االجزء الأول
النهر الملعون
الغيوم البيضاء المتشكلة في السماء تشبه القطن لولا بعض الأجزاء الرمادية التي تمتزج بالبياض الناصع تجلس كاميلان على صخرة قرب النهر المقابل لقبيلتها قبيلة الهنود الحمر حيث تتوزع الخيام بشكل فوضوي على شكل هرم تعلوا كل خيمة ريشة و هي رمز الهيبة و العز أناس غريبو الأطوار فالرجال منهم لا يرتدون إلا خرقا تستر عوراتهم خرق مليئة بالريش أما صدورهم فهي عارية و على رؤوسهم تيجان من الريش أيضا و نسائهم فاتنات سمراوات يلبسن ثيابا مزركشة بالريش و كأنهن سيقدمن عرضا بهلوانيا تعتمد يومياتهم على الرقص و الغناء و الالتفاف حول موقد النار حتى ينضج الأكل كانت هذه القبيلة واحدة من بين آلاف القبائل الكثيرة من هذه المخلوقات السمراء الغريبة الآكلة للحوم البشر و مفترسة الحيوانات تغطي التجاعيد وجوههم و رسومات غريبة تغطي أجسادهم كانوا من عشاق الخيول و تربيتها يعرفون بالكرم و الطيبة يقبعون في مكان لم تصل له قدم إنسان قط حياة بدائية هادئة هانئة تحكمهم عادات و تقاليد و قوانين فرضوها لأنفسهم.
يعيشون على السمك و صيد الحيوانات و تقول الأساطير القديمة أنهم قد أتوا من السماء من كوكب بعيد اندثر بعد هجرهم له بسبب قربه من الشمس و تدميره بسبب نيزك اصطدم به فنزل الهنود الحمر إلى الأرض و عاشوا في براري أمريكا دون أن يعلم أحد بوجودهم و لا من أين أتوا... كانوا في حد ذاتهم سرا من أسرار الكون الكثيرة يا للمخلوقات السمراء الغريبة.
كانوا لا يجيدون السباحة إلا قليلا منهم ممن كانوا يحسنون استخدام أيديهم و أرجلهم تحت الماء فكثير منهم كانوا يغرقون قبل وصولهم لليابسة لذا أطلقوا على هذا النهر اسم النهر الملعون كان عدوا لم يعرفوا كيف يحاربوه إنه أقوى منهم رغم أنه لا مخالب له و لا حتى أنياب يبدو من بعيد مسالما لكنه وحش لا يرحم.
ابتلع هذا النهر آتوك خطيب كاميلان منذ حوالي سنتين لذا هي تأتي كل صباح لتجلس على تلك الصخرة ترحما على روح حبيبها حتى تغرب الشمس كسيجارة تنطفئ في نهاية النهر... يرافقها ذئبها شارك لا تعرف كيف تبادر لذهنها هذا الاسم لكنها أطلقته عليه أول ما ولدت ذئبة جدها العام الماضي كانوا مشهورين بتربية الذئاب البرية و الكلاب.
حذرها سكان القبيلة كثيرا من الاقتراب من النهر الملعون كي لا يبتلعها كما فعل بكثير من أبناء جلدتها لكنها لا يمكن أن تنسى وجه آتوك و هو ينتهي داخله و هو يلوح بيدين فزعتين طالبا النجدة دون أن يتحرك أحد منهم لإغاثته كلهم كانوا يهابون هذا النهر الغدار هذا العدو الماكر الذي ظل ينهل منهم و لا يمنحهم إلا الدموع و الأحزان.
الجزء الثاني
كانت نيتشا تلوح من بعيد لأختها طالبة منها المجيء بسرعة ناحية الخيام و ركضت السمراء ناحية مضاربهم إذ تجد الكل ملتفين حول شئ تجهله و يتهامسون فيما بينهم ركضت ألقت نظرة تطفل إذ بها ترى جسدا يشبه أجساد أهل قبيلتها لكن لونه مختلف كان أبيض أبيضا جدا و لم يكن لمخلوق كهذا وجود في قبيلتهم ترى هل هو إنسان.
بالطبع كان إنسان و اختلافه كان اللون كانوا هم سمرا يميلون للسواد و هو كان أبيضا كان القبض على هذا المخلوق العجيب الذي يصدر صوتا غريبا معجزة بالنسبة لهم لم يفهم أي أحد فحوى هذا الصوت الذي يخرج من فم هذا المخلوق... كان مجرد شاب أعزل يصرخ طالبا الرحمة من هؤلاء الغرباء الذين يبدو أنهم لا يفهمون لغته و لا حتى هو فهم بما يتهامزون تقدم كبيرهم ماثيرا و أمر بوضعه في القدر ليكون وجبة العشاء و قاده الجنود إلى حيث القدر بينما اهتم آخرون بإيقاد النار و آخرين بدءوا بقرع الطبول و آخرين بالالتفاف حول القدر يصدرون أصوات غريبة مضحكة لم يفهمها الشاب الغريب و شعرت كاميلان بشعور غريب يباغتها فصرخت بقوة جعلت قارعي الطبول يتوقفون و كذا الراقصون و حتى موقدوا النار و جاروا الغريب و سألها ماثيرا بلغة غريبة لم تكن مفهومة للأسير: ما خطبك كاميلان؟
فردت و الأسى يغرق قلبها ألا تظنون أن اللعنة التي حلت علينا هي بسبب أكلنا للمخلوقات الغريبة التي نعثر عليها هنا و هناك ربما هذا النهر يفترس أفراد القبيلة انتقاما لكل المخلوقات التي أكلناها يكفينا سفكا للأرواح لعل اللعنة تزول عن هذا النهر.
ما الذي تتفوهين به يا فتاة؟ كلمها ماثيرا.
