⏪( في الحربِ تتقاتلُ الطوائفُ والمللُ والكلُ يموتُ على دينِ الخراب)
رحالةٌ أنا في أقاليمِ العدم
أستجدي ضرعَ اللاشيء
وأخرقُ هدنةَ الحقيقةِ
حين يستريحُ البارودُ
أطيِّرُ برقياتِ العزاءِ
لوردةٍ تشاغلتْ بحلمها
فنسيتْ خارطةَ المواسمِ
وركبتْ حافلةَ الذبولِ
في بلادٍ غامضةٍ كفنجانٍ مقلوب
أشجارُ التوتِ تبيعُ الملابسَ
وامرأةٌ تقبعُ في ممرِ حاجتها الإجباري
فيحسنُ أثرياءُ الحربِ تأويلها....
لمنْ تنصبونَ فخاخَ الهديلِ ومن صدري هجَ الحمامُ..
في سقفِ أحزاني كلُ مايرجو ذاكَ اليمامُ
موطئ عشٍ لنواحهِ
وأنا هنا:
كلما ماعلقَ المساءُ نجومه على مشجبِ السماء..
وسالَ على شفةِ القمرِ العليلِ دمُ الضياء
أبحثُ لجذركَ الضريرِ عن
عكازِ ماء..
محالٌ أن أقيمَ مأدبةَ الكلامِ بلا ملحِ حضورك
أو أن يخرجَ من تحتِ ركامِ قلبي طفلٌ لم تعجبهُ الإقامةَ في الموتِ..
إن لم يتماثلْ فالجُ ذاكرتكَ للشفاء.
إلى متى أظلُ أرشُ حنطةَ الأغاني لعصافيرِ الأملِ المخادع..
وأحتطبُ أجوبةً من غابةِ صمتكَ..
وأنتَ تواظبُ على تقاريركَ الكيديةِ بحقِ زيتونةٍ تقطرُ ترياقها في عينِ قنديلٍ أعشى
ولازالتْ ظباءُ ضحكاتكَ تجفلُ
كلما مرَّ الربيعُ بعشبِ وريدي...
جاء في الخبرِ العاجلِ:
خيولكَ الحبيسة تصكُ الصهيلَ غصات ندم
وجماهيرُ الفزاعاتِ تطالبُ بحقها في المواسمِ...
تتورمُ الشوارعُ بالجنازات....
وشرطةُ الهواجسِ تفرَّقُ مظاهرةً للموتى...
والموتى يتقاضونَ العتمةَ بالسعرِ المدعومِ
على البطاقةِ الذكيةِ..
الفراتُ الميتُ يتظاهرُ بالنوم وأطفالُ العطشِ يخرجونَ من عباءةِ الليلِ يتفقدونَ بللَ الكفن....
في هدنةٍ بين الشرقِ والغربِ
(حمورابي) يبحثُ عن كفة الميزان ويتسولُ
( كلاشينكوفاً)..
محلل سياسي بذيلٍ وربطةِ عنق:
يؤكدُ أن صرصرَ العواءِ
قد يشقُ وجهَ القمر...
وانحسارٌ ملحوظٌ لطوفانِ الدم تحتَ مظلةِ عصبةِ الأمم.
وأنا هنا:
في. الحلقةِ الأولى من مسلسلِ الليل لازلتُ
أنتظرُ شمسَ يقينكَ لتغسلَ فساتينَ الدروبِ
من ضبابِ الشبهاتِ
- إلى وطني مع خالص حزني.....
*سليمان أحمد العوجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق