⏫⏬
تأھبتُ للسكنِ بین جدرانِ الفراق،أعددتُ أمتعتي فأغلقت نوافذ دموعي ..وفتحتُ ستائرًا من الابتسامات المزیفة ..وسجنت آھات قلبي بین قضبان ضحكاتي العالیة.
وحین نظرت في المرآة ..ھاجمني سيلٌ من الدموع والتنھدات، لیصرخ معلنًا وجوده الحقیقي !
وشیئًا فشیئًا تتلاشى أقنعتي المزیفة ..فتندمل مشاعر القسوة ..وتخمد نیران الكراھیة..وتنطفيء نغمات ضحكاتي الصاخبة.
تبدأ دموعي في الاسترسال مع ذكریات قلبي لتمحو كل نقطةٍ سوداء عكرته، وتعیده نقیًا كما كان ،فیصفو الكون بأكمله من حولي ..
وكیف یتقبل جمھور اعتاد مني الحنان والعطف تلك القصص جامدة المشاعر!
یحل الھدوء والسلام ،فأتذكره وأتذكر كیف أعددت مسلسلًا أبطاله العناد والفراق،وكیف فشلت في عرضه،وبالتدریج أتحرر في ھمسات قلبي من قیود قیدت بھا مشاعري ..
وقناع أخفیت به ملامح حزني ،وتلحُّ على مسامعي كلمات سمعتھا منك ،ویردد لساني كلمات أھدیتھا یومًا لك .
فأقفز قفزات طفولیة نحو النافذة.. علَّ النور یعود لعیني من جدید..علَّك تأتي!
أتلعثم وتضیع مني الحروف،حین یقتلعني من جذوري حنینٌ جارفٌ لحبك.
وتفاجئني یدٌ تحمل باقة من ورود أعرفھا ویا طالما أحببتھا یومًا.
فیختل توازني..ویصدق إحساسي ما تكذبه عیني .
أتیت بقلبك الحنون،وبنسمات حبك الرقیقة..ولم أسامحكْ لأنني ما عرفت یومًا كیف أغضب منك؟
لأجلك أتراجع دومًا عن قراراتي،وأمزق القاسي من كلماتي..
طفلةٌ أنا معك..وطفلةٌ أنا من دونِك .
*حنان العسيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق