اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الساحر محمود عبد العزيز والخلود ...* بقلم: الأب يوسف جزراوي ( سيدني )

⏫⏬
تمر علينا بحزن كبير الذكرى الثالثة لرحيل الهرم الشامخ الفنان المصري محمود عبد العزيز، الذي رحل عن عالمنا دون استئذان.
بموت ساحر الشاشة العربية غارت الينابيع في الأرض ويبست عروقها..بحيث أشعل موته عود ثقاب في قلبي الذي يتلظى بنيران
رحيله إلى الآن.
وقع علي نبأ وفاته كوقوع الصاعقة في الهشيم؛ بل صلبني على ألف جلجلة جلجلة، وقلبني على ناره كما تقلب الريح أوراق الخريف.
لم اشاهد الراحل الكبير سوى في التلفاز ، لكن علاقة روحيّة ربطتني به عَبرَ فنه الجميل، إذ عرفته من خلال احاديث والدي رحمه الله عن قدرته في تقمص الشخصية؛ إذ كان من أشد متابعيه. وأذكر أنني شاهدتُه للمرّة الأوّلى في فيلم الكيف ثم في المسلسل المصري الشهير "رأفت الهجان" عَبرَ تلفاز العراق في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ تلك الفترة دخل قلبي دون أن يخرج وصرت من محبيه و متابعيه. فهو فنانٌ ملتزمٌ بفنه واسمه على الساحة الفنيّة المصريّة والعربيّة إن لم أقلّ العالميّة..بعد أن قدم أوراق اعتماده الفنية للمشاهد بإبداع لا يوصف.
نحتَ اسمه بالصخر، ونقش فنه الجميل في ذاكرة البشر، فأسر العقول والقلوب، وأصبح واحدًا من أولئك الفنانين الكبار الذين يتمتعون بقاعدةٍ عريضةٍ من جمهور الرّجال والنساء من مختلف الأعمار، بعد أن أمسى من الأسماء المرموقة التي تحظى بقيمة إنسانيّة كبيرة...بحيث ارتبط اسم مصر به؛ فحين يلتقي أي شرق أوسطي بمواطن مصري؛ يقول له: "أنت من بلد نجيب الرياحاني و محمود عبد العزيز وعادل إمام وعبد الحليم وسناء جميل ونجيب محفوظ ومفيد فوزي....".
كان "صانع البهجة" كما وصفه الناقد المرموق طارق الشناوي، أحد المهمومين بالإنسان المصري وبمصر، والمهمومون بمثل هذه القضايا مبدعون، لكنهم مُتعبون، والمتعبون هم الفنانون والعلماء والشعراء والأدباء والمصلحون... ، لأنهم يفكّرون في كلّ شيء يهمّ الإنسان ويدور في صالح الإنسانيّة.نتيجة بحث الصور عن محمود عبد العزيز
لقد عايش الهمّ المصري في أيامه الاخيرة من تِلكَ الغرفة في مشفى الصفا بمصر/ حي المهندسين، وليس جديدا إن قلت لكم:
إن مصر شغلت حيزًا كبيرًا وواسعًا من فنه؛ فمن منّا ينسى :" رأفت الهجان، محمود المصري، باب الخلق، الكيت كات، جبل الحلال؛ اعدام ميت...."، وكيف لا!، وهو صاحب عبارة "خلو بالكم من مصر"، فقد عرفتُ من خلال اعماله الفنيّة كم هو مهموم بشأن بلاده، بشكلٍ أثر على حالته النّفسيّة والصحيّة. ومن يتطلع مليًا إلى افلامه ومسلسلاته ومقابلاته التلفازية القليلة سيلحظ حتمًا إشارات ضوء تُبدد ظلمات التعصب وتفك قيود القهر وتفتح الأبواب أمام إنسان جديد في زمنٍ كادت تترهل فيه قيمة الإنسان في المجتمع المصري؛ إذ لخص رحمه الله في مشهد (فوقوا يا مصريين) في مسلسله المشوق -باب الخلق- مدى حرصه على الوحدة الوطنية في زمن كانت تلتهب منه لأدنى الأسباب المشاعر والالسنة والعقول؛ إذ تلمس بصدق وجرأة بعض الحالات الشاذة التي توافدت في ذلك الزمن على المجتمع المصري العريق، فتصدى لها فنيا بموضوعية بناءة، لأنه يدرك المفهوم الصحيح للمواطنة، ويعرف حق المعرفة أهمية التعدد والتنوع وإن الإختلاف لا يعني خلافا؛ بل تكاملا وتناغما؛ لأن الحديقة لا تبدو جميلة إلا بتنوع ورودها.
