اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مقتطف من رواية " قلب الليل " لـ نجيب محفوظ

⏪⏬
تُعتبر رواية “قلب الليل” للكاتب المصري وأديب نوبل “نجيب محفوظ” واحدة من أجمل ما كتب في السبعينات، فهي رواية فلسفية رمزية، حكى فيها عن بطلها “جعفر الراوي” رحلته في اكتشاف ماهيته من الكبت إلى الحرية، ومراحل الحرية معه وأنواعها،
والصراع النفسي الأبدي بين غرائز الانسان وعقله، وأيهما يسود الآخر وأيهما ينتصر في النهاية.

نجيب محفوظ مؤلف وكاتب روائي عربي، له العديد من الروايات المشهورة والمترجمة إلى عدة لغات. وهو العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل للآداب.

نبذة مطولة

– ترفض نعمتي!

– أرفض القهر ولو كان منك!

– أنت عاق، تخون الجمال والنقاء في سبيل ماذا؟

– الحرية.

– الدم، التشرد، الهواء النقي.

– إنه الجنون الذي يخرج به الممسوسون من بيتي العتيق.

– النعيم الحق في الجنون، أريد الحب والجنون والقتل.

مراجعات | قلب الليل - أبجدقلب الليل ومحاكاة نجيب محفوظ لقصة الخلق

مات أبو “جعفر” وهو في الرابعة، توفيت أمه وهو في السادسة، فاكتشف أن له جد من أبيه، هو “الراوي” الأكبر الثري المالك لوقف كبير بمثابة قصر. اكتشف أيضًا أن جده طرد أبوه لزواجه من فقيرة بلا نسب مرموق، رأى في ذلك عصيانا له. (في إشارة لطرد آدم من جنة الرب).

يشير “نجيب محفوظ” إلى الإله في شخصية الراوي الجد. فالإنسان عنده نوعان إنسان عادي وإنسان إلهي؛ لتنال قبوله واستحسانه لا بد أن تكون من النوع الإلهي. فلسفته في الحياة أن تحبس نفسك في سجنه تلغي كيانك؛ ليذوب بكيانه. تقهر شهواتك وتكبح كل حرية لك. أن تتبع ما يريد هو ليس ما يريده جعفر حفيده. فرض عليه الدراسة في الأزهر وقيده بالدين وكبح جماح غرائزه وشهواته ليكن في نظره إلهيًا مطيعًا مقهورًا حبيسًا.

الحرية هي كبح غرائز الإنسان أم عبوديته لتلك الغرائز!

ظهرت “مروانة” راعية الغنم التي شعر منذ لمحها أنه إنسان ميت. دبت فجأة فيه الروح فحركت كل شهواته المكبوتة وغرائزه المدفونة. عصف بجده وبحياته في الأزهر وبدراسته والوقف والحياة الثرية. تخلى عن كل ذلك مقابل زواجه منها ظنًا بذلك أن تلك حريته التي وجدها أخيرًا واستحالة أن يفرط فيها. تزوج منها ليُشبع غريزته الجنسية وما إن تحققت تلك الرغبة حتى سئم منها واكتشف أنه لم يحبها بل أحب جنونه معها، أحب لحظة التمرد التي حرمه منها جده.

اكتشاف جعفر لنوع آخر من الحرية

مرت الأيام حتى قابل “هدى صديق” سليلة الحسب والنسب التي تكبره بعشرة سنوات المثقفة الواعية وما إن لمحها حتى اكتشف حاجته إليها. تزوجها فتعرف على نوع آخر من الحرية، ولكنها الحرية المضيئة الواعية. حرية العقل والإيمان بالقلب، وليست حرية الجسد كمروانة زوجته الأولى.

درس عندها الحقوق والقانون والفلسفة وعلم النفس والاجتماع وشتى العلوم الإنسانية حتى تكون لديه وعي خاص. تعرف به على هبة الله الإلهية للإنسان ألا وهي العقل الذي وصل به إلى الحقيقة.

مأساة الإنسان العامة عند محفوظ في الرواية

توصل “جعفر” إلى معنى الحرية العميق المضيء في عقله، ورغم ذلك وقعت المأساة العامة الكبرى منذ بدء الخليقة وهي الصراع بين العقل والغرائز وسيظل هذا الصراع محتدمًا حتى يعلو صوت أحدهما على الآخر. فإن غلب العقل وتراجعت الغرائز نحو الفناء فاز، وإن حدث العكس خسر. تمامًا مثلما حدث مع جعفر ومع الإنسان الأول منذ قديم الأزل في تاريخ الإنسانية.

تمر الأحداث حتى انتهى جعفر من دراسة الحقوق وفتح مكتبًا خاصًا فتعرف فيه على “سعد كبير” السياسي الواعي المثقف. تعرف من خلاله على مآرب آخرى للوعي وفتح أمام العقل بحرًا عميقًا لم تطأه القدم يومًا.

