شاركت الأديبة د. سناء الشّعلان -بوصفها ضيفة شرف- في فعاليّات الورشة التدريبيّة لمدرّسي العربيّة في المرحلة الثانويّة العليا في ولاية كيرالا الهنديّة التي نظّمتها دائرة المدارس الثّانويّة العليا في إدارة التّربية والتّعليم التّابعة لحكومة الولاية في الفترة الممتدّة بين
30/1/2020 إلى 8/2/2020 في رحاب جامعة "مهاراجاس إرناكلم" الهنديّة.
وذلك عبر مشاركة الكترونيّة تفاعليّة قدّمت الشّعلان فيها رؤيتها الشّخصيّة عن اللّغة العربيّة ومصائرها انطلاقاً من إيمانها العميق بأنّ معلّم اللّغة العربيّة المعوّل عليه في إنقاذ العربيّة من الموت والاندثار. وقد جاءت مشاركة الشّعلان بوصفها أديبة وأكاديميّة وأستاذة لآداب اللغة العربيّة ونقدها.
وقالت الشّعلان في معرض مشاركتها هذه: "...المعلّم وحده هو القادر على أن ينقذ اللّغة العربيّة من تيهها في صدور أبنائها القالين لها في كثير من الأحوال، وهو من يستطيع أن يردهّم إليها بعد طول جفاء وخصومة وجهل ونأي.
وفي الوقت ذاته الاستثمار في المعلّم في هذه الشّأن هو من يُعوّل عليه في بعث الحسّ القوميّ والوطنيّ والإنسانيّ والحضاريّ في نفس المتعلّم العربيّ جنباً إلى جنب مع إحياء انتمائه للغته وحضارته ومورثه.
وعندما نتكلّم عن المعلّم، فنحن نعني معلّم اللّغة العربيّة بالدّرجة الأولى بوصفه العرّاب الأخير للغة العربيّة، ومن ثم نعني المعلّم المربّي الذي يدرّس العلوم والآداب والفكر باللّغة العربيّة أيّاً كان حقل اختصاصه؛ فليس معلّم العربيّة وحده هو من يعلّم اللّغة باللّغة، وإنّما أيُّ معلّم في أيّ تخصّص كان يحتاج إلى اللّغة كي ينفذ عبرَهَا إلى العمليّة التّواصليّة الهدفِ الأوّلِ والأسمى من اختراع اللّغة وخلقِهَا في تاريخ البشريّة جمعاء؛ فإنّ كان معلّم العربيّة يعلّم اللّغة في مستواها الورديّ أو الأعلى، أيّ لغةُ الثّقافة والإبداع والأدب والفكر، فإنّ سائر المعلّمين يعلّمون اللّغة في مستواها التّواصليّ المعرفيّ، وهذا المستوى تتفرّع عنه العلومُ والمعارفُ في شتّى الضّروب والدّروب..."
وقد عبّر المشاركون من أساتذة اللّغة العربيّة للمرحلة الثّانوية العليا في كيرالا عن سعادتهم واعتزازهم بمشاركة الأديبة الشّعلان في فعاليّات ورشتهم التّدريبيّة التّباحثيّة الخبراتيّة هذه، وذلك بعد أن قُدّم تعريف كامل عنها وعن منجزها الإبداعيّ والأكاديميّ، ودورها المهمّ في خدمة العربيّة وأهلها، والارتقاء بها.
وتهدف الدّورة إلى تطوير قدرات والمدرسين في اللّغة العربيّة من معلميها الهنود في ولاية كيرالا، والتّعمّق في المعلومات عن النشاطات الأدبية التي تجري حول العالم، كما تهدف إلى تحفيزهم على البحث العلميّ في حقل الدراسات الأدبيّة في اللّغة العربيّة، واكتسابهم للمزيد من الطّرائق النّاجعة لتعليم اللّغة العربيّة وتعليمها.
وقد رحّب القائمون على الدّورة والمشاركون بها بالشّعلان بطريقتهم الخاصّة عبر صوت المعلّمة المنشدة "راسية/رضيّة" التي أنشدت على جمهور الحاضرين أنشودة مدحيّة جميلة من تأليفها عن الأديبة الشّعلان قالت فيها:" فؤادي قلبي يطير إليك حبيبة، متعتنا منك علوم كثيرة، نزلت علينا كمطر غزير. فرحنا كثيراً، وشكراً جزيلاً. ندعو الله لك يا كريمة. ندعو الله لك يا حبيبة، أيا رب أجمعنا معاً في الجنّة".
ويُذكر أنّه قد نسّق لهذه الورشة كلّ من: د. عبد المجيد من جامعة كليكوت، ود. هلال من الكليّة الحكوميّة ترور، ود. نوشاد من كليّة مهاراجاس إرنالكم، ود. سهيل من الكليّة الحكوميّة كاسركود، والسيد عبد الحميد، والسيد عبد الوهّاب، والسّيد فيروز، والسيد شهاب الدّين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق