⏫⏬
البَابُ: بابُكَ...!
وهَذا القَوْسُ المُتَهالَكُ، وسَط المَبْنى الأثَرِيِّ،
والأسْوارُ: أَحْجار ٌعَتيقَةٌ، ومِزْهَرِيَّاتٌ عَلى الجِدَارْ
أَكَاليلُ عِشْقٍ، نبَتَتْ بيْنَ الشُّقوقِ،
نَبتَتْ على القُرمُودِ الأخْضَر ِ
وَالأَحْمَرِ مِنَ الجَمْرِ
نَبَتَتْ فَوْقْ...!
عُنْوَةً نبَتَتْ،
زَهْراً، عَوسَجاً ورداً و زِنْبَقْ...!
--
الفَانُوسُ: فانوسُكَ...!وهذا الزُّجَاجُ البِلَّوْرِيُّ، يَترَاقَصُ نَشْوَةً،
ويكْبُرُ في العُيُون ِكَوَرْدٍ تـَفَتَّقْ،
أَوْ نَجْمٍ فِي الأَعَالِي تَأَلَّقْ،
وهَدِيرُ البَحْرِ يُدَوِّي الصُّخورَ،
مِنْ شِدَّةِ العِشْقِ...
يُناغِي في مَدِّ وجَزْرْ
ومِنَ الإرْتِطامِ،
أَمْواجُهُ تتَفَجَّرْ...!
وكأنَّها تَرنُو إلى الحَالِمِينَ غَرْباً و شَرْقْ،
مَنَاراً، قوْساً منَ الزرْقَةِ والزَّبَدِ الأيْيَضْ
تَشْدُو بِالحُلْمِ المُتَماسِكِ فِينا وَشْماً،
لاَحِبْراً على ورَقْ،
وَشْماً في أجْسادِنا المُشْبَعَةِ بالسَّفَرِ البَعِيدِ...!
تَنْطَلِقُ،تَنطلِقُ...
تنطَلِقُ بِلا أَرَقْ.
--
الوقْتُ: وقْتُكَ...!
فَاخْلَعْ نعْلَيْكَ...
وادْنُ، اقْتَرِبْ أَكْثَرْ،
وادْلُفْ،
لِتَصْفَعَ وجْهَ الصَّباحِ فِينا...!
لِتُكَسِّرَ واجِهَتَنا ـ النَّائِمَةَ على الأمَانِيِّ ِالعِتاقْ- واسْحَقْ،
كَسِّرْها رَعْداً، إعصاراً وَميضاً وبَرْقْ...!
وضَعْ أَشْلاءَك،َ وَكأَنْ لاأحَدْ، والْحَقْ!
إلحَقْ بالحَالِمينَ، فالكَأسُ بلا قَرارْ...!
طَبعاً...! فَلا أحَد سيُبالي!
لاأحد سيَسأَلْ...!
وحَتَّى وإنْ سألتَني عنِ الَّذِي سيَكُونُ...!
فلا تسْأَلْنِي عنِ الذَّهابِ والإِيَّابِ،
لا تَسْألْني عنِ الغِيَّابْ...!
لاتسألني عنِ الدِّفء، عنِ الأحْبابِ،
عن السُّهادِ عنِ الأرَقْ،
عن الانْحِسار ِوالكُسُوفِ وإدْمَانِ القَلَقْ،
طبعاً...وَفِي نِهايَةِ الطَّريقِ لَا أحَدْ...!
قَد يَعبُرونْ، سيَسْكُنُونَ...
القَلْب، ويظِنُّونَ...!
بفُضُولٍ...
سيَذْكُرونَ فِي المَقاهِي وبيْنَ الأَحْيَاءْ
فِي هَذِهِ الحيَاهْ،
والَّتِي مَا عَادَتْ حياهْ...!
سيَذْكُرُونَنا في هَذِهِ الحيَاةِ،
الَّتِي خَبَرتْنا جِيراناً أصْدِقاءَ ورِفَاقَ دَرْبٍ،
لمَّا كُنَّا نَتَطارَحُ الهَمَّ كَالأَحِبَّهْ.
سيذْكُرُونَنا لحْظَةَ غَفْوَةٍ...!
سيذْكُرُونَنا، لَكِنْ مُجَرَّد نقيق سُؤالْ...!
مثلَ شَايٍ باردٍ، مَنْسِي ِّالمَوعِدِ...
والفَرْحَهْ...!
أجلْ! سيَذْكُرونَ... ثُمَّ مَاذا سَيحْدُثْ؟!،
سَنتَمَدَّدُ على الأرضِ العَراَءْ
عَلى الأَرْضِ الباردةِ
الخَلاَءِ ونَنامْ...
ننامُ بعُمْقٍ،
ثم يَنْسَوْنْ...!
سيذْكُرُوننَا مُجَرَّدَ نقيق سُؤالْ،
--
خَلْفَ الأَبْوابِ هُناكَ،...
كانَتِ الفتَياتُ يصْدَحْنَ بالغِناءِ ،
والمُنْتَزَهاتُ والخُضْرةُ!
والحفلاتُ والحِنَّاءُ...
وَ الفُروسِيةُ، والزَّغاريدُ الآسِرَهْ!
والماءُ العَذْبُ الزُّلاَلُ ، والرَّوَابِي،
وَالمُروجُ، والغِدْرانُ...!
وأعْشاشُ الطُّيُور، وَالبَلاَبيلُ تَصْدَحُ...
وأَجْرانُ الحُبوبِ المُتْخَمهْ،
والنَّوايا الحِسَانْ...
كان الإنْسانُ حَقا إِنْسَانْ...!؟
---
وَراءَ هَذا البابِ،
قِطَطٌ لَامعَةُ العُيونِ...!
وَشَيءٌ مِنْ بَريقْ...
تَموءُ بيْنَ الخَرابْ،
وأُخرَى هائِجَةٌ تتَقاتَلُ بيْن صفا ئِحِ القُمامـَــهْ،
والجُرْذانُ، والغِرْبانُ، والجَماجِمْ،
وهَياكِلُ رُؤُوسٍ ، أَقْبعُ خَلْفَها،
مِثْلَ غُرابٍ في الأَنْقاضِ يَنْعَقْ.
ثُم أسِيرُ في وَحْشَتي...
ضارِباً في زَحْمَةِ الأَزِقَّةِ وَالدُّرُوبْ،
أَدُوبُ في غُرْبَتي..
أَتَفَتَّتُ مِنَ المَلَلْ..
أَتلَمَّسُ الطَّريقْ...
وَقدْ سُدَّت أَمَامي كُلُّ السُّبُلْ،
شَحَّتْ يَنابيعُ مَائي،
ولَيْلي صَار طَويلاً ثقيلاً،
بَرْدُ الكَآبةِ قاسٍ يَزْحَفْ،
أُوَجِّهُ خُطُواتِي نَحْوَ المَجْهولِ!؟
لا نِهايَةَ لِي، ولا بِدايـَــــهْ...!؟
لا بِدايةَ لِي، ولا نِهايــَـــهْ...!؟
فأَكْتشِفُ أن َّكُلَّ الأَبْوابِ:
مُزَيَّفَهْ...، دَنِيئــَــــهْ...!
مُهْتَرئةٌ، وَقاتِمـَـــــهْ....!
--
غَيرَذَاكَ البابَ المُشْرَعَ بالنُّورِ،
محاولَتِي الأخِيرَةُ
لأنْ أَفوزَ فَوْزاً عَظيماً...!
وقَدْ هَيَّأتُ للتِّرْحالِ ـ منْ وَجَعِ الفُؤادِ ـ مَراكِبْ،
أَشُمُّ رائِحَةَ الاخْضِرارِ،
أَسْتَنشِقُ الماءَ الزُّلالَ...
تَتَّسِعُ الرِّئَتانِ،
يَتَّسِعُ القَلْبُ...
يَسْكُننِي النُّورُمِنْ بِدايَتهِ...!
أَراهُ بِرُوحِي، وبِقلْبي أُبْصِرُهُ...
ويَأْسِرُني...!
يَحْمِلُني إلى آفَاقِهِ الرَّحْبَهْ،
ولَنْ أَخيبْ،
سَيَكُون ُذاكَ البابُ...!
كما صَوَّرَتْهُ مُهْجَتي
فِطْرَتِي..
فِراسَتِي، مَقاماتِي...
هُوَ البابُ الحَقِّ...
إليْهِ أفيءُ ...
حِينَ تُسَدُّ في الَوَجْهِ كُلُّ الأَبـــْــوَابْ...!
*د. محمد آيت علو
ــــــــــــــــــــــــــ
نص من نصوص الديوان الشعري"عزلة والثلج أسود"
البَابُ: بابُكَ...!
وهَذا القَوْسُ المُتَهالَكُ، وسَط المَبْنى الأثَرِيِّ،
والأسْوارُ: أَحْجار ٌعَتيقَةٌ، ومِزْهَرِيَّاتٌ عَلى الجِدَارْ
أَكَاليلُ عِشْقٍ، نبَتَتْ بيْنَ الشُّقوقِ،
نَبتَتْ على القُرمُودِ الأخْضَر ِ
وَالأَحْمَرِ مِنَ الجَمْرِ
نَبَتَتْ فَوْقْ...!
عُنْوَةً نبَتَتْ،
زَهْراً، عَوسَجاً ورداً و زِنْبَقْ...!
--
الفَانُوسُ: فانوسُكَ...!وهذا الزُّجَاجُ البِلَّوْرِيُّ، يَترَاقَصُ نَشْوَةً،
ويكْبُرُ في العُيُون ِكَوَرْدٍ تـَفَتَّقْ،
أَوْ نَجْمٍ فِي الأَعَالِي تَأَلَّقْ،
وهَدِيرُ البَحْرِ يُدَوِّي الصُّخورَ،
مِنْ شِدَّةِ العِشْقِ...
يُناغِي في مَدِّ وجَزْرْ
ومِنَ الإرْتِطامِ،
أَمْواجُهُ تتَفَجَّرْ...!
وكأنَّها تَرنُو إلى الحَالِمِينَ غَرْباً و شَرْقْ،
مَنَاراً، قوْساً منَ الزرْقَةِ والزَّبَدِ الأيْيَضْ
تَشْدُو بِالحُلْمِ المُتَماسِكِ فِينا وَشْماً،
لاَحِبْراً على ورَقْ،
وَشْماً في أجْسادِنا المُشْبَعَةِ بالسَّفَرِ البَعِيدِ...!
تَنْطَلِقُ،تَنطلِقُ...
تنطَلِقُ بِلا أَرَقْ.
--
الوقْتُ: وقْتُكَ...!
فَاخْلَعْ نعْلَيْكَ...
وادْنُ، اقْتَرِبْ أَكْثَرْ،
وادْلُفْ،
لِتَصْفَعَ وجْهَ الصَّباحِ فِينا...!
لِتُكَسِّرَ واجِهَتَنا ـ النَّائِمَةَ على الأمَانِيِّ ِالعِتاقْ- واسْحَقْ،
كَسِّرْها رَعْداً، إعصاراً وَميضاً وبَرْقْ...!
وضَعْ أَشْلاءَك،َ وَكأَنْ لاأحَدْ، والْحَقْ!
إلحَقْ بالحَالِمينَ، فالكَأسُ بلا قَرارْ...!
طَبعاً...! فَلا أحَد سيُبالي!
لاأحد سيَسأَلْ...!
وحَتَّى وإنْ سألتَني عنِ الَّذِي سيَكُونُ...!
فلا تسْأَلْنِي عنِ الذَّهابِ والإِيَّابِ،
لا تَسْألْني عنِ الغِيَّابْ...!
لاتسألني عنِ الدِّفء، عنِ الأحْبابِ،
عن السُّهادِ عنِ الأرَقْ،
عن الانْحِسار ِوالكُسُوفِ وإدْمَانِ القَلَقْ،
طبعاً...وَفِي نِهايَةِ الطَّريقِ لَا أحَدْ...!
قَد يَعبُرونْ، سيَسْكُنُونَ...
القَلْب، ويظِنُّونَ...!
بفُضُولٍ...
سيَذْكُرونَ فِي المَقاهِي وبيْنَ الأَحْيَاءْ
فِي هَذِهِ الحيَاهْ،
والَّتِي مَا عَادَتْ حياهْ...!
سيَذْكُرُونَنا في هَذِهِ الحيَاةِ،
الَّتِي خَبَرتْنا جِيراناً أصْدِقاءَ ورِفَاقَ دَرْبٍ،
لمَّا كُنَّا نَتَطارَحُ الهَمَّ كَالأَحِبَّهْ.
سيذْكُرُونَنا لحْظَةَ غَفْوَةٍ...!
سيذْكُرُونَنا، لَكِنْ مُجَرَّد نقيق سُؤالْ...!
مثلَ شَايٍ باردٍ، مَنْسِي ِّالمَوعِدِ...
والفَرْحَهْ...!
أجلْ! سيَذْكُرونَ... ثُمَّ مَاذا سَيحْدُثْ؟!،
سَنتَمَدَّدُ على الأرضِ العَراَءْ
عَلى الأَرْضِ الباردةِ
الخَلاَءِ ونَنامْ...
ننامُ بعُمْقٍ،
ثم يَنْسَوْنْ...!
سيذْكُرُوننَا مُجَرَّدَ نقيق سُؤالْ،
--
خَلْفَ الأَبْوابِ هُناكَ،...
كانَتِ الفتَياتُ يصْدَحْنَ بالغِناءِ ،
والمُنْتَزَهاتُ والخُضْرةُ!
والحفلاتُ والحِنَّاءُ...
وَ الفُروسِيةُ، والزَّغاريدُ الآسِرَهْ!
والماءُ العَذْبُ الزُّلاَلُ ، والرَّوَابِي،
وَالمُروجُ، والغِدْرانُ...!
وأعْشاشُ الطُّيُور، وَالبَلاَبيلُ تَصْدَحُ...
وأَجْرانُ الحُبوبِ المُتْخَمهْ،
والنَّوايا الحِسَانْ...
كان الإنْسانُ حَقا إِنْسَانْ...!؟
---
وَراءَ هَذا البابِ،
قِطَطٌ لَامعَةُ العُيونِ...!
وَشَيءٌ مِنْ بَريقْ...
تَموءُ بيْنَ الخَرابْ،
وأُخرَى هائِجَةٌ تتَقاتَلُ بيْن صفا ئِحِ القُمامـَــهْ،
والجُرْذانُ، والغِرْبانُ، والجَماجِمْ،
وهَياكِلُ رُؤُوسٍ ، أَقْبعُ خَلْفَها،
مِثْلَ غُرابٍ في الأَنْقاضِ يَنْعَقْ.
ثُم أسِيرُ في وَحْشَتي...
ضارِباً في زَحْمَةِ الأَزِقَّةِ وَالدُّرُوبْ،
أَدُوبُ في غُرْبَتي..
أَتَفَتَّتُ مِنَ المَلَلْ..
أَتلَمَّسُ الطَّريقْ...
وَقدْ سُدَّت أَمَامي كُلُّ السُّبُلْ،
شَحَّتْ يَنابيعُ مَائي،
ولَيْلي صَار طَويلاً ثقيلاً،
بَرْدُ الكَآبةِ قاسٍ يَزْحَفْ،
أُوَجِّهُ خُطُواتِي نَحْوَ المَجْهولِ!؟
لا نِهايَةَ لِي، ولا بِدايـَــــهْ...!؟
لا بِدايةَ لِي، ولا نِهايــَـــهْ...!؟
فأَكْتشِفُ أن َّكُلَّ الأَبْوابِ:
مُزَيَّفَهْ...، دَنِيئــَــــهْ...!
مُهْتَرئةٌ، وَقاتِمـَـــــهْ....!
--
غَيرَذَاكَ البابَ المُشْرَعَ بالنُّورِ،
محاولَتِي الأخِيرَةُ
لأنْ أَفوزَ فَوْزاً عَظيماً...!
وقَدْ هَيَّأتُ للتِّرْحالِ ـ منْ وَجَعِ الفُؤادِ ـ مَراكِبْ،
أَشُمُّ رائِحَةَ الاخْضِرارِ،
أَسْتَنشِقُ الماءَ الزُّلالَ...
تَتَّسِعُ الرِّئَتانِ،
يَتَّسِعُ القَلْبُ...
يَسْكُننِي النُّورُمِنْ بِدايَتهِ...!
أَراهُ بِرُوحِي، وبِقلْبي أُبْصِرُهُ...
ويَأْسِرُني...!
يَحْمِلُني إلى آفَاقِهِ الرَّحْبَهْ،
ولَنْ أَخيبْ،
سَيَكُون ُذاكَ البابُ...!
كما صَوَّرَتْهُ مُهْجَتي
فِطْرَتِي..
فِراسَتِي، مَقاماتِي...
هُوَ البابُ الحَقِّ...
إليْهِ أفيءُ ...
حِينَ تُسَدُّ في الَوَجْهِ كُلُّ الأَبـــْــوَابْ...!
*د. محمد آيت علو
ــــــــــــــــــــــــــ
نص من نصوص الديوان الشعري"عزلة والثلج أسود"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق