⏫⏬
"أنا أفكر اذاً أنا موجود" مقولة مشهورة للفيلسوف رينيه ديكارت إن هذا القول المأثور يلخص تماما الأسس الفلسفية للفكر الوجودي. الذي كان موضوعاً للعديد من الفلاسفة فيما بعد كـ نيتشه ...لكن هذه الفلسفة تشكل معياراً فضفاضاً جداً حيث تختلف وجهات نظرنا حول الأشياء ويختلف حكمنا على الأفعال الصادرة عن محيطنا وهذا يعود لتركيبتنا المتأثرة بتربيتنا البيتية ومجتمعنا انطلاقاً من الحي إلى المدرسة إلى العمل وإلى معتقداتنا الدينية
تختلف معاني الأشياء من وجهة نظر كل منا فما أراه قمة في الجمال قد يراه غيري أقل جمالاً وما أراه معيباً قد يراه غيري طبيعياً نظراً للعادات والتقاليد الموروثة في المجتمعات غربية أو شرقية ولذلك لا يمكن لأي فلسفة أن تكون قانوناً للبشرية...وأعود للعبارة التي ابتدأت بها كتابتي أنا أفكر إذا أنا موجود ..هل التفكير هو دليل الوجود ...هل هذا يعني أن من فقد عقله كالسفيه والسكران أوالمجنون حيث يفتقد القدرة على التفكير هل هذا يعني أنه غير موجود ...وما المقصود بكلمة موجود ... هل كل من هو موجود على الكرة الأرضية يشعر بوجوده فيها وهل يشعر بأنه موجود بالنسبة لمحيطه رغم الجهد الكبيرالذي يبذله ليجعل آخر ينتبه لوجوده
تختلف قناعات الأشخاص و مدى قدرتهم على تحمل محيطهم وقبوله وتدور بعض الأفكار الفلسفية حول قدرة الشخص على تغيير واقعه وتحقيق مبتغاه عن طريق الطاقة الإيجابية التي يتمتع بها كل إنسان وحثه على استغلالها ...وهذا يتطابق مع قوله تعالى "ولا تقنطوا من رحمة الله " والمقولة المشهورة "تفائلوا بالخير تجدوه" ومع ما ورد في الانجيل "حقاً نؤمن إن الله يمكنه بسهولة أن يحول حزننا الشديد إلى فرح دائم"
كما تدفعك للابتعاد عن الاشخاص الذين يفكرون بطريقة سلبية لأن سلبيتهم قد تنعكس على أحلامك
هذا يتطابق مع الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"
وهنا لا بد ان أستذكر الفلسفة الكونفوشوسية التي تدور أفكارها حول "الرضا بالواقع" فإن كنت راضياً بواقعك ستعيش بسلام ولن ينغص عيشك القلق أو الخوف ....التي تتشابه مع تعاليمنا الدينية والتي وردت في القرآن الكريم ..قال تعالى " وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " وقوله تعالى "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " صدق الله العظيم
أو ما ورد في الأمثال كـ"القناعة كنز لا يفنى "
و كلما تعمقنا في تأملاتنا سواء في مجريات الواقع أو في ايماننا بالله أو معتقداتنا مهما كان نوعها تجد نفسك تعيش الفلسفة و لذلك لكل منا فلسفته الخاصة التي تناسب شخصه المتكون بما تعكسه عليه تجاربه في الحياة و لذلك علينا تقبل الاخر وتبرير أفعاله و انفعالاته واختياراته لاختلاف أحلامنا ودوافعنا ونظرتنا للأشياء ...
كل المفكرين والفلاسفة والفقهاء والعلماء أشخاص قضوا حياتهم بالقراءة والبحث ...
ولم يستطيعوا الوصول الى هذه الألقاب إلا بعد معرفتهم بجميع الأديان و تعاليمها وعادات الشعوب و تقاليدها
بالإضافة إلى التأمل والتفكير ...وفوق كل ذي علم عليم ...و قل ربي زدني علماً....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق