اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة قصيدة لو لم يخفق قلبي ... للشاعر: مصطفى الحاج حسين ...*الناقدة :بسمة حاج يحيى

⏪⏬ القراءة:
## المسيرة تبدأ بخفقة تعطي الوليد حياة ،
تطلقه على إثرها الى معنى الوجود ، و تملي عليه سرد الحكايا و التيه و الأنات ..ة

شاعرنا ، تربع عرش القصيدة منذ العتبات
الاولى ، تبنى لغة الخلق و الابداع ، فتألّه ليعطي الحياة لروح هي نابعة من اعماقه و تسكن فيها و ابدع ليحيي قصيدة هي الروح لروحه و هي السكن فيه و فيها ..

ليزيد من قوة خلقه و الانفراد بالألوهية ،
تعمد لغة سكب على بساطتها و سلاستها منطق القوة و السلطة ؛ « لو » ، إن دلت على سحر و جمالية ، فإنها تحمل كذلك في طياتها سرّ الالوهية و القوّة فلا خلق لو لم يكن لخفقة قلبه ولادة لكامل القصيدة ، بل و يستدعي عناصر الطبيعة ؛ جلّها و أجملها ليشهد خلقه ما ابدع لإضافة مسحة الجمال بهذا الكون ، و ليحقق كنه العشق في
شرايين تحمل روح الوجد و تحاكي الشّفافية......

فأين منّا بدفء الشمس جاءت حثيثة تلقي
مهمّتها شعاعا دافئا لاجل حبيبته و نستنير بفضل عشيقة لأجلها رذاذ الاشعة يتقاطر علينا ضوء و نورا !!

شاعرنا طوّع الابجدية نوارس تحلّق فوق
أعتاب الحروف ، تخفق كلماتها أجنحة تحملنا و تحمل معشوقته الى سماء الأحلام ، تهدينا ألف جناح يحلق بنا عاليا بين النجوم و الكواكب و السحب الشفافة ... فهل نحتسب وقوعا او هبوطا
مفاجئا !! طالما نسق التحليق ياخذنا الى اقسى سرعته ، فاحتمال الوقوع او الاستفاقة من عمق المسافة قد يخلق لنا ارباكا إن لم نتحصّن من فوارق الزمن و المناخ بذي عالم !!

لكن الشاعر ، احكم سَنّ قوانينه ، فبنود
الرّبوبيّة لا تحتمل الخطأ ، لاسيّما و ان المحبوبة معنا على نفس السفينة تعتلي اغوار القصيدة ، فقد خاطبها من علياءه أن الارض ازهرت ليكون النزول بسلام و تنتهي الرحلة بأمان على سطح بساطه سندسي الالوان، يرفل بكساء الطيب و الزهر و عبق الاقحوان ، حتى تلين البسيطة لتستقبل حبيبته ، بعدما ارجحها بين سماء و بيض
السحب و بين التيه و الاحلام ..

لكن بين كفيه حياتها و بلمسة من انامله
نجاتها ، فمازال شاعرنا يتلاعب باللغة فتطيعه بلا مقاومة ، فكل هذا السحر آية مسبوقة ب " ما " و آية اخرى سبقتها " لا " ، كأنما ينفي الحياة التي ما صارت لها نكهة الا بما خفق بفؤاده و ما كانت ليكون لها طعم في غياب ما اعتمل في قلبه ..
ف "ما صار لإسمك كل هذا المعنى" ؛ فهو معنى الحياة و معنى الوجود و معنى الحيوية ، بفضله ، تقبّل الجبين له و اليد و حلم السّنين ..

فلتقبل حبيبته يد من الهمها الحياة و سكب
الالوان بروحها و زادها من نفسه فالهمها جمالها و ثباتها .. و نفى عنها الظلام حتى صارت اوصافها ؛ خليط فراشات لونها و لين الندى ملمسها ، و صيّر النّبيذ معتّقا من مبسمها ، أ فلا يحق بعدها ان يخضع القمر لحراسة الكنوز موصوفة على اوتارها
حبيبته !!!

فبإشارة منه يمتثل البدر و النجم و الشجر ،
أوليس من حباها الحياة و اعطاها الاسم واختار لها الممات "لو" #لم تمتثل لهواه ، "لو" #لا يكون لها شأن داخل مجرته الكونية ، "لو" #ما سخر عناصر الطبيعة لتغدق عليها من روحه !!

فهل يحق لإله في عظمته أن يتنازل عن عرشه أو يتساوى في التكوين بمعبودته !!؟ فاللغة ، سلاحه و مصدر إلهامه و قوته ، أدارت له وجهها الثاني ، فصارت هي من تتحكم به بعدما كان يسيطر على الكلم و المعاني ، فمن نفي و جزم و حروف شرط بالابجدية ، نزلت او هي تهاوت حروف العشق ، فتمردت على اثرها حركات النَّصب و الجزم على إله القصيدة و بقافيتها تربعت لتتولى الحكم و سَنّ الاوامر و كذا البنود
فسرقت الموسيقى عذبَ الرحاب من صوت
معبودته ، و تباهت السماء بعبق رذاذها يبلّل التّراب بتيهٍ فريحُهُ يلثم الذّرّات من ريح ساحرة اهدت عبيرها الطبيعة او هي تآمرت و اتحدت معها لتعلن ثورة ضدّ ربّ القصيدة ، !! ام تراه ربُّ الكلم الطيب و سفير الحروف بالصّدر و العجز ، تهاوى عن عرشه لما خرق قانون الكون و وقع في
عشق عبده و أمته ، فصار الخالق عاشقاوالمخلوقة
معبودته !!؟

تنازل عن عرشه و الألوهية ، و خانته اللغة و
سحر حروف الابجدية ؛ "ف" ... "ف" كانت الطامة الكبرى ؛ بعد كل عملية خلق طوّعها لأجل سيدة الكون ، بعد كل عنصر سخّره لخدمة سيدة القلب ، بعد كل "كن" لأجل ان تكون مختلفة عن كل نساء الكون ، وقعت منه الحروف ليعتلي حرف "الفاء" سر الكونية ، فيسبق الجنّ و يطوّع الموسيقى و السّماء و الاشجار و البحار وحتى البوح و السّكينة و كذا الطير و الينابيع و الانهار ..
لاغراضه ، لمآربه ، ليغيّر نمط العشق و يحدّد الإله من المألوه المؤله ،، ؛ فصارت الاشجار ملهمة الندى بوحي من الحبيبة ، اعتلت عرش القصيدة فصارت الآمرة ، من تعطي الحب ، من تمنح قطر الندى
للاغصان ، صارت الحالمة تُهدي جمالها تعكس صورته الانهار فيغار الكوثر و يسبق بالعشق النهار، يطلبه حثيثا و يعزف اللحن فريدا ، تستعيره نوتات الموسيقى فتكسيه الأوتار .. لعمري ، هذا عشق مُدمّر ، أردى القتيل إلهًا و الإلهَ عبدا يبني حروف القصيدة ..

فإن لم يحكم تسيير مركبته برّا و بحرا
كربّان أضاع المسير ، فتاهَ عن بوصلة العشق و توغل لُجّ الزمهريرا ، انّى لصخب عيون المخلوقات أن ترديَ قتيلا ، و تُأنسِن الجان فيضطربَ الموجُ لُجيّا و بعنفوان ، ثم تلين لها الملائكة فيتّحد الاثنان ؛ و تصير ملاكا قتلت بلحظها رَبّ البيت و القافية و اعتلت صدر القصيدة ،، فلاذ بالفرار ، يتوسّل ثم يتساءل هل من مزيد ، !!؟ تخلّت عنه
الابجدية ، فعار على إلهٍ يعشق فيتيهُ عن الربوبية فتلهو العصافير و تترقرق الينابيع لسيّدة في الحسن أطاحت بسلطان ، ليعود فيتحسّر مجدّدا ب "لو" بعدما كانت سلاحه و شرط منْحِه الحياة لمن صارت الآن بالعلياء ترمقه ، ينعي حظه فيبكيه ،" أن " :
(( لو لم يخفق قلبي لك
لما كان للحب وجود
و "ما" كان من داع لأحيا
لأكتب كل يوم عن عذابي
من هجرانك المميت .))

فانقلب السحر على الساحر ، و صار القاهر
مقهورا ، و خلقت حواء من إلهها و معبودها عبدا يسعى لرضاها ، و يتمنى "لو" ترحمه برحمتها من عذابه ، ف"لا" يموت اليوم ، بل تحييه " لو" "لا" تهجره هجرا خفيفا و "لا" مطولا فحياته رهينة بخفقة ؛ إما تحييه أو ترديه قتيلا ..

فالحياة رهينة خفقة واحدة ، إما تحييه او
تميته .. الحياة و الموت بفوهة قصيدة .. فجاءت القصيدة بثراء ما بين مسيرة تقفز من فوق مهد و تتهاوى على لحد ، بين السماء و الأرض ..

القصيدة ثرية جدا ، فالشاعر الاستاذ
( مصطفى الحاج حسين ) ، توخى الحذر في سرد تراتيل عشق عجائبي ، فكانت له السلطة على عناصر الكون ساعدته في ذلك لغته العميقة و تحَكُّمه بالمعجم ، فمن «لو» الشرطية الى «لم» الجازمة و «لا» النافية و كذا الشأن مع «ما» ، تنقل خلالها ليفرض قانونا ابجديا يخول له التحكم في الحياة والممات و كذلك السيطرة على مكونات
الجمال و مبيحات العشق ليضع لمساته الاولى و الاخيرة على حروف قصيدة ولدت ناضجة ، حلقت بنا بسماء و مجرات و كواكب ، تحملنا اليها اشعة شمس مطيعة تؤرجحنا برفق فلا نخشى الوقوع و لا النزول اضطراريا فربان المركبة إله و بيده الأمر و النّهي ، وهو من يعطي الحياة و يقرر الموت ، بل و يخضع مخلوقاته للاعتراف بقدراته ، ..لكن ما إن حطّ بنا على الأرض و نزلنا بأمان، بجنة الرحمان و بساط سندسي و زهر و مرجان ، حتى انقلب
السحر و صارت السماوات و الشمس و الانهار و كذا البحار و الموسيقى و الطيور و الشجر و حتى المحيطات ، صارت كلها بكفّ الحبيبة ، رهن إشارتها و طوع يدها ؛ سلّمتها مقاليد الحكم و مفاتيح الربوبية لتجلس على كرسيّ العرش، تأمر بكل.عفوية ، ملاك عشقه رب القصيدة ، فانبرى
على الحروف و الكلم الطيب ، لكن خانته الأبجدية
فصارت «لو» تحمل معنى مغايرا ، ينشد عبره أن "رفقا بي ، ليتك تنصفيني ، آه لو تنصفيني ..! " ف"لو" لم ينبض قلبه لما كان مآله الهلاك و رحمة
ينتظرها من ملاك !! ف سحر حروف اللغة غيرت شكلها و اكتست بالمعاني الثنائية ، خلعت معنى
الشرط و الجزم لتركن الى التّوسل و الاستفهام عن و لمستقبل مبهم ، مجهول التوقعية ..

الشاعر اتقن استعمال اللغة و طوعها ، فكان
اجمل ما يحسب له، نفس البيتين بدأ بهما القصيدة ثم قفل عبرهما أواخر النص ، لكن على العتبات الأولى، كان منطق القوة هو السائد ، هو ما يلفّ المعاني ، في حين حلّت المفارقة بالنهاية لتكتسي نفس الأبيات نفَسا مغايرا فصارت نبرة التوسل هي المسيطرة .

فما اعظم اللغة لما يتفنن بها شاعرنا فيجعل
من نفس العبارات و التراكيب و ظاهر المعاني آيتان متناقضتان ، تحملان في طياتهما برزخا يفصل الفوارق بينهما ما يفصل بين السماء و الارض .. فلمّا كانت الحروف رتقا موحّدا لمن بسطح اللغة يسبح و لا يفقه ، فإن لكاتب النص ،
سلاح ذو حدين ؛ فبقدر ما تآمرت عليه الأبجدية ، إلا انه و من موقعه كناظم لحروف القصيدة فقد سبح بأعماق اللغة فكان له أن فتق ما رُتّق و خلق ذاك التنافر الجليّ في المعنيين ، من عتبات القصيد الى نهاياته ، من سلطان متحكّم بيده الحياة و الموت الى عبد مسكين يرجو الحياة و
يخشى الممات ،، و تتلاحق المتضادات في بناءه للقصيدة ممّا يكسبها رونقا و سحرا يضفي عليها قوة التوغل بمكونات النحو والصرف لتنحو الأبيات بحرا من الشعر و النظم يحدوهما برزخ يفصل بينهما فيشكّل ضفاف موجها ،.. يتنازع المدّ و الجزر بحكم من العاشق الذي صار هو نفسه في مدّ و جزر تحكمه قوى الحب و قوى فاقت قدراته قوى العشق و عاشقة خاوت الملائكة و اتّحدت في جمالها بعناصر الطبيعة لتزيد من إرباك الشاعر ، فأنّى لعاشق أن يتخلّى أو ينجوَ من جبروت ملهمته ، أو يفكّرَ في عصيانها و قد أخذت
عنه زمام الأمور ، فما عاد بإمكانه أن يتخلى عنها أو ينساها ..! فهل ينسى الجمال سحر الملائكة ترفل في حلة العفة و الطهر بعفوية !!! .
*بسمة حاج يحيى 

تونس

⏪القصيدة:
« لو لم يخفق قلبي ...*شعر : مصطفى الحاج حسين
 

لو لم يخفق لكِ قلبي
ما كانت الشّمس تنبّهت إليكِ
ولا استدلَّت عليكِ أسراب القصائد
وما صار لاسمكِ كلّ هذا المعنى
ولا الأرضُ
أزهرت كلٌ هذا العطر
ولظلّ الظّلام
مغلقاً على أوصافكِ
أنا من أخبرَ النّدى
عن خصالكِ
ومن نبّهَ الفراشات
على نبيذِ ضحكتكِ
ومن أشار على القمر الشّقي
أن يسهر على حراستكِ
وصفتُ للموسيقى صوتكِ
فسرقت منهُ الرّحاب
أعطيتُ للسماءِ رائحة أنفاسكِ
فأنجبت المطر
وكشفتُ للأشجار عن قطافكِ
فتراكضَ النّدى على أغصانها
أنا من كلّم الأنهار
عن ريقكِ
فتعلّقَ بكِ الكوثر
وحدّثتُ البحار عن صخبِ عينيكِ
فهاجَت أجنحة الموج
رويتُ للبوحِ مافي أصابعكِ من هديل
وللسكينةِ ماتسكنهُ يداكِ
كلّ العصافير ترفرفُ حولَ مداكِ
والينابيع تترقرقُ لتشرب منكِ الابتسام
لو لم يخفق قلبي لكِ
لما كان للحبِّ وجود
وماكان من داعٍ لأحيا
لأكتب كلّ يوم عن عذابي
من هجرانكِ المُميت .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...