اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

إذا أحببت فأوقعها في قلبك لا في فخّك ..تونسي الهوى *بقلم: ماهر القدارات الحاج اللطيف

⏪⏬ 
لا أعرف لماذا كلما مرّ هذا اليوم بالذات إلاّ وتذكّرت المرّة الأولى التّي تقابلنا فيها وجها لوجه رغم الندبات العميقة التّي تحتلّني ورغم مرارة الجراح، أ لأنّك ميلادي وحياتي أو عُمري الذّي رحل من عُمري؟

أخبرتك يوما يا صديقتي أنّ الإنسان ُيولد ويُبعث من جديد في تلك اللحظة التّي يتحرّك فيها قلبه وتغلبه أشواقه حينها يُبعث كرجل من الأخدود الثائر في وجه الظلم، أو كمحارب يوناني ينشد وطنا يبني فيه مدينة طروادة من جديد، أو كشاعر جوّال يبحث عن امرأة تحتويه وتحتوي شعره.
وأنا مذ رأيتك وُلدت من رحم عينيك الجميلة ووقعت أسير خطوط الكُحل العربي الذّي تضعينه دوما والذّي يقسم خدّيك كخطّ استواء يفصل شطري الكُرة الأرضية فيُعلن في قلبي الثورة والأعاصير، وكم أتوه في أحمر شفاهك اللاّمع الذّي يُغريني دوما ويُخرجني من صلابتي وكلاسيكياتي القديمة التّي ترفض التورّط في الحب أو حتى مجرّد الاعتراف به.
فلم يعد بإمكاني الرجوع قبل تاريخ رؤيتك وكأنّ الزمان خانني هذه المرّة ولم أعد أميز العصور والحقب التاريخية وأنا الذي تعودت التنقيب في التاريخ واكتشاف الحضارات، فرجعت إلى بدائيتي الأولى حيث تكونين أنت سيدة التقويم.
أكتب اليوم وأنا أحمل بعضا من بقايا عطرها و جزء كبيرا من كلماتها التّي تعلق بالذاكرة والقلب معا، وتسري في العروق كما تسري الدماء، سحرتني طريقة كلامها وشجاعتها ونبل اعترافاتها و تمرّدها على تقاليد الحياة ورتابة الأيام وجرأتها الشديدة التي لا توصف وجنونها العفوي الذّي يجذبني كالمغناطيس، ذكرتني بسيّدات خلّدهن التاريخ، لقد شابهت إلى حدّ ما جنون علّيسة التي هربت من أخيها لتُؤسس قرطاج مدينتها الجديدة الفاضلة على ساحل بحر سطّر بأمواجه ثورة امرأة، أو لعلّها كزنوبيا ملكة تدمر المرأة الحديدية التي وقفت ثائرة في وجه الظلم والعدوان. إنها حقا آية من آيات الجمال والثقافة كأسطورة بلقيس يعجز أي أديب عن رسمها بكلماته، ربّما ستخونه اللّغة وسيتمرّد في وجهه التعبير وتنهزم في حضرتها أوصافه، لأنّ أنوثتها الطاغية أكبر من أن تُسجن في كلمات بسيطة و بعض النساء لا تُكتب يا صديقي لأنّ جمالهن سيذبل على الأوراق.
وهل تصدقني إن قلت لك أن فيها شيء لا يُوصف ولا يُحكى ولا يُكتب كتلك الأفعال الممنوعة من الصرف أو تلك القصائد الممنوعة من النشر، أو كطلاسم السحرة الغامضة أو كأوفاق المنجمين؟
على فكرة هي تبدو ساحرة كقصيدة من الشعر الجاهلي كتبها امرؤ القيس مُتغنيا بأمجاده، وعابثة بقلبي البريء كغزل عمر ابن ربيعة الجريء ورقيقة كأشعار نزار قباني التي تُثيرني وتُحرك شجوني، وآخذة بمجامع قلبي كشعر الحلاّج الصوفي أو كقواعد العشق لابن الّرومي، وعميقة كرثاء الخنساء لأخيها صخر وأولادها الذين قُتلوا في ساحات الحروب، وصامدة كشاعر مأساة يوناني . فوقها هالة كبيرة من السّحر والإغراء تُحيط بها من كل الجهات كأنّها نصوص أنثوية مقتبسة من روايات أحلام مستغانمي، لقد أعجبني تفرّدها وانطوائها الشديد على نفسها كأنّها في عزلة عن الدنيا وما فيها حتى أنّي لم ألمحها قط تتحدث مع صديق أو حتى تُطارد شابا بنظراتها أو تغريه بأنوثتها كما تفعل بنات هذه الأيام.
سحرني هذا الجنون وهذا الاختلاف، لم تكن مختلفة فحسب بجمالها بل بثقافتها وحيائها وبوجهها الذي يحمّر كلما كانت تتحدث إضافة إلى ارتباكها الشديد وتلعثمها في الكلام..أذهلني هذا الحياء فاعتنقته ولم أعتنق شيئا بعده.
جعلتني أدرك أخيرا أن المرأة هي طريق الرجل للحرية والثورة والحياة وهي في نفس الوقت سر الحياة ولغزها ومأزقها الأصعب الذي لا يُفهم..لم تجمعنا الشهوة ولا الحب في البداية بل جمعتنا الحياة ..جمعتنا الثقافة والكتب ..جمعتنا الصفات المشتركة ..جمعنا الطابع الريفي الأصيل ..جمعتنا الثورة على الخرافات والعقول التافهة التي لا تفهم الحب.. جمعتنا نظرات العيون المفاجئة التي أعلنت في قلبينا حالة من التأهب القصوى إنذارا بوقوع حالة حب فريدة.
لقد غيرت نظرتي بالكامل إلى المرأة وفتحت عيني على نقاط كثيرة غابت عني، وأعادت لي عاطفتي التي كدت أفقدها، وعلمتني منذ أول لقاء بيننا أن الرجل الذي يستند على امرأة تحبه لا يسقط أبدا وإن عبثت بقلبه عواصف الحياة. رجل لا يعرف الهزيمة ما دامت على رأس جيشه إمرأة جميلة ومثقفة في نفس الوقت.
المرأة هي عماد القلب والبيت وهي مشكاة المصباح الذي ينير دروب الحياة، أنارت دربي وشدت أزري في أصعب الأوقات ولم تتخلى عني كما فعل أصحابي ولم تتركني يوما وحيدا في مواجهة ظروفي..كانت أنسي في وحدتي وذاكرتي التي أحتفظ بها بعيد عن الجميع.
لطالما أطربت قلبي بكلماتها الجميلة وأدخلت السعادة لروحي بضحكتها المستفزة وبعثرت رجولتي بأنوثتها الطاغية .. لسان حالها يقول عطر المرأة هو حيائها وأنوثتها.
أكتب الآن وأنا أسترجع صورتها المحفورة في ذاكرتي .. لا تهدأ ولا تصدأ ولا تغيب كأنها منقوشة على أعمدة من رخام ..شعرت لأول مرة أن هذا الكون واسع ورحب، رغم الظلام الذي فيه، رأيت الظلام في بريق أثمن المجوهرات والحلي كما رأيت الشيطان متخفيا خلف أجمل الوجوه، إلا هي شعرت بأنها مختلفة وفريدة، منذ أن وقعت عليها عيني رأيت نورا مشعا يهدي كل عابر في شعاب قلبها ويطمئن كل خائف من تقلبات الحياة وغدر الزمان.
هناك في ذلك المقعد الخشبي أين التقينا أول مرّة، نظرنا معا إلى الشمس تخرج من بيتها خلف ثلوج جبال الهيمالايا، ثم نظرت في عينيها فرأيت أسطورة من ثلج ونار
كان الصباح بارداً،وكانت قلوبنا دافئة،وكانت أعيننا حالمة،وكنت أرى الكون في عينيها
هنالك فقط بدأت الحياة وكلانا وُلد من رحم الحب ليتحدى اليأس والموت وليقف في وجه الظلام.
أنا قادم بخطى ثابتة وقلب جريء ..أنا قادم لأودع ذكرياتي القديمة وتفاصيل الماضي الحزينة ..لقد مزقت قيود الخوف عندي وجعلتني أتحرر من سلطة التقاليد القديمة ومن روتيني اليومي.. لأصنع من حلمنا حياة نستحق أن نعيشها معا بعيد عن ثرثرة الناس وضوضاء المدينة، أنا قادم لأصنع من ذاتي ذاتا تستحق الخلود، ذات تأبى التشابه والتكرار.
الكلمات سجن ياصديقي وأكثر مشاعرنا صدقاً لا تكتب، فكلما كتبناها كنا أقرب للتخلي عنها منا إلى توثيقها، لذلك يظن القارئ أن العاشق حين يصف حبيبته يستعين بالكذب كثيراً، غير أنه فقط يحاول أن يُحمّل الكلمات أكبر قدر من مشاعره وهو خائب وفاشل مهما حاول، تماماً كخيبتي في محاولة کتابتِها!
وتلك هي ضرورة من ضرورات الكتابة والتأليف، فإذا لم تكن تجيد الكذب فلن تجيد الكتابة رغم أنه ليس كذبا بالمعنى الدقيق للكلمة، لنقل مبالغة أو براعة الكاتب في التخيل وأحيانا أخرى تكون أماني وقد يروي الإنسان أمانيه على هيأة كذبة بيضاء لكنها لا تضر أحدا بل تُجمّل الواقع وتصنعه من جديد برؤية أدبية وفنية مغايرة تجذب السامع إليها.. وهي نفسها يصوغها الشاعر على هيأة قصيدة يهديها لقرائه.
أعتقد دائما بأن داخل كل إنسان يوجد شاعر وكاتب وفنان، ربما يكتشف البعض منكم هذا الجزء في نفسه فتغلب على طباعه الرقة والشاعرية والمثالية ويجيد التعبير والتلاعب بالكلمات كيف ما شاء، وقد يغفل عنه البعض الآخر فيميل إلى الصمت والسكوت وتغلب على طباعه الخشونة ويفشل في التعامل مع غيره خصوصا في علاقته بالمرأة، ذلك أن الأدب ليس مجرّد كلمات ساحرة فكل العُشّاق هم كُتّاب ولكن ليس كل الكُتّاب عُشّاق.
فالكاتب مثلا يملك القدرة على وصف شفاه محبوبته بأجمال الأوصاف ولكن العاشق يتعداه فيضع على شفاه حبيبته قبلة وتلك هي كتاباته التي لم يستطع التعبير عنها.
وقد يُطيح حضن دافئ بين عاشقين بأعظم النصوص الأدبية والأشعار التي تصف جسم المرأة . الفن يعيش فينا أكثر مما يعيش في الكلمات ولكن قبل ذلك علينا يا سادة أن نُجيد قراءة الأحاسيس والمشاعر بقلوبنا أولا ومن ثمة نكتبها.


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...