أخسرُ أفكاري على الطريق
صداقة السّرو والليمون
كنتُ سأكتبُ عنها
الهواء حَجَبَها.
الجبل ينظرُ إليّ صباحاً
يحب صوتَ البشر مع الشروق
أبوح له
إهانة الجمالُ هنا
يُحتفى به بحركةٍ بذيئة أو بضربةِ فأسٍ تُسقِطُ شجرة.
الموج يسلبُ كلمات المشاة على شاطئه
البحر يكتبُ الشعر
والتراب والهواء يحاصرانه.
الموت ينتقم
لأن لا كلمات لديه
وأنا أخسرُ أفكاري على الطريق
سرعة الطريق تصنعُ مني نُسخاً
في الخلف واحدة مثلي تُحاول رؤية الرّيح
بعدها بخطوة
واحدة تصفعها الرّيح
بعدها بخطوتين
واحدة ترتعش
ثمّة فكرة عابر تخللتها
وخلفي
واحدة تتمسّك بجملةِ أنّ الموت يشبهُها
لئلا تصير بلا كلمات.
كادَتْ الحياةُ أنْ تعْرفنا
خوفنا شغفنا وجهُنا الثّاني .. الأوّل.
كادت تعلو كلمةٌ فوق خياله
فتجد لنا نهراً وبحراً ويابسة وربّما كوناً ذا قمرٍ وسماءٍ صافية
كاد أنْ نحصلَ على مساحةٍ بيضاء
على جدارٍ على زنزانةٍ تُحَرِّرُ عتمتنا
على قضبانٍ نلويها بهواجسنا. كادتْ الحياةُ أنْ تعرفنا. ولم تعرفنا.
ادخر النورُ الزمنَ فأشرقَ وأغرب. وقت لكَ ووقت لظلّك.
وقت للكلمة حتّى تقولها ووقتٌ لتحفظها في سرّك.
وقت لتفوتَ الموتَ ووقتٌ لتفوتكَ الحياة.
ندخر ما يسيلُ من بين أصابعنا صورُ زمنٍ يتجاوزنا.
بُغْيتنا احتواءُ الشّلال في راحتينا، محاصرةُ البحر بجسدنا، إنزالُ الثّريا والنّظرُ منْ أعلى
وثمّة من ادّخرَ نصيبنا
فصار الفتاتُ نصيبنا.
ادخر الموت انتظارنا. ادّخرَتِ السّماءُ فرحتنا. ادّخرَ القمرُ أطيافنا.
وأشباح العبور التصقتْ بنا، تأرجحتْ من الموت إلى الحلم إلى الموت
وفينا هُدِرَتْ أحزان.
ترنيمة
كاد أن يسترد حبّه حينَ عرفها
تسكن قريةً
بعيدة عن البحر
أراد ساحليةً
اغتسلت بألفِ موجةٍ
ترنِّم للمدّ.. للجزر
ترنِّم للحبِّ
يأتي
ترنّم للحبّ حين يذهب!
تماهٍ
كلّما عدوْت شعرْتُ بثقل النّجوم على كتفيّ بالصّقيع يُثْلِجُ روحي
بالحريق يُمدِّدُ شغفي بكَ تسوسُ ضياعي.
لا شك أنّي في النّار رميتُ دميتي
لا شك أنَّ الثابتَ لديّ
دمار يليه خلْقٌ جديد.
دنوْت أو هربْتَ غدرْتَ أو صفحْتَ أو تشفَّفْتَ جروحي
ما بي، يُشْفيه تجاهلي لنزْف الأيَّام.
تعلّمت منْ غيمةٍ وسط الضّباب أنْ أتماهى مع الضّباب
أتجزّأ لأفقدَ ذرّاتي ليجفَّ الماءُ في لحمي لينعدمَ الخيالُ في أوردتي
حينها أسطو على السّماء برفق.
الغدر يُقابَلُ بغدر
إنّها غريزةُ البقاء وعادةٌ للخلاص وعادةُ الشَّر.
غدر القدّيسين مبرَّرٌ بصلاتهم غدرُ الآخرين مبرَّرٌ بحقدهم
وليرتفع الخنجر لنبقى نحن.
تعال اطعنْ فسْحةَ راحةٍ قدْ تجدها في جسدي.
حملت الجبالَ لأتسلَّقها
شرّدت روحي لأعانقَ روحكَ
ومتى عانقْتها
سهلا صارتْ جبالي
والغيوم التي شاهَدَتْني في ظلّها اختبأتْ في ثيابي
جفَّفت الحزنَ وعلتْ
.-
*عبير خليفة
شاعرة من لينان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق