اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مسارات التجريد في أعمال التشكيلي المغربي رشيد بكار ...*إبراهيم الحَيْسن



المنجز التشكيلي في المغرب: صحوة جمالية أم حداثة معطوبة؟ | القدس العربي
⏪⏬
منذ فترة غير قصيرة، بدأ التشكيلي المغربي رشيد بكار ينفذ لوحات صباغية تجريدية، أحدوثية بمعنى ما، ملأى بآثار ورشمات وتخطيطات سريعة، تغني مساحات وكتلا لونية عابقة بحضور بصماتي وغرافيكي مؤسَّس على إمكانية تعدُّد القراءات والتأويلات
المرئية. في أعماله الصباغية آثار لونية محجوبة، وأخرى شفيفة وضَّاءة تتبادل المواقع على إيقاع غرافيكي لا يخلو من تخطيطات شاعرية، تطمح إلى المطلق وبلوغ النهايات، إذ لا حدود تحصرها. فهي خطوط متحرِّرة، مندفعة ومتدفقة بدينامية لونية تفتح أمام المتلقي خيارات متعدِّدة من الإدراك الحسِّي والبصري.. هذه هي لعبة الفنان بكار وأفقه التعبيري، الذي يسعى بواسطته لأن تكون لوحاته مفعمة بتوليفات صباغية شبه منفعلة، يحيا فيها الأثر بأنفاس لونية تستعير طابعها الجمالي من حدس الفنان وفهمه لسرائر المواد والخامات، التي يستعملها في تشكيل اللوحة، مع ما يرافق ذلك من أشكال العمل المكثف داخل المرسم.
مسارات التجريد في أعمال التشكيلي المغربي رشيد بكار | القدس العربي
وبمجرَّد ما يضع الفنان يده على القماش، يشرع في التشكيل، لكنه لا يدري كيف ومتى سينتهي، المهم أنه يشعر بالبداية، أليس «كل شيء يبدأ من نقطة صغيرة»، كما يقول فاسيللي كاندانسكي. ففي أعماله الفنية، الجديدة كما القديمة، تتحرَّك اليد والفكر وبينهما السند، قماش وورق وأحياناً خشب مسطح، في تلاؤم إبداعي يرسم مسارات التجريد الذي يُراهن عليه الفنان في التعبير والتشكيل.. بهذا الأسلوب التجريدي التعبيري، نجده يتبني الأثر ويتعقب ترسباته التي تتنوَّع فيها القيم البصرية الناتجة عن استعمال صبغات طبيعية ومصنَّعة، مطحونة ومعجونة، سميكة وخفيفة، كمسحوق الجوز، الحناء، دقيق الرخام، الأحبار، الأكريليك.. بما يمنح الأثر روحاً وحضوراً مدويّين في اللوحة، مع ملاحظة هي أن العنصر النباتي Floral ظلَّ يأخذ حيِّزاً وافراً ولفترات معيَّنة في هذه التجربة، لكن بهوية تشكيلية وليس تزيينية، إلى جانب خطوطيات مبهمة وكتابات غير مقروءة، في شكل تواقيع سريعة عصية على الفهم والاستيعاب. ويغذي هذه العناصر التعبيرية مَلْوَنَة الفنان Palette التي تتكثف فيها ألوان كثيرة، يتمُّ اختيارها بناءً على ما توحي به الذاكرة والمخيِّلة، ووفق التكوينات التجريدية المصمَّمة في الذهن، ومنها الأبيض، الأسود، الأزرق، الأخضر، الأحمر الياجوري، الرمادي.. إلى جانب ألوان ترابية لا تنفصل كثيراً عن البيئة المحلية، فضلاً عن استعمال كولاجات خفيفة، حسب الحتمية الإبداعية، وبعض التبقيعات والتبصيمات اللونية، اصطلاحية وأحادية، التي تترك حضورها في اللوحة في هيئة أشكال ظلية لعناصر عضوية، وأخرى ذائبة، في حضرة ألوان متدفقة بفعل السكب والرش..
هكذا، وبطريقة ما، يخيَّل لنا أن الفنان يلعب ويلهو، أو يسعى إلى توثيق يومياته بأشكاله وألوانه المفضلة، تيمُّناً بقول بابلو بيكاسو: «الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات». في هذه اليوميات تتضح معالم الاشتغال ويأخذ التجريد في بلوغ مساراته التي يرسمها الفنان، مع دعم ذلك بتخطيطات غرافيكية في أوضاع مختلفة، منفلتة وضاربة نحو كل الاتجاهات. فهذا الاشتغال المتعدِّد، جعل من العمل الفني اكتشافاً لخبايا اللون في تواشجه وانصهاره مع السند، وتعبيراً إراديّاً تحيا في ساحته الاستعارات والمجازات المرئية، لفائدة عناصر التشكيل المندمجة مع جسد اللوحة. من ثمَّ، تمسي العين تتلقى وفرة من الخطوط والأشكال الحدسية، الملوَّنة والمصاغة على إيقاعات تلوينية سريعة شديدة التأثير.. كما أن الكتل والمساحات العريضة صارت تأخذ جزءً كبيراً من المساحة الإجمالية للوحة، بل إنها تتحوَّل أحياناً إلى سند داخل السند يستوعب أشكال الخدش والكتابة العفوية المجرَّدة من أي دلالة لغوية.. هنا يبرز الفنان مثل موسيقي يُداعب آلته.. دائم الاشتغال ولا يخطط أو يضع «إسكيزات» مسبقة لتنفيذ لوحاته، التي تبدأ من حيث تنتهي أخرى.. طقوسُ وطريقة عمله صارت مألوفة، وهي مرتبطة بالأرض، وقد عاينت ذلك قبل سنوات في مرسمه الصغير في العطاوية، التي تقع ضواحي مدينة مراكش شرقاً، وهي بلدة تحتوي على رصيد مهم من أشجار الزيتون التي تبدو أوراقها حاضرة في بعض لوحاته رمزيّاً وبشكل مختزل..
هو ذا الفنان رشيد بكار حركيّ لا يهدأ، نجده تارة يوقع لمسات لونية عريضة تحتل مركز العمل الفني..وتارة أخرى يترك العنان لليد لتتحرَّك ولترسم خطوطاً سابحة بشكل فعلاني (أفقي في الغالب) ينتج عنه تدفق الألوان وانسيابها لتشترك مع باقي المفردات الأخرى في صناعة المعنى. فضلاً عن ذلك، فهو يسعى إلى تحرير اللون من سطوته وكثافته ليكون أشدَّ مرونة في تعزيز الرسم من خلال استثمار متروكات الصباغة والمواد التلوينية وتطويعها على نحو إبداعي لا يؤمن بالضيق والسكونية..
هكذا أقرأ لوحات هذا الفنان الذي يراهن على التجديد ومواصلة البحث والتجريب، معزَّزاً بخبرة فنية وافية وبمهارة إبداعية متقدة تجد صداها في التعبير الصباغي بميسميه الحديث والمعاصر، القريب من التجريد والبعيد عن التشخيص..

*ناقد تشكيلي من المغرب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...