لكن عجوزا في آخر الصف تكلمت: كاميلان عندها حق ماثيرا إن ما يصيب القبيلة سببه إيذائنا للمخلوقات فلو تركناها تحيا بسلام لتركنا النهر نحيا بسلام.
بما تخرفين أليتيا؟ رد عليها ماثيرا الغاضب.
و تقدم فرد آخر و آخر مطالبين ماثيرا بالعزوف عن هذا الخطأ و لم يجد ماثيرا أمام هذا الحشد الغاضب إلا أن ينصاع لكلامهم و يطلق المخلوق الغريب الذي كان جد ممتن لتدخل كاميلان رغم أنه لم يفهم كل ما قالت لكنه أدرك أنها كانت السبب في نجاته من تلك القدر الكبيرة.
و قرر الشاب الغريب العيش في هذا المجتمع الذي أبهرته عاداته و تقاليده و أخذ يتعلم على يد كاميلان التي كانت تصحبه كل يوم لمكان ليتعرف على ظروف عيشتهم حينها كان أدولفوا يعرف لغة الهنود الحمر بل صار يتقنها فعرف اللعنة التي كانوا يتجاذبونها كلما جلسوا و هداهم سبيلا لتجنب الغرق في النهر بأن علمهم السباحة و صنع القوارب و أدوات جديدة للصيد كانوا يجهلونها من قبل فكان فيه فائدة لهم شكروا كاميلان التي عارضت طبخ أدولفوا فبفضلها زالت لعنة النهر و أنقذت القبيلة من الهلاك.
طال شعر أدولفوا و صار مثل شعر الهنود بل يرتدي مثلهم و لا يفرقه عنهم سوى لونه الأبيض الناصع و تزوج الغريب السمراء المذهلة كاميلان و عاشا في هناء.
كانت نيتشا تلوح من بعيد لأختها طالبة منها المجيء بسرعة ناحية الخيام و ركضت السمراء ناحية مضاربهم إذ تجد الكل ملتفين حول شئ تجهله و يتهامسون فيما بينهم ركضت ألقت نظرة تطفل إذ بها ترى جسدا يشبه أجساد أهل قبيلتها لكن لونه مختلف كان أبيض أبيضا جدا و لم يكن لمخلوق كهذا وجود في قبيلتهم ترى هل هو إنسان.
بالطبع كان إنسان و اختلافه كان اللون كانوا هم سمرا يميلون للسواد و هو كان أبيضا كان القبض على هذا المخلوق العجيب الذي يصدر صوتا غريبا معجزة بالنسبة لهم لم يفهم أي أحد فحوى هذا الصوت الذي يخرج من فم هذا المخلوق... كان مجرد شاب أعزل يصرخ طالبا الرحمة من هؤلاء الغرباء الذين يبدو أنهم لا يفهمون لغته و لا حتى هو فهم بما يتهامزون تقدم كبيرهم ماثيرا و أمر بوضعه في القدر ليكون وجبة العشاء و قاده الجنود إلى حيث القدر بينما اهتم آخرون بإيقاد النار و آخرين بدءوا بقرع الطبول و آخرين بالالتفاف حول القدر يصدرون أصوات غريبة مضحكة لم يفهمها الشاب الغريب و شعرت كاميلان بشعور غريب يباغتها فصرخت بقوة جعلت قارعي الطبول يتوقفون و كذا الراقصون و حتى موقدوا النار و جاروا الغريب و سألها ماثيرا بلغة غريبة لم تكن مفهومة للأسير: ما خطبك كاميلان؟
فردت و الأسى يغرق قلبها ألا تظنون أن اللعنة التي حلت علينا هي بسبب أكلنا للمخلوقات الغريبة التي نعثر عليها هنا و هناك ربما هذا النهر يفترس أفراد القبيلة انتقاما لكل المخلوقات التي أكلناها يكفينا سفكا للأرواح لعل اللعنة تزول عن هذا النهر.
ما الذي تتفوهين به يا فتاة؟ كلمها ماثيرا.
لكن عجوزا في آخر الصف تكلمت: كاميلان عندها حق ماثيرا إن ما يصيب القبيلة سببه إيذائنا للمخلوقات فلو تركناها تحيا بسلام لتركنا النهر نحيا بسلام.
بما تخرفين أليتيا؟ رد عليها ماثيرا الغاضب.
و تقدم فرد آخر و آخر مطالبين ماثيرا بالعزوف عن هذا الخطأ و لم يجد ماثيرا أمام هذا الحشد الغاضب إلا أن ينصاع لكلامهم و يطلق المخلوق الغريب الذي كان جد ممتن لتدخل كاميلان رغم أنه لم يفهم كل ما قالت لكنه أدرك أنها كانت السبب في نجاته من تلك القدر الكبيرة.
و قرر الشاب الغريب العيش في هذا المجتمع الذي أبهرته عاداته و تقاليده و أخذ يتعلم على يد كاميلان التي كانت تصحبه كل يوم لمكان ليتعرف على ظروف عيشتهم حينها كان أدولفوا يعرف لغة الهنود الحمر بل صار يتقنها فعرف اللعنة التي كانوا يتجاذبونها كلما جلسوا و هداهم سبيلا لتجنب الغرق في النهر بأن علمهم السباحة و صنع القوارب و أدوات جديدة للصيد كانوا يجهلونها من قبل فكان فيه فائدة لهم شكروا كاميلان التي عارضت طبخ أدولفوا فبفضلها زالت لعنة النهر و أنقذت القبيلة من الهلاك.
طال شعر أدولفوا و صار مثل شعر الهنود بل يرتدي مثلهم و لا يفرقه عنهم سوى لونه الأبيض الناصع و تزوج الغريب السمراء المذهلة كاميلان و عاشا في هناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق