىء هناك ..!!
بتردد:
هل تفكرين فى الانفصال ياريم؟
بعينين ساهمتين ثابتتين:
هل الزواج عقدا أبديا! ألم يشرع الله الطلاق وفى مثل حالتى؟!
وابنك الذى استقبل أول أعوامه فى الجامعة ؟! وسمر التى ستلحق به العام القادم ؟! هل ستتنازلى بسهولة عن زهرتيك من أجل .....؟! وهل ستجدي من يعطيك مثلما أعطاك إسماعيل من حب ورعاية واهتمام؟ نبرة مقهورة قالت:
هذا الذى أتى بى إليك, هل أتنازل عن حياة تعبت فى زراعتها والعناية بها فلما اقترب الحصاد ؟! عبست فى وجهى وخيرتنى بين أمومتى وأنوثتى, وكلاهما غريزتان مهمتان, وإن كانت الأمومة أعلى بكثير, لكن فقدان الثانية يترك خلفه أما مسكونة بالتعاسة وقد اتسعت بداخلها مساحات الخوف من المجهول
قالت نسرين:
فى الحالين ستكونين تعيسة, فلتكن تعاستك وأبناءك معك أفضل من تعاستك وأنت دونهم .
لكن الليالى طويلة والحياة بيننا تصحرت لم أعد أعرف كيف أعيشها؟ !
أعرف ...لكن صدقينى ياريم ..مجتمعنا ظالم, لن يتسامح معك أبدا, ولو كان الرجل هو الذى يعانى لسارع المجتمع فى تزويجه مؤكدا على نبل مقصده وعدالة موقفه, لكنه مع المرأة سيراها أما هدمت بيتها وتخلت عن أبناءها فى مرحلة حرجة دون سبب, وسيخترعون ألف سبب وسبب لانفصالك وكلها ستدينك .
رفعت حاجبيها فى استنكار مذعور وقالت:
فى دول مجاورة لنا ومسلمة ربما الأبناء هم الذين يطلبون أن تتزوج إذا ترملت أو طلقت.
لكنك متزوجة ياريم !!
بضحكة ساخرة:
متزوجة ... نعم صحيح
دق الهاتف...ريم قلقت عليك, لم تخبرينى أنك ستخرجين فى هذا الوقت! وهى تحاول أن تجعل صوتها يخرج طبيعيا: اشتقت لنسرين فجئتها أجلس معها بعض الوقت.
جاء صوته دافئا حنونا: كونى بخير حبيبتى, لو أردت أن تقضى اليوم معها فلا تحملى همنا, سآتي بأكل للأولاد من الخارج وتمتعى أنت بوقتك. وبنظرة فيها شجن المغلوب على أمره قالت: لا يا إسماعيل سآتيكم حالا لأعد لكم مسقعة الباشميل التى طلبتموها وأجلتها أنا كثيرا وحان الوقت لتنفيذها . ......
إن أحدا يضع أمري بين عينيه لن يلتمس لي عذرًا أبدا إلا من كان تقيا..!! لكني رأيت نفسي تراودها نظرات حسرة من نسرين فكأنها تهمس في قلبي: الأمر لك يا حبيبتي كان الله لك؛ فأنت في حيرة قاتلة بين الشفقة على حال بيتك وما سيحل بك من معاناة وتشريد أنفس من ناحية؛ فزوجك كيف يكون دونك وأنت كله؟! وأولادك ؟! كيف يكون حالك ياريم .. كيف يكون ؟!! ومن ناحية أخرى تلك الغريزة واللذة والحرمان المهلك الذي لا يفارق دمي ولحمي والجليد حولي والعتمة تقبضني إليها؛ إني امرأة وأرى جمالي وأنوثتي في عيون كل الرجال ؟!! يا رباااااااااه .. !! ماذا عساي أفعل ؟!!!

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...