⏪⏬
الكبير ....... " علاء الدين كوكش "الياس الحا
حالمخرج .... التلفزيوني ، المسرحي ، الأديب ، السيناريست ، الممثل ..... المعلم... في قلب الله .1942 _ 2020 .
البورتريه بريشة الفنان المبدع Issam Ismandar .
قبل وقت ليس ببعيد عشت معه ساعات لاتنسى أثناء زيارتي الأخيرة له في مقر إقامته بـ ( دار السعادة ) ، وبعد أن حاورته بشغف وشوق لأيام عشتها في حي القيمرية الذي ولد فيه ولا يزال حنينه له وكأنه اللحظة .. ولأيام لازمته فيها العمل في مكتب واحد لسنوات ( دائرة المخرجين ).. وأيام من ذاكرة المسرح السوري وحكايا شركاء البدايات ... وأيام الكبار وزمن الصغار ..... وأيام العشق والسهر وصحبة السفر .... وأيام وأيام لا تنسى من ذاكرة تفاصيل بيته الدافئ بالمزة والبيت الذي انتقل إليه في معضمية الشام فشعر فيه ببرودة وغربة ........ وعن صغيره " تيم " الذي انضم أليبنا بعد بضع ساعات .. وعن شوقه للحبيبة سمر .... وعن حبيب القلب العتيق شقيقه الفنان رشاد الذي أيضاً انضم إلينا يومها ، وعن فخرنا بطموحات وإنجازات شقيقه المهندس كاتب السيناريو المبدع أسامة .. وعن كثير من الأحلام الهادئة المتزنة كشخصيته الوقورة ...... إلى أن بدأت أصنع معه وعنه فيلماً ( ديكو دراما ) حول سيرة حياته ، ضمن سلسلة أفلام " موانئ " التي أنجزت منها الكثير لصالح قناة سورية دراما .. متمنياً أن يعاد عرضه على القنوات السورية ، نوعاً من الوفاء لأحد القامات الدرامية المؤسسة المبدعة السورية .
ولم أتوقع أنه كان يودعني قبل وقت قصير في أتصاله الأخير بي ليشكرني على كتابتي عنه وعن شريكة أيامه ( الأميرة الشماء ) ملك سكر .. في سلسلة أيام .. إذا قلت :
** أما عندما نتحدث عنها بشوق لا بد من أن نتوقف أولاً عند نجم حياتها ، وصانع نجوم الدراما الكثر ، أستاذنا المخرج الكبير علاء الدين كوكش أمد الله بعمره ، والذي تعلم منه الكثيرين حتى الذين لم يعملوا معه ، والذي تشرفت بأن استقبلني قبل نحو خمس وثلاثين سنة في بيته ببناء نقابة الفنانين على أوتوستراد المزة ، فتعرفت هناك على أنسان موسوعي يتسع صدره وعقله البحر ، فيما تطل عليك مكتبته الضخمة فتثير لديك الكثير من التساؤلات ، وتبدأ خيالاتك تعصف بك كأمواج صارخة عندما يبدأ باستعراضها ، ماراً بأروقتها ليطلعك على منوعاتها من الكتب الأدبية والتاريخية والأبحاث والدراسات ونصوص المسرح والتلفزيون ... وغيرها .. وعندما تعود للجلوس في صالونه الأنيق تشعر وكأنك في حضرت الفكر المختمر بعظمة التواضع ، وللحظات تبدو لك الحالة بأنك تجول العالم مختصراً .. وكأنك كنت قبل لحظات تمر في أروقة مكتبة الجاحظ أو ميسلون..
وكم كانت دهشتي كبيرة بلطف ورقة زوجته الأنيقة والبهية ( النجمة ملك سكر ) ، التي أنعشت روحي وأنا بعمر الفتى ، عندما قدمت رأيها المختصر حول بضع صفحات من سيناريو مسلسل كنت أعكف على كتابته ، وقد طلبت حينها من الأستاذ علاء رأيه وملاحظاته .
بعدها صرت في تلك المرحلة من تجربتي العمرية الغضة ، دائم الشغف لمعرفة تفاصيل حياتها الفنية ، وبحكم بدايات عملي بمديرية الإنتاج التلفزيوني ( دائرة المخرجين ) التي كان يترأسها أيام الثمانينيات الأستاذ علاء ، كانت الفرصة متاحة أمامي لأعرف الكثير عن علاقتها الاجتماعية الراقية ، ولا أغالي أنني كنت أشعر بانتصار في أحاديث النجوم عن إنسانها ، وحفاوتها بضيوفها في بيتها ، والذين يتكررون في كثير من المساءات ، وإن دل ذلك .. فهو يؤكد أنها تسكن في بيت كرم .. والشهود على ذلك كثر .. وكم من مرة تحدثن عنها وعن عذوبة روحها ، النجمات الغالية ( سناء وثراء دبسي ، سلمى ومها المصري ، صباح الجزائري ، جارتها الراحلة مها الصالح ، الراحلة يولاند أسمر .... وغيرهن ... وأيضاً الكبار : دريد لحام ، أسعد فضة ، بسام لطفي ، رشيد عساف ، سلوم حداد .. والراحلون الكبار رفيق سبيعي ، عبد الرحمن آل رشي ، هاني الروماني ، يوسف حنا ، طلحت حمدي ، سليم كلاس ، نذير سرحان ، صبحي سليمان ، زياد مولوي .....) .. والقائمة تطول ممن تركت أثراً في نفوسهم فتحدثوا عن طيبها قبل وبعد رحيلها ..
وفي هذا السياق أود الإشارة إلى أيام شقيقتها الفنانة القديرة " أمل سكر " بعد أن اعتزلت الفن ، وهي التي آلمتني جداً وةأكثر من الآخرين جميعاً ، عندما زرتها في فندق العباسيين بدمشق ، فرفعت أدعية لها وطلبت أن يسامحها ربها ، ثم بكت بعد أن أخبرتني بأنها كانت بالنسبة لها كل شيء .. وكل شيء لم يعد له معنى بعد أم سمر " ملك " ... وفي رحيل أمل كان لا بد من أن أذكر الكثير عن تلك الروح الوفية الطاهرة في فيلم أنجزته عنها بعنوان " رحلة عطاء " .
** في أيام التحضير لمسلسل ( حصاد السنين ) للكبير علاء كوكش الذي عرف عنه الدقة في خياراته ودون أي محاباة لأحد ، عرفت وعن قرب كيف كان لها دوراً إيجابياً في دفع عجلة وتشجيع ودعم الشباب والشابات الجدد لأن يكونوا في موقع الصفوف الأولى ، والذين حققوا فيما بعد نجومية في عالم الدراما التلفزيونية .. وتكرر الأمر في مسلسل أبو كامل ، وفي مسلسل الخشخاش .. وهذا بالطبع أمر يحسب لها وتستحق عليه كل ثناء .. لكن عندما زرت بعد سنوات بعيدة كبيرنا الأستاذ علاء في بيته الأنيق بمعضمية الشام ، كان لا بد من أن أخفي حزني على تلك الذاكرة ، وكذلك الأمر عندما زرته قبل وقت ليس ببعيد في دار السعاد بدمشق ، يوم أنجزت معه فيلماً توثيقياً عنه ضمن سلسلة أفلام " موانئ " لصالح قناة سورية دراما .. وعندما همست له بسؤالي عن شوقه للحب الأول ، وذلك الرحيل الموجع في 18 تشرين الثاني 1992 والباقية في خلجات روحه ... صمت وغاب في ذاكرته نحو الأفق البعيد .
*******
***علاء الدين كوكش .
خريج قسم الدراسات الاجتماعية والفلسفية- جامعة دمشق في مطلع الستينيات، في الفترة نفسها التي اجتذبه فيها التلفزيون في سوريا فالتحق للعمل به منذ الأعوام الأولى لانطلاقته، ثم أوفد إلى ألمانيا الديمقراطية، حيث اتبع دورة في الإخراج التلفزيوني عام 1966.
أخرج خلال مسيرته الفنية التي تمتد لأكثر من أربعين عاماً، أكثر من ثلاثين مسلسلا تلفزيونياً صورت بين تلفزيونات دمشق ودبي وصنعاء وعمّان وقطر أهمها:
مذكرات حرامي 1969
حارة القصر 1970
أولاد بلدي 1972
أسعد الوراق 1975
راس غليص 1976
ساري
سيرة بني هلال 1978– 1979
وضاح اليمن 1980
تجارب عائلية 1981
سيف الدحيلان 1982
بيوت في مكة 1983
حصاد السنين 1985
الذئاب 1989
أبو كامل 1990 – 1993
أمانة في أعناقكم 1998
حي المزار 1999
الرجل سين 1999
حكايا الليل والنهار 2006
- كما كتب وأخرج ثلاثة أفلام تلفزيونية تحت عنوان لا، لن ترحل، القلب يحكم أحياناً) عام 1994 ولاحقا مسلسل أهل الراية الجزء الأول 2008 .مسلسل رجال العز 2011
كتب الفقيد المسرحية والقصة القصيرة منذ عام (1988) وقد نشر مسرحياته وقصصه في مجلات (الناقد) المحتجبة (سطور) الثقافية الشهرية التي تصدر من مصر، (كتابات معاصرة) الفصلية التي تصدر في بيروت، (المعرفة) الثقافية الشهرية التي تصدر من دمشق، (جريدة الفنون) الكويتية، ومجلة (الآداب) الشهرية التي تصدر في بيروت.
أصدر مجموعة من مسرحياته المنشورة في كتاب (مسرحيات ضاحكة) دار اسكندرون- دمشق:2002
كما أصدر مجموعة تضم بعضا من قصصه القصيرة في كتاب (إنهم ينتظرون موتك) دار الرائي- دمشق 2006
اختير عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون للأعوام 1995-1996-1997-1998-1999 2000.ثم أصدر كتابه(السفر [عيدا)عن رحلته إلى تايلاند وماليزيا . ثم رواية (النخوم )المركز الثقافي العربي بيروت-الدار البيضاء.
وفي المسرح
أخرج الأعمال المسرحية التالية:(الفيل يا ملك الزمان) تأليف سعد الله ونوس 1969 (حفلة سمر من أجل 5 حزيران) تأليف سعد الله ونوس لبنان:1970 دمشق: 1971 (لا تسامحونا) بالاشتراك مع فيصل الياسري دمشق:1972 (الطريق إلى مأرب) تأليف محمد الشرفي- اليمن :1976
حاز على شهادة تقدير من مهرجان دمشق السينمائي التاسع عن دوره التمثيلي في فيلم (المتبقي) للمخرج الإيراني سيف الله داد، والذي صور في سورية عام 1995.
أبو سمر الغالي ... قلت لي يوم .. هو الرحيل .... لن ترحل .. ولن تغيب .. حتى ولو رحلنا جميعاً ...... وصدى ضحكاتنا الأخيرة في دار السعادة لن تموت ................................. لن ترحل ....
لروحك الرحمة والسلام .. تغمدك الله بواسع رحمته .. وأسكنك فسيح جناته ..... تعازينا القلبية لكل من عرفك .. لكل ناسك وما أكثرهم .. لكل محب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق