⏬
قال لها قبل أن يغادر أرض الوطن،لن يطول غيابه فحالما يصل، سيرسل وراءها لتلحق به ويلتقيان من جديد، ذلك اليوم رجته بعينين دامعتين ألا يرحل ويبقى معها،فهي لاتطيق البعاد عنه،غير أنه ركب المجهول حالما بعالم أكثر رحابة،فقد ضاقت به سبل الحياة.أحد المقربين أسر له، وهما يجلسان خلف جدران سود في غرفة مظلمة،حين رآه يقبل لوحاته ويحضنها كأم حنون !
_ في بلاد الغربة ستشق طريقك للنجاح.
فتبع قلبه وانفلت من قفصه كطائر حزين، حمل عناده وهاجر بطريقة غير شرعية، غادر مع أفواج المهاحرين، الذين أقلقهم سوء الحال والفقر وأحداث الحرب على وطنه، مرت شهور وهو متوار عن الأنظار
لا تعرف عنه أي شيء،لاترى سوى صوره متصدرة بعض صفحات المجلات الإلكترونية، اشتاقت له وعزف
القلب لحن الحنين ،في الليل جلست خلف النافذة تترصد نجمها البعيد في السماء، تعاتبه على الهجران والغياب،فأوعز لها قلبها أن تفاجئه بالحضور لتختصر الأيام والمسافات ،فقد ملت قمقمها الثلجي الذي
حبست به نفسها،استقلت طائرة سفرية أسرع من البرق، وخلال ساعات وصلت إليه في وضح النهار،عرفت عنوانه من أحد الأصدقاء في حيه .
طرقت الباب تدفعها أقدام اللهفة والشوق،أملا بلقاء من انقطعت أخباره عنها،امرأة شقراء غامضة الهوية
تمسك بطنها المنتفخ بيدها فاجأتها تبكي فارسا مات بجلطة دماغية وهو يرسم لوحة للوطن المغدور بخنجر الإرهاب، انتفضت روحها غاضبة ،ولعنت حظها العاثر، وكل من سولت له نفسه العبث بأمن الوطن
ومقدساته،خطفت من يدها اللوحة وضمتها إلى صدرها، وعادت إلى أرض الوطن نرجسة حزينة لتسجل
اسمه في سجل الخالدين .
* ناديا ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق