⏪⏬
أخفض صوتك كلمة قالها الرجل المجاور لذات النصل والفكر الرصين ، حين هاج وماج الرجل عند بضع درجات صرخ مفزوعاَ :بالله عليك ، جذبتني تلك اليد الخفية .
قال الأخير مستنكراَ:
أيها الرجل الشجاع ، ماذا ضرك بالخياَلات ؟!
أجاب الرفيق :
انا الملازم لك من السنون ويقولون انني الرصين .
جذبة صديقة :
فنصعد بثقل وركيزة .
ارتعش السيد (عباس) يسرق الوقت مرتبكاً ، ينازع الحق برباط الباطل ، بأقوال متضاربة :
سمعت وقد رأيت ، أو رأيت وقد سمعت ، ربما لم اسمع أو أري ، أو سمعت بلا رؤية ، لا لا انا غير متأكد .
لفظ المحقق في هذه الأحايين يجهر ببوق فمة :
تحدث بإتساق ولا تماطل .
قال (عباس):
كل ما اعرفة انا الساكن بقلبة الريبة مما رأيت .
تساءل المحقق بهدوء : كيف ؟!
قال (عباس) :
تلك المرأة التي صرخت من هول ما استمعت إلية ، وهؤلاء الأولاد الصاعدين الي الدور العلوي ، وزوجة الحارس المسكينة ، وانا؟! انا الذي أستمع لجيوش من الأصوات تعد وتعتد لمجابهة مالاً تعلمون جميعاً .
قالت زوجة صاحب العقار :
أنهم سكنة العالم السفلي ، يقطنون بداخل الجدران وخلف المنافذ .
حض المحقق المرأة بالتوضيح ،
قالت :
الجدران مخططة والمنافذ موصدة وكأنها حديدية .
تطرق المحقق بالعجب يستوضح الأمر ، حتي قالت الأخيرة :
كل الساكنين يشهدون بالعجب ونري ما لا يمكن التوقع به .
أضاف الطبيب الشرعي للمحقق حينها :
العلم خلف الغموض وإليكَ ملا يعلمة الجهلاء وإن لناظرة قريب .
إرتجف رجل الحظ متفوهاَ :
قال لي بابا بابا ، تعالي إليا ، في ظلام الليل الدامس .
ضحك المحقق متسائلاً :
من أي زاوية تحدث الطفل ؟!
قال رجل الحظ متوجساَ :
من الشقة المهجورة .
وقفت المرأة متحجرة الأقدام تقراء المحصنات و الرقية الشرعية ، حتي قالت المرأة المقبلة بصوت أقرب الي الطنين :
اراكِ لا تخشين كياني ، قالت مرأة السلم الدرجي :
إليك عني ايتها المرأة الشريرة .
ضحكت الأخيرة ضحكة هستيرية ، حتى قالت : إنما لم يتم الأمر والآن قد كان .
تطلع المحقق من نافذة( المخبر) يهمس بسؤال عند مرمي البصر :
تري ما فائدة هذه الجبال .
أجاب الطبيب الشرعي :
انها حكمة الله .
ابتسم المحقق يستكمل اقوالة :
بل هيئت للعالم السفلي .
اكتظ المخفر بآلاف من البشر ، حتى اشار المحقق :
أنظر الي وجوههم ستري سيرتهم مخصصة بالذكر من قضية وشكوى وفقدان وتيرة .
انبهر الطبيب فاغر فاه ، يتمتم بالكلمات :
أنهم اطفال ونساء وعجزة .
جاور المحقق النافذة يخاطب البراح :
قضايا من عشرين عام لمفقودين ،انظر ها هم هؤلاء الأقوام ، أثرهم المجرمين وافاضت بنية الجرم بوجوههم واجسادهم .
ترنح الطبيب من هول الصاعقة ، حتي أضاف :
لا اصدق الأمر .
جذبة المحقق بقوة يلوح بكلاتا يدية :
هذا طبيب الإجرام الذي نزع العيون للأطفال وقطع الأرجل للمسنين وارهب النساء الضعيفة ، كل تلك السنوات ؟!
تفرد الطبيب بإجابة :
كل تلك السنوات يعتمرون الجبال بغنائم السطو ، من النساء والأطفال والعجزة .
أضاف الطبيب :
ما علاقة الشقة المهجورة بذلك ؟!
صفع المحقق المكتب بقوة :
الشقة المهجورة ، هي بوابة الدخول الي العالم السفلي .
الطبيب يؤكد:
العالم السفلي .
المحقق :
عالم كبير ضائع ، رهائهن حتي تبتز عوائلهم من أجل المال .
الطبيب بتأثر :
إنما فقدت ملامحهم وزادهم المرض سوء .
المحقق : بقايا بشر يلفهم المرض والعمي والكساح وافتقاد الإنسانية .
الطبيب :
تجلت لغز القضاية في لمحة البصر ، وكأنة إعلان رباني بالخلاص مما نسعي خلفة من عمر مضي .
المحقق :
كم مرت من الأعوام ونحن بجوار الطريق ولا ندرك النور ، إلا بذلك اليوم والمطاردة بين المرأة الصاعدة بالعقار والمرأة الشبح بالشقة المهجورة .
الطبيب : انها حكمة وكم من الألغاز لا ندرك مفادها الا بعد انقضاء العمر .
المحقق : يا له عمر ضاع ولم يعد .
الطبيب ينظر قائلاً بخشوع :
مهلاَ لا تتسرع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق