اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

مغشيا عليه ...* وليد.ع.العايش

⏪⏬
كان زياد يعيش هنا ، في قرية تسند رأسها على طرف مدينة كازانوفا ربما هي تحمل اسما آخر أوفر حظا من هذا الاسم لكنها كانت هكذا منذ أن بدأ يعلم كيف تطلق الأسماء .

أشقر الشعر أزرق العينين جفناه يبدوان ك جناحي طائر قديم ، طويل القامة حتى أن بعض رفاقه كانوا يسخرون منه لهذا السبب لكن فتيات القرية كن معجبات بطوله الفارع وجماله الذي تجاوز حد الوله .
بيت صغير يبعد عن مركز القرية قليلا ، حجارة سوداء تحيط به من كل الجهات ، غرفتان في الأسفل وثالثة تمكث فوقهما باعتزاز بينما انتشرت الشجيرات في جنباته : ( تين - كرز - توت - مشمش ) أما شجرة الصفصاف فكانت يتيمة تقبع بالقرب من باب البيت .
ذات صباح كان مع والده الأبيض الشعر يصغيان للراديو الخشبي فمرت عبارة لم يفهمها كثيرا ( حرب في أرض الشرق ... ربما نطلب المزيد من الجند ) ...
أكفهر وجه الأب متململا في جلسته تاركا كأس الشاي يسقط حرا لينكسر ، حركة أثارت فضول الشاب المراهق ( ماذا هناك يا أبي ) ... رمقه بنظرة ممتلئة بالكثير من الخوف والرعب لكنه أشاح بوجهه صوب الجبل القابع غرب القرية ، انحدر الشاب إلى الغرفة السفلى حيث كانت أمه وأخويه هناك ... طعام الفطور مازال قيد الانتظار ...
الباب يهتز فجأة قفز زياد إليه تسمر في مكانه ... جنود بكامل عتادهم كانوا هناك ، قبل أن يسألهم عما يريدون بادره أحدهم بالسؤال : ( نريد زياد ... الشاب زياد ) ... اومأ برأسه نحو الغرفة العليا لكن والده سبقه بالخروج فظهر لهم من أعلى .
( أبي إنهم يريدون .... ) ... ( اصمت اصمت لقد سمعتهم ) .
لم يعد هناك ما يخفيه الضباب لقد انقشع كل شيء ، لملم زياد بمساعدة أمه وأخويه حاجياته ، دقائق عصيبة مرت أصبح خلالها زياد جاهزا للمغادرة ، كان الوداع سريعا جدا ومؤلما ك سكين تحط نصلها في قلب صغير : ( هيا هيا ليس لدينا وقت أكثر ) قال زعيم الجند ...
مضى الجميع نحو الدرب المؤدي إلى القرية ، هناك على مفرق فرعي كان شبان آخرين ينتظرون مع حقائب تبكي بيوتا فارقتها للتو .
يبدو بأن شيئا ما ربط الألسنة كلها دفعة واحدة فلم يسمع إلا دبيب الأقدام وهي تعاند الأرض نحو جهة مجهولة ، وحده زعيم الجند يتمتم بشيء ما لعلها أغنية أو شتائم يخشى أن يسمعها غيره وربما أشياء أخرى ...
في الطريق عاد زياد بنظره إلى بيت يقبع على أطراف القرية ... هناك تقطن حبيبته الفتية الجميلة ( سارة ) التي يناديها أهلها ( سوسو الصغيرة ) ، لقد كانت جميلة للغاية بعينيها البنيتين وشعرها الأسود ك ليل حالك الظلمة أما صوتها فكان ك تغريد عنادل ( هل سأراها مرة أخرى ) حدث نفسه ثم تابع سيره مكرها .
أيام ... أسابيع ... أشهر ... توقفت الأيام عن مشهد الإحصاء الإنساني ، ولج الجميع في دوامة لا متناهية من القتال اللامشروع ، الجبال كانت شاهدة على ما يجري في مغاراتها ، الشمس تأبى الظهور كما اعتادت أن تظهر صباح كل يوم ، أما القمر فقد حصل على إجازة مفتوحة بلا أجر .
تلك الأرض لم تكن معروفة ل زياد ورفاقه حتى من يقابلونهم سواء في القرى والمدن كانوا يرتدون وجوها غير تلك الوجوه التي تركوها في قريتهم الصغيرة .
لقد مرت السنوات بطيئة جدا ، هل كانت تزحف على بطنها !!! ربما ... وربما لم تريد الاستمرار في مسير لا نهاية له .
نظر زياد ذات عصر حوله ، كان الرفاق في استراحة ، التعب أنهك قواهم فاستسلموا لنوم عميق ، قريبا منه كان أحدهم قبل ساعات يئن ، يتنفس بصعوبة بالغة ، الآن هو بلا هواء يملأ رئتيه .
فتح حقيبة أحدهم كان يغط بنوم بجواره ، وجد أشياء كثيرة لكن لفت نظره كتاب ضمن الأشياء بعنوان ( الجريمة والعقاب ) ، دسه في جيبه ثم أعاد الحقيبة إلى ماكانت عليه ... هل تحول إلى لص ؟ ...
ازدادت مساحة الذاكرة لدى الفتى زياد فاستعادت صور أمه وأخويه ودمعة أبيه الذي تركه دون أن يلثم ثغره ، مشاهد الشجيرات تتهادى عنوة ، أصبح خلالها في عالم آخر غير هذا الذي يعيش فيه ( لماذا أتوا بنا إلى هنا ... من هؤلاء الذين نقاتلهم ... لم أصوب رصاص بندقيتي نحو صدور لا أعرفها ... هل أصابني الجنون ) ... ارتقت الدموع هبوطا إلى مقلتيه ، رمى بكل ما يحمل من عتاد ، بخفة عصفور يخاف من بندقية الصياد انسل بعيدا خشية أن يراه أحد ، استلم دربا جبليا وعرا وانطلق إلى اتجاه الشمس ، هي الوحيدة التي تهديه لقريته ولم ينس اسمها بعد .
مسير أيام مضى ، احتسى الكثير من أوراق الشجر ... من أعشاب انتشرت على جنبات الطريق ، تبدلت الملامح مرات عدة ، من بعيد لاح شبح رجل يحمل فأسا ، اتجه إليه ، الحديث لم يستمر طويلا ، فقد أصاب الخوف موطئا في قلب الفلاح لكنه أشار بيده إلى جهة خلف تلة ثم انصرف لإتمام عمله وهو يسترق النظر إلى الشاب الثلاثيني .
( هاهي ... هاهي ... إنها قريتي ) قفز زياد في الهواء وهو يرى لأول مرة قريته منذ سنوات ونيف ، جرى بكل قوته ، تعثر وقام من جديد ، جروح عديدة أصابت يديه لكنه استمر دون أن يشعر بأي ألم .
هناك كانت مفاجأة ما بانتظاره ... بعض البيوت مهدمة وبعضها الآخر مازال على قيد الحياة ، لكن أين أهل القرية !! لا أحد هنا !! تحولت إلى بلدة أشباح .
صوب خطاه نحو بيته الصغير الذي مازال واقفا على قدميه ، لكنه كان خاويا من كل شيء إلا من صوت الرياح العابثة بالمكان ، صعد إلى الغرفة العليا ، إحدى عشرة درجة داسها بهدوء ... درجة ... درجة ... مازالت كما هي ( ياله من منظر ) بعد أن وصل إلى الأعلى ، أشجار التين والمشمش والتوت والكرز رغم يباس شرايينها لكنها تقف على جذوعها ، اعتلاها اللون البني ، بدت شاحبة جدا لكن ابتسامة باردة علت ثغورها جميعا فابتسم هو أيضا .
قبل أن يشيح بوجهه عائدا نحو قرية أخرى ، فاجأته يد تربت على كتفه بحنان ( امرأة جميلة شاحبة الوجه كانت خلفه تماما ) ، دار صوبها دورة كاملة قبل أن يخر مغشيا عليه .

*وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...