كتب :أمانى أسامة وندى مختار
بين الاحتفاء بإصدارات الكتب الجديدة والسخرية من كتب مشاهير السوشيال ميديا.. هناك من يخطو أولى خطواته فى عالم النشر والكتابة.. ومشاريع فى الكتابة لم تكتمل بعد.. يقدم أصحابها أنفسهم للجمهور لأول مرة، بمجموعات أدبية تستحق القراءة كعمل أول
لصاحبه. من خلال عدد من الأعمال الأدبية الأولى لأصحابها.. نتعرف على تطلعات كتابها فى المستقبل.. وعلى الطريق الذى قادهم للنشر.. بجانب انطباعاتهم عن معرض الكتاب كقارئ وككاتب للمرة الأولى.
رواية وقصة
«أتمنى أن تلمس كتاباتى قلوب القراء.. وأن أضع بصمتى داخل قلوبهم ودفعهم لتغيير شىء ما.. وليس مجرد سرد لقصة وتقضية وقت فراغ» كانت هذه كلمات مريم أحمد، صاحبة العشرين عامًا، طالبة فى كلية الإعلام بأكاديمية الشروق، والتى تشارك فى معرض الكتاب هذا العام للمرة الأولى برواية «تركتنى» ومجموعة قصصية بعنوان «الصندوق الأسود». قررت مريم مناقشة بعض المشاكل الاجتماعية فى روايتها.. بينما خصصت مجموعتها القصصية لسرد المشاكل العاطفية لدى الشباب. تقول مريم: «سعيدة للغاية بأول تجاربى فى النشر، وكنت أسعى دائمًا للتقدم وتحقيق حلمى بمساندة أمى وجدتى وصديقتى» وعن معاناة النشر للمرة الأولى تقول «ترددت كثيرًا على دور النشر التى تهتم بنشر كتب للمبتدئين وقوبلت بالرفض عدة مرات إلى أن قدمت لى دار الزيات يد العون.. ما جعلنى أؤمن أكثر بموهبتى وحلمى». ارتداء معطف الكاتب لم يكن سهلًا بالنسبة لمريم، فكثيرًا ما سمعت ممن حولها جملة « لن تستطيعى.. أنت صغيرة على الكتابة» ولكن لم تزدها تلك الكلمات إلا إصرارًا لإثبات ذاتها، وتجاهلت كل الكلمات المحبطة لتحقيق هدفها.
حارة الفيبرو
من كتابة الخواطر فى المرحلة الإعدادية وحتى نشر أولى مجموعاتها القصصية.. كانت لـدنيا سمحى، صاحبة مجموعة قصصية بعنوان «الفيبرو» حكاية مع الكتابة. فضت «دنيا» غرابة العنوان فى الصفحات الأولى منوهة أن اسم المجموعة القصصية يرجع لـ«الفيبرولوجيا»، وهو مرض يجمع بين الآلام النفسية والجسدية، للأشخاص الذين يعانون بصمت، حيث إن أبطال المشاهد يعانون بصمت، ولا يتحدثون إلا لطبيبهم النفسى القادم حديثًا لمنطقهم. عن المجموعة القصصية تقول «دنيا»: «فكرة المجموعة أن لكل واحد معاناة، بشكل جسدى أو نفسى حسب التجربة، لكنها بالنهاية معاناة، وأنا لا اعتبرها رواية مثلما كُتب على الغلاف، لكنها قصص قصيرة، يربطها دكتور نفسى واحد يستمع لمجموعة من الحالات فى 30 مشهدًا». كتبت دنيا فى قصتها 29 مشهدًا فقط، وتركت المشهد الأخير للقارئ يضع فى قصته، المشاهد جميعها من وحى الشارع ومواقفه اليومية، التى تؤدى لاكتئاب الكثيرين.. لافتة إلى أن الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، هو كاتبها المفضل، بسبب غموضه وسلاسته بالوقت نفسه، إضافة لتعبيره عن الواقع بشكل كبير جدًا. كان من المفترض نشر مجموعتها القصصية فى الدورة السابقة لمعرض الكتاب وتقول: «لم يحالفنى الحظ بالنشر وقتها، لاسيما أننى رأيت أن الكتاب يحتاج بعض التعديلات من وجهة نظرى، إضافة لعدم استجابة دور النشر لمراسلاتى، حيث رفضت دور كثيرة النشر، لأن ليس لدى خبرة سابقة أو أعمال سابقة يستندون عليها، أو عمرى، أو مشاهد لا تتناسب مع سياستهم، أو عدم رد دور أخرى، وهو ما تسبب لى بإحباط كبير، حتى تواصلت مع دار اسكرايب للنشر.. وكتب لقصصى الخروج إلى النور».
نــــــون
كانت المرة الأولى لنور الله إسماعيل مع القلم والورقة منذ 6 سنوات، حين كانت بالعام الأخير بالمرحلة الإعدادية قائلة «استمريت لمدة 6 سنوات فى كتابة الشعر، كتبت عدة قصائد، وشاركت بمسابقة ساقية الصاوى وحصدت المركز خامس، كان عمرى 17 عاما وقتها، لكننى قررت أن أبدأ فى كتابة النثر واتجهت للسوشيال ميديا والترويج لكتاباتى». كان هشام الجخ قدوتها فى الكتابة، وهو ما جعلها تتجه للكتابة بشكل عام، والشعر بشكل خاص، أما رحلتها مع النثر بدأت فى مرحلة الثانوية العامة «منذ بداية كتابتى للنثر، بدأت فى كتابة القصص، وأتطور بها، إضافة لأدب الرسائل، نشرت بعضها وبعضها لم يُنشر، ومنذ عام، قررت تجميع ما كتبت، ووصلت لـ8 قصص، على مدار العام، وأضفت بعض القصص لإطلاق أول مجموعة قصصية لى» «19نون» الاسم الذى تحمله المجموعة القصصية، وهى عبارة عن 19 قصة، كل قصة سياق منفصل، تتضمن حوارًا وشخصيات وأسلوبًا سرديًا مختلفًا، بين الحب والفراق والسياسة والرعب: «اخترت الاسم لأن رقم 19 هو عمرى، وأحببت أن تكون المجوعة توثيقا لعمرى، وحرف النون يرجع لبعض التفاصيل بالقصص».
نار الشتاء
زينب الخطيب، صاحبة الـ19 عاما طالبة بالفرقة الثانية بكلية الآثار قسم الآثار اليونانية والرومانية جامعة القاهرة، اتخذت من العقاد وشوقى والرافعى مثلًا أعلى لها. تُشارك زينب للمرة الأولى فى المعرض هذا العام بكتاب تحت عنوان «نار الشتاء»، والذى يتحدث عن الحروب وعواقبها، ومعاناة الشعب من خسارة للأهل والمسكن. بدأت زينب قصتها مع الكتابة من تشجيع والديها وصديقاتها، حيث رافقها والدتها فى مشوارها حتى خلال توقيع عقد دار النشر، إضافة للنقد الإيجابى من أصدقائها. كانت زينب تتابع - بحكم حبها للقراءة والأدب - دور النشر، فعلمت من إحدى صديقاتها عن فتح دار الزيات المجال لمتقدميها لنشر القصص القصيرة، وعبرت عن سعادتها البالغة بالمشاركة فى المعرض هذا العام بكتابها «نار الشتاء» قائلة: دائمًا ما كنت أخاف من المواجهة مع الجمهور، حتى وإن كانت بنشر قصةٍ ما كتبتها على مواقع التواصل الاجتماعى وأكتفى بعرضها على المقربين منى، ولكن زال الخوف بعد قبول نشر قصتى بدار الزيات، وأتابع الآن من الكتاب الجدد: حنان لاشين وخولة حمدى، وأتمنى أن أترك بصمة لامعة سواء فى مجال دراستى أو تحقيق حلمى فى التأليف».
مازال حاضرًا
«إعلان عن قلب وحيد» كانت المجموعة القصصية الأولى للكاتب الشاب محمد خليفة، حلم انتظره على مدار سنوات، لكن لم تسعفه الفرحة على أى حال ولقى مصرعه فى بداية اليوم الأول للمعرض. لم يُكتب لموهبته الكمال، ولكن كُتب لمجموعته القصصية النجاح غير المتوقع، عقب نبأ الوفاة، فلم تتمكن دار النشر من ملاحقة الزوار، الآتين خصيصًا لزيارة المعرض لشراء مجموعته القصصية الأولى، وكأنه تعويض السماء له عما عاناه خلال حياته ومنحه الموت فرصة ليعرفه القراء.
