اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الظل المستبشر | قصة قصيرة ...* لبنى المجيدي - الرباط

⏪⏬
ظل صغير يمشي مترنحا مخترقا كثافة بخار الغرفة الوسطى باتجاه الغرفة الساخنة، تحمل في يدها خرقة سوداء و عجين بني تفوح منه رائحة الورد والخزامى. توقفت عند شابة جميلة الوجه مشدودة الجسد ،لازالت تحتفظ بآثار خيوط الشمس على ظهرها . وانحنت
تدعك جسمها بعجين الصابون و تعتذر عن التأخر، تبرره وتستسمح الفتاة التي جمعت خصلات شعرها البني مثل زهرة فوق رأسها لتحرر رقبتها من قيود شعر غجري مجنون، كانت يد المرأة النحيلة المجعدة وسط الكيس الأسود تدفع بخفة ورشاقة في اتجاهات منظمة من جدع الفتاة لتقشر الجلد من خلاياه الميتة وتنشط حركة دورته الدموية. والماء ينزل قطرات متعبة من تجاعيد وجه يأسف غدر الزمان. استجابت الفتاة لدفقات المياه الساخنة بين يدي العجوز كدمية تقلبها يمينا وشمال لا تنبس بكلمة. واستمرت المرأة تتكلم دون توقف في مواضيع لا رابط بينها. وتمسح بكتفها العرق . تسرق نظرات خاطفة في جاراتها، وتعود في حركة خفيفة إلى الضغط على الخرقة السوداء لتحظى بسمعة طيبة بين "الطيابات" ولتقول اني لازلت قادرة على العمل فلا تفكروا في التخلص مني. هنا بيتي وهذه أرضي.
تساءلت إلى متى ستظل هذه العجوز المنهكة تعمل في ظروف غير صحية ، وتتحمل قذارات الشابات والعجائز مثلها مقابل بعض المال. ما قيمة الحياة !؟ وآه من كسرة عيونها وهي تنظر إلى بقية النساء اللواتي انشغلن بشطف شعورهم وتبتسم كطفلة، تخفي بيد جفت و فقدت كل معالم الأنوثة بقايا أسنان رحلت وبقيت بعض الشواهد تقول ها أنا ذا. ولما انتهت من عملها الذي تفننت فيه حتى تحظى برضا وكرم الزبونة، انصرفت مقوسة الظهر نحو أنبوب الماء الجامح الذي لم يتوقف عن الجريان ، ماء ساخن منهمر من أنبوب تغاظى مالك الحمام عن إصلاحه يشهد على آهاتها وبؤسها. حملت دلوين وجاءت بمثلهما وانصرفت راضية ومتمايلة نحو جسد آخر ملطخ بالحناء ينتظر في الزاوية المقابلة.شرعت في الدعك والحكي و تطل بين الفينة والأخرى على الزبونة الاولى في محاولة لإرضائها .
ألم تتعب هذه المرأة المسنة؟ألم تشعر بالتقزز من خلايا الزبائن المنثورة فوق رجليها وحول يديها؟ أما آن الأوان أن تجلس في بيتها عزيزة مكرمة دون أن تفكر في قوت يومها وقد بلغت أرذل العمر!؟
خرجت تدب نحو الغرفة الخارجية الباردة، والتفت في منديل حول صينية شاي وبعض الفطائر أحضرتها إحدى السندريلات وتقاسمت مع جماعتها الحديث والفطائر سعيدة وراضية أو هكذا كان يبدو من ضحكاتها المرتفعة .

* لبنى المجيدي
 كلية علوم التربية . الرباط 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...