كان مشهدا عبقريا من فنان لم ولن يتكرر، لخص خلاله بمحبة ومصداقية ألهم الذي كان يشغله وهو وحدة شعب أرض الكنانة .
كما تميز رحمه الله بالنيل وعفة الكلمة وبموهبة فريدة ويزرع براعم الأمل في النفس القاحلة كما فعل في دور الشيخ حسني الكفيف ( الكيت كات)؛ فهو مبدع لا يدعي الابداع، لم ينل منه الغرور، بل كان بسيطا عميقا. ترك بعده الأثر الحسن والذكر الطيب ومقدارا هائلا من النجاحات والانجازات بعد أن انكوى بنار الابداع..ورغم هذا لم نجده يمجد في ذاته ولم يلهث وراء الأضواء أو يسعى لمحاربة الغير؛ بل كان يعيش في عالمه الإبداعي الخاص ينافس نفسه؛ يحضر ( يطبخ) أعماله على نار هادئة؛إذ لم يقبل بأي عمل يقدم له، احتراما لتاريخه الفني الرصين ولقيمته ولجمهوره الواسع، لهذا اتسمت جل أعماله بالخلود، وكان يبتهج لنجاح الاخرين ، وهنا تكمن قيمة الكبار. وأظن وليس كل الظن إثما أن " صانع البهجة" كان يؤرقه دوما شعور الترقب إبان عرض اعماله، متسائلا كيف ستكون ردة فعل الجمهور؟ فاحسبه كان يحيا في ترقب مستمر لا يبرأ من قلق فيه استهلاكا للصحة واستنزافا للتفكير. إنه عذاب الفنان المبدع الذي يطمح باستمرار لتقديم " وجبة فنية" عالية الدسم؛ لذيذة المذاق، هكذا كانت ولادة أعماله السينمائية والتلفزيونية؛ أشبه بالولادات القيصرية إن صح القول. فكل فيلم أو مسلسل درامي له كان بمثابة ولادة، فإذا كانت المرأة تتعذب بالولادة بضع مرات في حياتها؛ فإن مبدعا على شاكلة فنانا الكبير محمود عبد العزيز كان يتعذب كل يوم؛ لأنه يمتلك رؤية مغايرة؛ جعلته أشد عمقا وأكثر أساسا ودفئا؛ لهذا وجدناه يبدع بمهارة؛ مفكرا في النوع غير مبال بالكم.
إنه حبيب الجماهير الفنان الخالد محمود عبد العزيز، الذي هوى، والفارس الذي ترجّل دون سابق انذار بعد صراع مع المرض لم يمهله سوى شهرا! حقًا تبًا للموت الذي أقنع محمود عبد العزيز بالذهاب معه قبل آوانه وحرمنا من سحر فنه!
برحيله فقدَت مصر أمُّ الدنيا وخسر الفن العربي واحدًا من عباقرة الفن ورّجال الإنسانيّة الجهابذة، لكن مصر ستبقى أرضًا للإبداع، لأنها وطنٌ خلاّقٌ وولاد.
لقد فارق محمود عبد العزيز فناني المفضل الذي أُحب، هذه الدنيا عن عمرٍ ناهز الـ70 عامًا إلى العالم الآخر حيث لا يعود الناس، لكنه سيبقى ماكثًا في قلوب الجماهير، لان المبدع لا يموت، ومحمود عبد العزيز من أولئك المبدعين الخالدين، وما الخلود؟
سوى أنّ يمرّ المرء بالوجود فيترك أثرًا عميقًا فيه، وبقدر ما يكون حجم الأثر وكثافته ونوعيته بقدر ذلك سيكون حجم خلوده في قلوب الناس.
محمود عبد العزيز شخصية ستبقى في قلبي وصلاتي، محفورة في وجداني طوال ما حييت. وسيظل كل الذين عرفوا الساحر سواء عن قرب او من خلال السينما والتلفاز والمسرح أو الذين عملوا وعاشوا معه يتذكرونه بالخير طويلاً، لأنه بصم في نفوسهم وفي جبين الفن بصمة لا تمحى، كما سيبقى اسمه منقوشًا في القلوب وعلى صخرة التميز، لأنه علامة مضيئة في إنسانيته التي جسّدها بفنه العريق.
لنصلَّ من أجله ليشمله الرب في ملكوته البهي..وعلى روحه الطيبة الرحمة والسلام.
عليه رحمة الله. آمين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...