مجلة روزاليوسف
بين الاحتفاء بإصدارات الكتب الجديدة والسخرية من كتب مشاهير السوشيال ميديا.. هناك من يخطو أولى خطواته فى عالم النشر والكتابة.. ومشاريع فى الكتابة لم تكتمل بعد.. يقدم أصحابها أنفسهم للجمهور لأول مرة، بمجموعات أدبية تستحق القراءة كعمل أول
لصاحبه. من خلال عدد من الأعمال الأدبية الأولى لأصحابها.. نتعرف على تطلعات كتابها فى المستقبل.. وعلى الطريق الذى قادهم للنشر.. بجانب انطباعاتهم عن معرض الكتاب كقارئ وككاتب للمرة الأولى.
رواية وقصة
«أتمنى أن تلمس كتاباتى قلوب القراء.. وأن أضع بصمتى داخل قلوبهم ودفعهم لتغيير شىء ما.. وليس مجرد سرد لقصة وتقضية وقت فراغ» كانت هذه كلمات مريم أحمد، صاحبة العشرين عامًا، طالبة فى كلية الإعلام بأكاديمية الشروق، والتى تشارك فى معرض الكتاب هذا العام للمرة الأولى برواية «تركتنى» ومجموعة قصصية بعنوان «الصندوق الأسود». قررت مريم مناقشة بعض المشاكل الاجتماعية فى روايتها.. بينما خصصت مجموعتها القصصية لسرد المشاكل العاطفية لدى الشباب. تقول مريم: «سعيدة للغاية بأول تجاربى فى النشر، وكنت أسعى دائمًا للتقدم وتحقيق حلمى بمساندة أمى وجدتى وصديقتى» وعن معاناة النشر للمرة الأولى تقول «ترددت كثيرًا على دور النشر التى تهتم بنشر كتب للمبتدئين وقوبلت بالرفض عدة مرات إلى أن قدمت لى دار الزيات يد العون.. ما جعلنى أؤمن أكثر بموهبتى وحلمى». ارتداء معطف الكاتب لم يكن سهلًا بالنسبة لمريم، فكثيرًا ما سمعت ممن حولها جملة « لن تستطيعى.. أنت صغيرة على الكتابة» ولكن لم تزدها تلك الكلمات إلا إصرارًا لإثبات ذاتها، وتجاهلت كل الكلمات المحبطة لتحقيق هدفها.
حارة الفيبرو
من كتابة الخواطر فى المرحلة الإعدادية وحتى نشر أولى مجموعاتها القصصية.. كانت لـدنيا سمحى، صاحبة مجموعة قصصية بعنوان «الفيبرو» حكاية مع الكتابة. فضت «دنيا» غرابة العنوان فى الصفحات الأولى منوهة أن اسم المجموعة القصصية يرجع لـ«الفيبرولوجيا»، وهو مرض يجمع بين الآلام النفسية والجسدية، للأشخاص الذين يعانون بصمت، حيث إن أبطال المشاهد يعانون بصمت، ولا يتحدثون إلا لطبيبهم النفسى القادم حديثًا لمنطقهم. عن المجموعة القصصية تقول «دنيا»: «فكرة المجموعة أن لكل واحد معاناة، بشكل جسدى أو نفسى حسب التجربة، لكنها بالنهاية معاناة، وأنا لا اعتبرها رواية مثلما كُتب على الغلاف، لكنها قصص قصيرة، يربطها دكتور نفسى واحد يستمع لمجموعة من الحالات فى 30 مشهدًا». كتبت دنيا فى قصتها 29 مشهدًا فقط، وتركت المشهد الأخير للقارئ يضع فى قصته، المشاهد جميعها من وحى الشارع ومواقفه اليومية، التى تؤدى لاكتئاب الكثيرين.. لافتة إلى أن الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، هو كاتبها المفضل، بسبب غموضه وسلاسته بالوقت نفسه، إضافة لتعبيره عن الواقع بشكل كبير جدًا. كان من المفترض نشر مجموعتها القصصية فى الدورة السابقة لمعرض الكتاب وتقول: «لم يحالفنى الحظ بالنشر وقتها، لاسيما أننى رأيت أن الكتاب يحتاج بعض التعديلات من وجهة نظرى، إضافة لعدم استجابة دور النشر لمراسلاتى، حيث رفضت دور كثيرة النشر، لأن ليس لدى خبرة سابقة أو أعمال سابقة يستندون عليها، أو عمرى، أو مشاهد لا تتناسب مع سياستهم، أو عدم رد دور أخرى، وهو ما تسبب لى بإحباط كبير، حتى تواصلت مع دار اسكرايب للنشر.. وكتب لقصصى الخروج إلى النور».
نــــــون
كانت المرة الأولى لنور الله إسماعيل مع القلم والورقة منذ 6 سنوات، حين كانت بالعام الأخير بالمرحلة الإعدادية قائلة «استمريت لمدة 6 سنوات فى كتابة الشعر، كتبت عدة قصائد، وشاركت بمسابقة ساقية الصاوى وحصدت المركز خامس، كان عمرى 17 عاما وقتها، لكننى قررت أن أبدأ فى كتابة النثر واتجهت للسوشيال ميديا والترويج لكتاباتى». كان هشام الجخ قدوتها فى الكتابة، وهو ما جعلها تتجه للكتابة بشكل عام، والشعر بشكل خاص، أما رحلتها مع النثر بدأت فى مرحلة الثانوية العامة «منذ بداية كتابتى للنثر، بدأت فى كتابة القصص، وأتطور بها، إضافة لأدب الرسائل، نشرت بعضها وبعضها لم يُنشر، ومنذ عام، قررت تجميع ما كتبت، ووصلت لـ8 قصص، على مدار العام، وأضفت بعض القصص لإطلاق أول مجموعة قصصية لى» «19نون» الاسم الذى تحمله المجموعة القصصية، وهى عبارة عن 19 قصة، كل قصة سياق منفصل، تتضمن حوارًا وشخصيات وأسلوبًا سرديًا مختلفًا، بين الحب والفراق والسياسة والرعب: «اخترت الاسم لأن رقم 19 هو عمرى، وأحببت أن تكون المجوعة توثيقا لعمرى، وحرف النون يرجع لبعض التفاصيل بالقصص».
نار الشتاء
زينب الخطيب، صاحبة الـ19 عاما طالبة بالفرقة الثانية بكلية الآثار قسم الآثار اليونانية والرومانية جامعة القاهرة، اتخذت من العقاد وشوقى والرافعى مثلًا أعلى لها. تُشارك زينب للمرة الأولى فى المعرض هذا العام بكتاب تحت عنوان «نار الشتاء»، والذى يتحدث عن الحروب وعواقبها، ومعاناة الشعب من خسارة للأهل والمسكن. بدأت زينب قصتها مع الكتابة من تشجيع والديها وصديقاتها، حيث رافقها والدتها فى مشوارها حتى خلال توقيع عقد دار النشر، إضافة للنقد الإيجابى من أصدقائها. كانت زينب تتابع - بحكم حبها للقراءة والأدب - دور النشر، فعلمت من إحدى صديقاتها عن فتح دار الزيات المجال لمتقدميها لنشر القصص القصيرة، وعبرت عن سعادتها البالغة بالمشاركة فى المعرض هذا العام بكتابها «نار الشتاء» قائلة: دائمًا ما كنت أخاف من المواجهة مع الجمهور، حتى وإن كانت بنشر قصةٍ ما كتبتها على مواقع التواصل الاجتماعى وأكتفى بعرضها على المقربين منى، ولكن زال الخوف بعد قبول نشر قصتى بدار الزيات، وأتابع الآن من الكتاب الجدد: حنان لاشين وخولة حمدى، وأتمنى أن أترك بصمة لامعة سواء فى مجال دراستى أو تحقيق حلمى فى التأليف».
مازال حاضرًا
«إعلان عن قلب وحيد» كانت المجموعة القصصية الأولى للكاتب الشاب محمد خليفة، حلم انتظره على مدار سنوات، لكن لم تسعفه الفرحة على أى حال ولقى مصرعه فى بداية اليوم الأول للمعرض. لم يُكتب لموهبته الكمال، ولكن كُتب لمجموعته القصصية النجاح غير المتوقع، عقب نبأ الوفاة، فلم تتمكن دار النشر من ملاحقة الزوار، الآتين خصيصًا لزيارة المعرض لشراء مجموعته القصصية الأولى، وكأنه تعويض السماء له عما عاناه خلال حياته ومنحه الموت فرصة ليعرفه القراء.
مجلة روزاليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق