اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بورتريه الرجل الذي ... *سعيد الشجاعي

⏫⏬
قبل أن أرسم أول حرف،تمنيت لو كنت أنتمي إلى زمرة الشكلانيين،فأكتفي بتقديم صورة شمسية تمحو الفضول بكثرة التفاصيل وتنوب عن الأقوال لما تخلفه هذه الأخيرة من بلبلة في الخواطر والأذهان ؛ و لأن الشيطان يسكن في التفاصيل كما هو مأثور؛ آثرت
نقل انطباعات أناس لهم به علاقة من قريب أو بعيد علها تضعنا في الصورة إن كتب لها أن تتركب أو بعيدا عنها إن ظلت شظايا متناثرة ومتنافرة...وبعد التي وما يليها أرجو التوفيق في تحضير خليط ألوان يليق أن يكون منحة حياة لظل كائن هلامي ،حياة لا تثبت في صورة باطارها المحدد الأبعاد وإلا لكان المجمد من الماء يدل على كافة خصائص الماء وأحواله؛ وهذا رجل كهل على مرمى حجر من لحد يفرغ إليه؛لا أراني إلا ظالمه إذا ازحت بجرة قلم هذا العبث الوجودي والسيميائي، إلى حد ما، في تدرج حياته...العبث هو ما لايمكن التفكير فيه، لأنه ينتمي أصلا إلى منظومة غير متاحة لنا أو غير متاحة لما نحن بصدده في زمن معين ...لا أريد أن أقول إن الرجل يولد من جديد كل يوم؛لكن لا حرج من القول أنه يموت المرة تلو الأخرى، و يبقى المؤكد أنه لن يدفن إلا مرة واحدة...

**انطباع الفوضويين

هو رجل ما عرفناه بالقدر نفسه؛رأينا صورته في مرآة البدر فاحببناه، ثم اختفت وراء الضباب فكرهناه، وارتاب أكثرنا في نواياه . رجل جمع بين الحق والباطل في أقواله وبين العدل والظلم في أفعاله .مارس الصمت تقية، و انكسرت زجاجة التقليد عن رأسه وفقد البوصلة، فسقط كلية في مستنقع السفسطة؛ حتى رماه كثيرون بالنفاق وهو آنذاك لم يستوعب بعد ما يفصل النفاق عن التقية وما بينهما من إتصال، عانى من شقاء الوعي ثم مارس الترف الفكري بإفراط حتى اتهمه رجال من حوله بالزندقة،فاستمالهم بعد حين بأن كشف لهم عن زجاجة تقليد مزورة ،أخفاها تحب اثوابه بعناية...

**إنطباع المذهبيين

ذاك رجل لايهتم إلابتعقب ما يراه مغالط للعباد ،يؤدي الصلاة في وقتها ويقرأ في أوقات فراغه مصنفات الشيطان في علم الغواية وخمياء الاجتماع وسيمياء لاهوت القدماء والمحدثين ...جدي إلى اقصى حدود الجدية،كما يفهمها وإن حدث وضحك فعل ذلك في أعماق سريرته أو تحت ملاءة سريره ؛المهم لم يسبق لأحد أن ضبط ابتسامة على محياه ابدا وبدلا عنها تتشابك تجاعيد وجهه وينتفخ بؤبؤا عينيه وراء زجاجات نظاراته السميكة ذات الاطار المذهب؛يعتقل الضحكة وهي نطفة في رحم مخياله ما تزال ...تلك حاله المعروفة للعامة ممن يطل صدفة على محتويات بعض كتاباته المشاكسة شكلا،المضطربة مضمونا؛ يعارض مجرى النهر، اي نهر ولو كان بصبيب النيل أو الفرات ، وإن لزمه أن ينتقد أمورا لا يتناطح بشأنها عنزان، حتى استوى لديه سائرها في كفة الميزان ،أرذلها واشرفها سيان، لا يستنكف منها عن الغائب ولا الشاهد في العيان ،لا يتغاضى عن فلتة لسان ولا هو ممن قد يغلبه النسيان ؛ذلكم الناقد لا يحترم نفسه ولا الآخرين ولكنه يخاف،وهو يخاف الأبسط منه في الجسم والنفوذ ،سيان إن كان يراه أو اعتقد انه تحت مرآه ؛لايسمع شيئا وكيف يسمع وقد وضع أذنيه تحت إبطيه ،ويرخي ذراعيه طوال الوقت ويتعمد ألا يرفعهما ولو قليلا حتى لا يسمع ما يقال، ذاك وقر وقع في سمعه وارتفاعه عنه هو عين المحال، فاستحسن القتال مستعينا في ديدنه بدروس سريعة لتعلم الفروسية في خمسة أيام بدون معلم

**إنطباع المثقف العضوي

منذ ما ينيف عن أربعين حولا و صاحبنا يمارس رياضة النقد، بأتعابها ومشاقها، يتحملها تارة وتحمله مرارا. تلك مدة ليست بالقصيرة تشابكت فيها أحداث تاريخ أمة بمتقلبات نزوات فرد ،وفيها جرب كل تمرين وحمية حتى اكتسب ولله الحمد والمنة أخلاقا على مقاس طبعه وفكرا على قدر معطى ذكائه وقوة دون ضخامة جسمه؛ فاستحق بالقوة حد "العقل السليم في الجسم السليم" على أمل أن ينتقل ذلكم الاستحقاق إلى الفعل في أجل ليس بالبعيد ضرورة، وأحكام الإمكان معروفة يطلبها من يتشوق لها بحساب اﻹحتمالات، مبحث سهل يطرقه كل مبتدئ في كذا أمور ،ليس هنا موضع بحثها فلنتركها إذن لحينها واوانها،بل ولأصحابها...
نعود إلى صاحبنا ونقول : كان لكل ما ذكرنا أعلاه عظيم أثر على بدنه وعقله سيان. أصبح أحول قليلا وبلغت صلعته النجعة من قفاه؛ في رأس كالبومة القطبية، بيضاء فيما فضل من فروة ريشها وشعرها، يتدلى حذو الصدغين دلالة على عمق التفكير وسوداوية السلوك وصلابة الطباع. ذاك مجهود أربعين سنة ويزيد لو وظفه في حفر الأرض مثلا، لبلغ بالتأكيد عمق مائة الف متر أو يزيد.
نقول وإن لم يكن بفخر فعلى الأقل بحياد، أنه من غير المهم أن نسميه زيدا أو عمرا أو يزيد، بل نكتفي بالقول صاحبنا ونحن نذكره ونناديه، لندل عليه ونلقي عليه السلام، ونترك له مع ذلك فرصة الإختفاء في الزحام ؛حتى تتلاشى الإحالة ويرتاح ولا نحس بوخز ضمير، أما هو فلا ضمير له من فرط الاشتغال بإتلاف ضمائر الآخرين...وتلك مهمة صعبة ولا ريب

**إنطباع المؤرخين


درس صاحبنا أكثر من الكثير، وتصدى لدروس التاريخ عند القدماء والمحدثين؛ وتوقف ما شاء له الله التوقف ليقرأ مصنفات مؤرخي الصدر الأول وما والاه ، قرأ هيرودوت بتؤدة؛ وبأريحية الفئران التهم بداية ابن كثير و نهايته ،مقفيا عليهم بابن الأثير والكامل في تاريخه ،معقبا في زمن لا يعلم هو (ولا غيره !)مدته باستظهار مقدمات لخيرة الرجال في مثل تلك الصنوف من الرواية وحواشي وتعاليق وتفسيرات حتى صار له حسن اطلاع على الصنعة ؛ألم بمزالقها وعرف مسلماتها؛فكان أن اعتقد في قدرته القول في منازعة الحق بالحق للحق؛فبدأ اول ما بدأ بأقوال في الحكمة و فصل الخطاب،ما بلغ نهايتها حتى تغير رأيه لراي آخر وقد عزم على أن يعيش حياته ناقدا ويدع التاريخ لأهله، وهو بذلك قد أحسن صنعا؛واستحق بذلك تكييفا للأحكام الصادرة عليه أمام المحاكم وهي في عدد اوراق الشجر و عدد سكان مضر؛ كما وصار محبوبا لدى الجماهير أكثر من ام كلثوم؛ والعهدة على صحافي متمكن لا يغادر الاستوديو إلا لقضاء حاجته أو قضاء حوائج أناس آخرين بالوساطة...في سبيل الله! يقول.
وما اعتقلوه إلا ليعقلوا لسانه، وكانوا يرومون تحويل ضجره استمتاعا ورفضه قبولا ، وهل يعقل ان يقبل مثله بضم نعجة من ليس لديه سواها إلى نعاج من يملك من رؤوسها ألفا ومن أذنابها أكثر قليلا ؟ كلا ثم كلا ؛وإلا ما ابتغى عدل قول ونظام خطاب ؛ وصرخ في وجوههم :
-العدل أساس الملك ! فاعتقلوه ؛ وما اعتقلوه ولكن شبه لهم ،أما هو فقد حضر في غيابه وعكف على كشف شبهتهم إذ زعموا والتاريخ يشهد لهم أن الناس على دين الملك ،وللجواب وطأ بعرض تلك الشبهة؛ ونحن لن نعيدها لأنا نعرفها، وهم يعرفون اننا نعرفها كما يعرفون اننا نعرف انهم يعرفون أننا نعرفها؛ لسبب بسيط للغاية وهو تسليمهم _لغرض في نفوسهم_ ان أفهامنا تابعة وأفهامهم متبوعة، وقد حددوا سقف الفهم لدينا فلا نتعداه إلى ما ما هم يفهمون وكذلك يذهلون عن وقائع بسوق مغالط يبيعونها للناس ليشتروا بها ثمنا قليلا...
وتلك المغالط أفاض فيها الناقد القول والتحليل وركز على بعضها حتى كاد عن غرضه يحيد؛ وأرجو أن لايظن به أحد ظن سوء حين يعلم كيف سمى إحداها "مشكلة العباسة وجعفر "؛فهو وإن كانت به روح دعابة ،فحاشا أن ندعي رغبته في إضلالنا لمجرد انه قد درس مصنفات الشيطان كما اسلفنا والذكي بالإشارة يفهم والغبي يفهم أيضا وإن استلزمه ذلك مجهود لكن بكلمة تخرج من الفم لا بلكمة من قبضة اليد...كما يدعون!
تم عقد قران جعفر على العباسة، والأفضل أن نعكس فنقول عقد قرانها على جعفر، إذ رقته إلى ما هو معروف من مرتبة شرفها وعزها. ويقال أن بغداد لم تعرف حفل زفاف مثل ذاك الذي حظيت به، لا قبل ولا بعد ذلك أبدا ؛ويقال أن الرشيد قد أمر بعقد نكاح دون الخلوة، حتى يتيح لكليهما، العباسة وجعفر، حضور مجالسه الخاصة، ودون الخوض في برك الإشاعات الآسنة...يقال، وهنا ينبغي أن نخفض الصوت قليلا، أن الكثيرين يزعمون أن الإثنين اختليا بعضهما رغم الحظر، فاستغضب الرشيد :وغضبه كان سبب نكبته البرامكة أجمعين . لم ير الناقد لهذه الحكاية سندا فيما تبناه في أصول نقده وما ورائها من قوانين وقواعد، وإنما كان مقصوده أن يحكي عن طارئ فصل فعلا تلك اللحظة من حياة الأمة عما قبلها. لأول مرة تغيب اليقظة الاجتماعية للفرد المسلم، أو ما سماه الناقد بالنباهة الاجتماعية، إذ يروى أن مافضل من المأكولات بعد انتهاء الزفاف اكل منه أهل بغداد ثلاثة أيام وبقي منها بحجم جبل دفعوه إلى الصحراء خارج الأسوار، حتى انتن وهدد صحة العامة بالأوبئة؛ ويقول الناقد أن مثل هذا ما كان ليقع قبل ذلك دون إثارة ردة فعل الناس وغضبهم، و يسوق قصة ثوب عمر لما وجده الناس أطول من اثوابهم فغضبوا لذلك واحتجوا حتى اتضحت حيثيات القضية،وهي معروفة مشهورة؛ ويزيد الناقد بأسى أن الرجل اليوم، قد يضع لحيته فيما تحت الحمار من أجل المنافع. وبعدها يغسلها فتعود نظيفة كما كانت وتكون قد قضت حاجته أيضا وهذا منتهى الوقاحة والنذالة ! يرحم الله الأولين وندعو للآخرين بالنجاة من نجاسات البغال والحمير ومن عنف وحيل الإنسان!

**إنطباع أقرب أصدقائه إليه قبل ثلاث وثلاثين سنة ونيف.

هم...هم من أطلقوا سراحه، لأسباب لا يعلمها إلا الله...وربما لكونهم يعلمون بعد الله انه بريء...بريء كما كان ولايزال!
وبالصدفة اقابله على رصيف إحدى الشوارع. اعانقه بحرارة ؛بدا لي هزيلا وشاحبا ووجهه مثل حبة قمح بوري؛ وحين سألته بكلمات مرتبكة عن حاله، اجاب باقتضاب وقد رسم على محياه ابتسامة كبيرة :
_كما ترى...بخير...وأنت؟
قبل أن اقابله ذلك المساء، مررت كالعادة بأكبر المكتبات وسط المدينة؛ تجولت كثيرا بين رفوفها أتملى بالكتب؛ وفي داخلي إحساس جميل بأني في ظلال أعظم شجرة غرسها الإنسان ...شجرة المعرفة والتمرد ؛ وقبل أن أغادر ظلالها، اقتنيت إحدى ثمارها، رواية "مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز ؛رواية قرأتها منذ سنوات عديدة، ومع ذلك أود ان اعيد إحياء تفاصيلها في ذاكرتي...تلك التفاصيل تذكرني بعذابات الوطن والإنسان . ماكوندو مكان آخر، بلدة تنبثق من أحلام خوسيه بوينديا...رجل يبحث عن طريق يؤدي إلى الحياة والحرية، ومن صلبه تخرج ذرية تتأرجح بين الطبيعة والتمرد...يقوم آل بوينديا بكل شيء :تخطيط بلدتهم وكسب ارزاقهم وتعليم أطفالهم...وبعد ذلك بسنوات يأتي موظف حكومي مصحوبا بحامية جنود يريد رفع العلم الوطني في سماء ماكوندو وصباغة بيوتها بلون ترضاه الحكومة...هنا تبدأ القصة!
في ذلك المساء، الذي يبدو الآن غارقا الماضي، عانقته وغمرني شعور جارف بالسرور للقائه. جلسنا ساعة في مقهى غاليسيا؛ وتبادلنا أحاديث مقتضبة تخللها الصمت. بدأ شاردا، فلم اسأله كثيرا عما مر به أثناء غيابه الاضطراري، وبدوره لم يخبرني بشيء، وكأنه فقد عنوة تلقائيته المعهودة. وقبل افتراقنا أهديت إليه رواية غابرييل غارسيا ماركيز...

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...