قبل عام من اليوم ، غادرنا بطل الرهينة ، أتذكر ذلك الصباح الكئيب الذي تلقينا فيه نبأ رحيل أديبنا الكبير أحمد قاسم دماج ، كان ذلك الصباح عابسا ، توارت فيه الشمس خلف سحابة سوداء .... ذلك النبأ الفاجع لم يسع أديبا بحجم أديبنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح إلا أن ينشدّ قصيدة مؤثرة وحزينة ، يرثي فيها رفيق دربه الراحل أحمد قاسم دماج : لست أرثيهِ
أبكي مناقبه
فهو أكبر من كلمات العزاء
وما في القواميس من مفردات
البكاء.
خِلته لن يموت
ولن يهجرَ الأرض حتى
تعود الحقوق
إلى أهلها
وتعود السماء لتمطر أشجارنا
بمياه العدالة
آه عليه
فقد كان أكثرنا حكمة
واحتمالاً إذا عبس الخطب
بل كان أكبرَنا في اجتراح الرؤى
النافذة ..
من أين نبدأ بالحديث عن أديب اليمن الكبير أحمد قاسم دماج ؟
هل نبدأ بالحديث عنه شاعرا حداثيا مُجيدا ، أم نبدأ بالحديث عنه رمزا تنويريا يتقدم طليعة التنويريين الأحرار في اليمن ، أم نبدأ بالحديث عن أحمد قاسم دماج المناضل الوطني الجسور ، فتاريخه النضالي طويل ، منذ أن أودعته القوى الإمامية رهينة ، وانتزعته من وسط أسرته وهو لا يزال طفلا لم يتجاوز العاشرة ، هو بطل رواية الرهينة ، الرواية العربية المشهورة ، تاريخ نضالي مبكر ...
إننا أمام شخصية أدبية كبيرة ومرموقة ، وقامة نضالية سامقة ، وشخصية سياسية ثابتة المبادئ ، مخلصا لقضايا وطنه المصيرية ..
حينما تسافر مع الحرف و تقرأ نصا شعريا للأديب الراحل أحمد قاسم دماج ، تشعر أنك أمام شاعر من طراز رفيع ، مثل أدونيس أو درويش ..
وقفت على نص من نصوص دماج الشعرية تحت عنوان : "حديث النهر" ، نص طافح بالجمال والتحديث الشاعري :
"أيها المستقر على راحة الريح يا صاحبي
أُسندُ الآن بالنخلات دمي
وبعرف الفرات عظامي
وبالعزة الواقفه
أستريحُ على الشفرة الراعفه
وأعبرُ كل السيوف إلى ضفةٍ راجفه"
يا لجمال هذا البوح الشاعري ، المليء بالصور البديعة والعميقة ، بعيدا عن التكلف والزخرفة اللفظية ، شعر راقٍ غير مباشر ، ينم عن عبقرية شاعرنا الكبير ، أحمد قاسم دماج ، وعن تجربته الشعرية الفريدة ..
كنت أتساءل وأنا أقرأ له نصوصا شعرية في بعض أعداد مجلة غيمان ومجلة الحكمة ـ من ارشيف أحد الأصدقاءـ ألم يصدر لهذا الشاعر ديوان شعر حتى الآن ؟
تفاجأت بأن الراحل الأديب أحمد قاسم دماج لم يصدر له أي ديوان شعري ، بالرغم من أنه من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، وكان رئيسا للاتحاد لأكثر من دورة .
قصائد أديبنا دماج درر مكنونة ،
وقلائد مصونة
ولوحة فنية بديعة تُرسم على جدران الذاكرة ..
أما آن لهذه الدرر أن ترى النور ، وتطبع في ديوان جامع لكل قصائده ؟ ؟
أبكي مناقبه
فهو أكبر من كلمات العزاء
وما في القواميس من مفردات
البكاء.
خِلته لن يموت
ولن يهجرَ الأرض حتى
تعود الحقوق
إلى أهلها
وتعود السماء لتمطر أشجارنا
بمياه العدالة
آه عليه
فقد كان أكثرنا حكمة
واحتمالاً إذا عبس الخطب
بل كان أكبرَنا في اجتراح الرؤى
النافذة ..
من أين نبدأ بالحديث عن أديب اليمن الكبير أحمد قاسم دماج ؟
هل نبدأ بالحديث عنه شاعرا حداثيا مُجيدا ، أم نبدأ بالحديث عنه رمزا تنويريا يتقدم طليعة التنويريين الأحرار في اليمن ، أم نبدأ بالحديث عن أحمد قاسم دماج المناضل الوطني الجسور ، فتاريخه النضالي طويل ، منذ أن أودعته القوى الإمامية رهينة ، وانتزعته من وسط أسرته وهو لا يزال طفلا لم يتجاوز العاشرة ، هو بطل رواية الرهينة ، الرواية العربية المشهورة ، تاريخ نضالي مبكر ...
إننا أمام شخصية أدبية كبيرة ومرموقة ، وقامة نضالية سامقة ، وشخصية سياسية ثابتة المبادئ ، مخلصا لقضايا وطنه المصيرية ..
حينما تسافر مع الحرف و تقرأ نصا شعريا للأديب الراحل أحمد قاسم دماج ، تشعر أنك أمام شاعر من طراز رفيع ، مثل أدونيس أو درويش ..
وقفت على نص من نصوص دماج الشعرية تحت عنوان : "حديث النهر" ، نص طافح بالجمال والتحديث الشاعري :
"أيها المستقر على راحة الريح يا صاحبي
أُسندُ الآن بالنخلات دمي
وبعرف الفرات عظامي
وبالعزة الواقفه
أستريحُ على الشفرة الراعفه
وأعبرُ كل السيوف إلى ضفةٍ راجفه"
يا لجمال هذا البوح الشاعري ، المليء بالصور البديعة والعميقة ، بعيدا عن التكلف والزخرفة اللفظية ، شعر راقٍ غير مباشر ، ينم عن عبقرية شاعرنا الكبير ، أحمد قاسم دماج ، وعن تجربته الشعرية الفريدة ..
كنت أتساءل وأنا أقرأ له نصوصا شعرية في بعض أعداد مجلة غيمان ومجلة الحكمة ـ من ارشيف أحد الأصدقاءـ ألم يصدر لهذا الشاعر ديوان شعر حتى الآن ؟
تفاجأت بأن الراحل الأديب أحمد قاسم دماج لم يصدر له أي ديوان شعري ، بالرغم من أنه من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، وكان رئيسا للاتحاد لأكثر من دورة .
قصائد أديبنا دماج درر مكنونة ،
وقلائد مصونة
ولوحة فنية بديعة تُرسم على جدران الذاكرة ..
أما آن لهذه الدرر أن ترى النور ، وتطبع في ديوان جامع لكل قصائده ؟ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق