⏪⏬
تخيَّلوا لو أنَّنا وُلِدْنا منْ جذرِ شجرةٍ..
سنكونُ أغصانًا لها،
نتزاحمُ ونتعاركُ لالتماسِ الضَّوءِ،
يشتدُّ عودُنا ونُعانقَ الفضاءَ الواسعَ
أعتقدُ أنَّني كنتُ غصنًا في أسفلِ منظومةِ نموٍّ
تنتهجُها الأشجارُ لتحافظَ على اخضرارِها.
ما زلتُ أحثُّ السَّيرَ على هذا الجذعِ الضَّخمِ،
لأصلَ إلى كُوَّةِ ضيِّقةٍ مِنَ الضَّوءِ، تجاهلتْها الأغصانُ
في مسعىً منها للولوجِ إلى قُبَّةِ الضِّياء.
تلكَ الأغصانُ الجامِحَةُ أغفلتْها عمدًا رأفةً بي،
على اعتبارِ أنَّني كنتُ فيما مضى إنسانًا،
وهذه تكفيني لأحافظَ على استمراريَّتي بالحدودِ الدُّنيا
وهكذا بقيتُ شاحبًا على مدارِ الفصولِ،
لمْ أعرفْ ربيعًا ولا صيفًا ولا حتى شتاءً،
كلُّ امتدادي على هذا الجذعِ الصَّعبِ المراسِ، كان خريفًا أصفرَ الوجهِ، كموتٍ يوشكُ أنْ يستنسخَ موتًا آخرَ.
كان عليَّ أنْ أسرقَ اللونَ الأخضرَ كي لا أبدوَ خارجَ السِّربِ،
أو أنْ أنجحَ في اختطافِ قناعِ Jim Carrey الأخضر، التقطتُهُ في آخِرِ مشهدٍ مِنْ فيلم The Mask قبلَ أنْ يرميَهُ، وتبتلعَهُ مياهُ النَّهرِ،
وها أنا اليومَ أرتديهِ لأصعدَ سُلَّمَ الضَّوءِ،
وأعانقَ زرقةَ السَّماءِ، كباقي الأغصانِ،
لكنَّني لن أترشَّح للأوسكار؛ فما أتقنتُهُ على مدارِ الفصولِ
لا علاقةَ لهُ بالمؤثِّراتِ البصريَّةِ التي تَرَشَّحَ لأجلِها.
ما أجدتُ في حياتي السَّابقةِ كغصنٍ أصفرَ، أو تلكَ التي سبقتْها حينَ وُلِدْتُ مِنْ رحمِ أمِّي، سوى الصُّراخ،
ولجانُ التّحكيمِ العربيَّة صَمَّاء لا تُقيمُ وزنًا للمؤثِّراتِ السَّمَعِيَّةِ.
-
*ريتا الحكيم
تخيَّلوا لو أنَّنا وُلِدْنا منْ جذرِ شجرةٍ..
سنكونُ أغصانًا لها،
نتزاحمُ ونتعاركُ لالتماسِ الضَّوءِ،
يشتدُّ عودُنا ونُعانقَ الفضاءَ الواسعَ
أعتقدُ أنَّني كنتُ غصنًا في أسفلِ منظومةِ نموٍّ
تنتهجُها الأشجارُ لتحافظَ على اخضرارِها.
ما زلتُ أحثُّ السَّيرَ على هذا الجذعِ الضَّخمِ،
لأصلَ إلى كُوَّةِ ضيِّقةٍ مِنَ الضَّوءِ، تجاهلتْها الأغصانُ
في مسعىً منها للولوجِ إلى قُبَّةِ الضِّياء.
تلكَ الأغصانُ الجامِحَةُ أغفلتْها عمدًا رأفةً بي،
على اعتبارِ أنَّني كنتُ فيما مضى إنسانًا،
وهذه تكفيني لأحافظَ على استمراريَّتي بالحدودِ الدُّنيا
وهكذا بقيتُ شاحبًا على مدارِ الفصولِ،
لمْ أعرفْ ربيعًا ولا صيفًا ولا حتى شتاءً،
كلُّ امتدادي على هذا الجذعِ الصَّعبِ المراسِ، كان خريفًا أصفرَ الوجهِ، كموتٍ يوشكُ أنْ يستنسخَ موتًا آخرَ.
كان عليَّ أنْ أسرقَ اللونَ الأخضرَ كي لا أبدوَ خارجَ السِّربِ،
أو أنْ أنجحَ في اختطافِ قناعِ Jim Carrey الأخضر، التقطتُهُ في آخِرِ مشهدٍ مِنْ فيلم The Mask قبلَ أنْ يرميَهُ، وتبتلعَهُ مياهُ النَّهرِ،
وها أنا اليومَ أرتديهِ لأصعدَ سُلَّمَ الضَّوءِ،
وأعانقَ زرقةَ السَّماءِ، كباقي الأغصانِ،
لكنَّني لن أترشَّح للأوسكار؛ فما أتقنتُهُ على مدارِ الفصولِ
لا علاقةَ لهُ بالمؤثِّراتِ البصريَّةِ التي تَرَشَّحَ لأجلِها.
ما أجدتُ في حياتي السَّابقةِ كغصنٍ أصفرَ، أو تلكَ التي سبقتْها حينَ وُلِدْتُ مِنْ رحمِ أمِّي، سوى الصُّراخ،
ولجانُ التّحكيمِ العربيَّة صَمَّاء لا تُقيمُ وزنًا للمؤثِّراتِ السَّمَعِيَّةِ.
-
*ريتا الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق