اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قطرة ماء ...*للكاتب المكسيكي إدمُوندُو دُومينغِيسْ أرَاغُونِيسْ

⏪⏬
قطرة ماء تنحدر على جبهتي، قطرة واحدة، لم أتذوق طعمَها لأنها لم تصل إلى شفتي، القطرة صفيقة وثقيلة، الحاجب الأيسر يقف حائلاً دون انحدارها ونزولها نحو الفم، هناك تستقر برهة لتزيد من عذابي.

القطرة بدأت تفقد حجمَها الأصلي، عند الصباح أجدها فوق مدمعي ناحية خدي الأيسر، قريبةً من قوس أنفي، ثم تزداد انحداراً نحو الشارب الذي نما بشكل طبيعي. عند هذا الحاجب الآخر تستقر، ثم سرعان ما تنزلق نحو الشفتين، أتذوق طعمَها القلوي، إنه طعم لا يصعب على المرء استذكارَه واستحضاره.
أشعر بظمأٍ شديد سرعان ما تحول إلى عطشٍ، ثم إلى ظمأ أو صَدَى، أو هُيام، القَطرة لا تحل المشكلة، إنها تذكرني فقط بجرعة تملأ الفمَ والشدقيْن، هناك فى هذه الصحراء القاحلة ذات الرمال الناعمة والدقيقة التي تتكاثر، وتتحرك والتي تكون هذا العالمَ اللامحدود الذي يحيط بي. أشتاق إلى تدفق فوار من حنفية مفتوحة على مداها لأرتوي، وأشفي غليلي من هذا العطش القاتل.
العطش يثير فينا ردودَ فعلٍ متباينة، له تأثير بليغ على تفكيرنا، ونظرنا، الفمُ يصبح شبيهاً بقطراته، وليس هناك سوى فكرة واحدة مُستقرة، وثابتة، وملحة تتركز أساساً في هذا السراب الممتد أمام ناظري، وهذه الفكرة تحاول إقناعي عبثاً أن هذا السراب اللامع الذي يتراءى أمامي إنما هو واحة حقيقية.
أتململ، أتمايل، أتجرجر، وأجتر عبر الرمال، أعرف مسبقاً أن هذه البحيرة السراب التي تتراءى للعطشان فى الفلاة سوف تبدأ فى الابتعاد عني كلما دنوتُ منها، أعض الرمالَ لعلي أتذوق البللَ الذي فيها، فتزيد من حدة عطشي، أشعر بنوع من الهذيان .القطرة التي شعرتُ بها على جبهتي، هل كانت إعلاناً أو إيذاناً بمطر؟ هكذا خُيل لي. الآن تراني أتساءل: هل كان ذلك الشعور حقيقياً أم وهمياً؟ إذن ما هذه الخثرات المُشعة التي تشبه الأحجارَ الكريمة المتلألئة؟ إنني أتحسسها، أشعر بها، أتذوقها.. إنها مائية، زلالية، سائلة، سلسبيلية، منحدرة، منهمرة.. إنه الماء إذن، إنه الخلاص، إنه الإنقاذ، قطرةٌ واحدة تنحدر على جبهتي، إنها ما فتئت، تسيل وتسيل، وتتدحرج، وتتدحرج، وتنزل وتنزل.

*من مواليد 1938 في إسبانيا، من عائلة مناصرة للجمهوريين، هاجر خلال الحرب الأهلية الإسبانية لاجئاً إلى المكسيك واستقر فيها حتى وافته المنية فيها عام 2014، من أعماله: «كلمتان» و«أييندي الشجاع»، و«الحياة لا تنتهي فى مارس»، و«لبنة الغُراب»و»كل السنين شهر»، و«الفيلة خائفة» و«الوحـــش ذو الجلد المصبوغ».

*ترجمها عن الإسبانية محمد محمد الخطابي
٭ كاتب ومترجم من المغرب
عضو الأكاديمية الإسبانية- الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوتا- كولومبيا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...