في البداية حاول الجسد هروبًا من السياسة؛ لصعوبتها وتعقيدها لكن أبى صوت العقل استسلامًا. عرف الليبرالية والشيوعية والفوضويية والسلفية الدينية والفاشستية وغيرهم حتى كون نظرية خاصة به قائمة على الجمع بين المتناقضات. عرض فيها تاريخ المذاهب السياسية والاجتماعية من الإقطاع حتى الشيوعية ثم كتب مشروعه السياسي الجديد الذي ركز فيه على ثلاث ركائز الفسلفي والاجتماعي وأسلوب الحكم.

“الفلسفي فمتروك لاجتهاد المريد له الحرية فيما يعتنق مادية أو روحية أو حتى صوفية أما الاجتماعي شيوعي في جوهره يقوم على الملكية العامة والغاء الملكية الخاصة والتوريث والمساواة الكاملة وأخيرًا أسلوب الحكم فديمقراطي يقوم على تعدد الأحزاب وفصل السلطات وضمان كافة الحريات -عدا حرية الملكية- والقيم الإنسانية”.

انتصار غرائز الإنسان على عقله وتكراره مأساة الإنسان الأبدية

اختلف “جعفر” مع “سعد” اختلافًا داميًا حتى قتله ودخل السجن. تلك كانت مأساته الخاصة التي بها تنتهي رحلته في البحث عن ماهية ذاته واكتشاف حقيقتها واكتشاف مآرب وعيه وعقله وحريته.

مأساته التي تنتهي أيضًا بانتصار الغرائز رغم وجود العقل. خرج من السجن مريضًا فقيرًا بنصف بصر بلغ من العمر أرذله شريدًا وحيدًا. ماتت هدى وسافر أولاده إلى المنيا ولا يعرف عنهم ولا عن مروانة شيئًا، حتى جده مات وصديقه الوحيد شكرون سافر المغرب.

خرج ليجد الوقف تحول إلى خرابة كبيرة. حجزت عليها الدولة بحجة عدم وجود وريث للراوي ولكن يظهر جعفر ليروي للموظف كل تلك الأحداث؛ ليثبت حقه في وراثة الوقف أو بالأحرى الخرابة التي صار عليها.

رموز نجيب محفوظ في رواية قلب الليل

أرى في تسمية الرواية “قلب الليل” سوداوية النهاية التي وصل إليها الإنسان بعدما كرمه الله بالعقل. كما يتجلى الربط الجميل بين عنوان الرواية وآخر جملة في الروايةعندما تطن رأس الموظف “بحديث الليل الطويل”.

حكى “نجيب محفوظ” الرواية كاملة في صورة حوار بين جعفر وموظف الأوقاف، فيه دارت كل أحداثها، وظهرت شخوصها من الجد الراوي (رمز للإله) إلى جعفر الباحث عن الحقيقة ومروانة (رمز الشهوات والغرائز) وهدى (رمز العقل) وشكرون الصديق والموظف الذي ظهر كمتلقي فقط لحكاية جعفر.

رواية “قلب الليل” تحاكي علاقة الإنسان بربه. كما تمثل صراعات الإنسان مع الغرائز والعقل هذا الصراع الأبدي وهل وصله للرب الخالق أم لا. لم يقدر في النهاية على الكفر بوجوده رغم انتصار غريزة الغيرة لديه على نعمة العقل.

يجيد “نجيب محفوظ” لعبة التناص مع حياة الأنبياء وحياة الإنسان منذ بدء الخليقة وعلاقته بربه وجدلية وجوده من عدمها. يجيد تلك اللعبة في كل رواياته تقريبًا كالشحاذ والحرافيش وأولاد حارتنا وغيرهم.

أسئلة ستُعيد طرحها عليك الرواية

تُعيد رواية “قلب الليل” على ذهنك أسئلة كنت تحسب أنك تفهم معانيها مثل: ما رؤيتنا نحو الإيمان بالله؟ ما علاقتنا به؟ ما هي الحرية وإلى أي مدى يعتبر الإنسان حرًا؟ وما هي العبودية وإلى مدى يعتبر الإنسان عبدًا؟ هل للعقل السُلطة العليا للإنسان الحقيقي؟ هل يقدر العقل أن يصل للإله؟ هل نستطيع أن نؤمن دون رؤية؟ ما الإيمان في الأصل؟ هل مصدره القلب أم العقل؟ الكثير من الأسئلة تعصف بذهنك وأنت تقرأ رواية “قلب الليل”.

عند الحديث عن “نجيب محفوظ” فلا يجب الدخول إلى عناصر الرواية، فهو الأستاذ الذي نتعلم منه فنها ودواخلها؛ فلذلك حبكة الرواية لا غبار عليها، والشخصيات مرسومة رسمًا مجسدًا احترافيًا بتعقيداتها بدواخلها بخلجاتها. فستبقى سر محفوظ الأعظم الذي نحاول التعرف عليه. وكيفية إجادة التجسيد للدواخل بمنتهى الدقة وتشريح كل شخصية تشريحًا نفسيًا. سيبقى النجيب لغزًا وحيرةً دائمة وعصفًا كبيرًا لأذهاننا بأعماله وأسئلته التي هي أسئلة كل مفكر باحث عن الحقيقة.
ــــــــــــــ
➤نجيب محفوظ
روائي وكاتب ولد عام 1911، في مصر, القاهرة (وتوفي عام 2006)


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...