⏬ ..لن تمطر بعد اليوم، فالغيوم رحلت بصمت، بعد أن زمجرت وغضبت ولمعت، فجاء فجرٌ جديد نشرت الشمس أشعتها، وتمايلت الزهور منتشيه فرحا، كانت حسنائي المترفة، تغضب وتبكِ لأتفه الأسباب، ولا مجال لي سوى إرضاءها، وإحساس ألم الذليل يتفاقم
ويأكلني، فَكثُرَ الدلال وأزداد المطر ضراوة، فطفح الصبر، ولا وجود للحب، بل كان طغيانٌ على الفقير، فجاء اليسرُ بعد العسر، خصلة من شعاع الشمس، اخترقت تلك الغيوم المستبدة، فكانت صبية نجلاء برونقها البسيط، دخلت جنينتي المعتمة، وبيدها زهرة حمراء وهدية، وَقفتْ أمامي مذهولة متعجبة، تنظر لبؤس حالي، وعيناها مملوءتان دموع الشفقة، فأعطتني زهرتها، وطبعتْ على خدي قُبلة مواساة، فقلت من أنتِ أيتها الصبية، قالت أنا شمسك، وأحلامك المستقبلية، فرنت أجراس الحب، ورقص الفؤاد على صوت الشجن، فتبددت غيوم الذل، ورحلت الكوابيس سجانتي الباكية من حياتي، وفرحا تهلل فؤادي بإحساس الحنان، وسحر النظرات وهمس الكلام، وفضت منقذتي علبة الهدية، فكان داخلها فستان عرس ابيض، فتألقت أيامي بأريج الزهور، وطعم الحب، ولمسات الحنان، دون أمطار ودون غيوم باكية.
*وسام السقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق