القاهرة ـ أحمد رجب
هكذا خاطب البرازيلي باولو كويليو قراصنة الكتب الذين أتاحوا أعماله للتحميل المجاني عبر تحويلها إلى صيغ تصلح للقراءة الإلكترونية، ولدى كويليو قناعة بأن النشر المجاني لأعماله عبر الإنترنت زاد من توزيع نسخها الورقية بنسبة تصل إلى 20% بحسب تقديره، وهو يرى في قراصنة الكتب لصوصا من نوع خاص
لا يضر أحدا، بل يقدمون فوائد جمة للكاتب والناشر والقراء، فإذا كان الناشر سيكسب من زيادة المبيعات الورقية، فإن ربح الكاتب يتمثل في إتاحة أعماله لأكبر عدد ممكن من القراء، وهم بدورهم يستفيدون من المتاح مجانا، فإن أعجبه الكتاب واشتراه ورقيا لن يندم على ثمنه.
سلاح التحريم
وقد زادت ظاهرة قرصنة الكتب وإتاحتها الكترونيا بالمجان، وفشل الناشرون في مواجهتها فلجأوا إلى سلاح الدين لتحريمها، وهكذا نشرت دار الإفتاء المصرية على موقعها فتوى بتحريم نشر الكتب على المواقع الإلكترونية مجانًا، بدون موافقة من صاحب الكتاب ودار النشر الصادر عنها، وكثرت فتاوى مشابهة من جهات دينية في دول مختلفة، وتباينت الفتاوى بين كلمة "يجوز" وكلمة "حرام" لكن الأغلبية منها اتخذت موقفا وسطا مثل الرأي المنشور بموقع إسلام ويب" فالذي أرى أن الإنسان إذا نسخها لنفسه فقط، فلا بأس، وأما إذا نسخها للتجارة، فهذا لا يجوز؛ لأن فيه ضررًا على الآخرين".
والعجيب في الأمر أن ممارسي القرصنة الإلكترونية يفتتحون مواقعهم بطلب الدعاء من المستفيدين، ويؤكدون أنهم يبتغون بعملهم هذا مرضاة الله.
من جانبه وصف سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين القرصنة الإلكترونية للكتب بأنها "سرقة للمؤلف والناشر"، ومع تأكيده على أن الكتاب الورقي لا يزال هو الأكثر رواجًا، بدليل الإقبال الكبير من القراء على معارض الكتب، وقال: " في ظل عدم وجود قوانين تحرم ذلك فلم يعد أمام الناشرين إلا تكرار مخاطبة جوجل لمنع ظهور المواقع المقرصنة على محركها مع أنها سابقا لم تستجب لنا، وذلك مناشدة ضمير القارىء حتى لا يستخدم سلعة لم يدفع ثمنها، ويرى أن انتهاك الحقوق الفكرية والأدبية هي ثقافة، فالقارئ العربي لديه فكرة أن الناشر يسرق المؤلف وبالتالي تصح سرقته".
أما د. خالد عزب فيرى إن انتشار هذه الظاهرة يكشف الناشر العربي عن مواكبة متطلبات الباحثين، مما اضطرهم إلى تشكيل مجموعات عبر الفيس بوك لتبادل رسائل جامعيّة حول موضوعات يصعب العثور على مصادر عنها بالطرق التقليدية، كذلك تقوم بإتاحة الكتب بصيغ رقمية، وبصورة مجانيّة، وهو ما يراه الناشر الأصلي إهداراً لحقوقه، ويرى الحل في ضرورة وجود قنوات للتوزيع الرقمي المنخفض التكلفة، إضافة إلى ضرورة صدور قوانين في الدول العربية للتعامل مع تلك الظاهرة، بحيث تقوم وزارات الاتصالات بحجب المواقع التي لا تحترم حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر.
الوصول إلى القارىء
وقد تباينت مواقف الكُتّاب من تلك الظاهرة، فالقاص المصري شريف صالح لا ينكر التأثير السلبي لنشر الكتب مجانا عبر الإنترنت، لكنه يضيف "قبل أن نلوم من يفعل ذلك فعلى الناشر أن يسأل نفسه هل هو أساسا بيحاسب الكاتب بما يرضي الله وفق العقد؟ وعن سبب رواج الظاهرة يضيف "ما يدفع القراء إلى شراء الكتب المزورة أو انتظار نشرها مجانا من خلال مواقع الانترنت هو ارتفاع سعر الكتب الأصلية، ودور النشر تستطيع وقف سوق التزوير من خلال تقديم طبعات متفاوتة الجودة وبالتالي متفاوتة السعر".
خدمة المعرفة
أما الباحث المغربي عبدالغني عمراني، وهو حاصل على الماجستير في الأدب العربي، وله نشاط في إتاحة الكتب المتخصصة مجانا عبر العديد من الجروبات على الفيس بوك، فيقول "أغلب من يشاركونه النشاط يقصدون تيسير الحصول على المعرفة للباحثين والمثقفين، وهم يتطوعون بجهدهم الخيري وغرضهم فقط المساهمة في نشر المعرفة، بإرشاد الناس إلى روابط كتب موجودة فعلا.
أما أصحاب مواقع تصوير الكتب ورفعها، فربما يعززون مكانة مواقعهم لأهداف ما. وأغلب الظن أنهم يجنون الأموال تبعا لكثرة المستعملين، فهذه المثابرة على تصوير الكتب وفق أحدث التقنيات وإدارة الموقع تحتاج أطرا وعاملين ورواتب تدفع. وربما يعوضون هذه التكلفة عن طريق الحصول على نسبة من الإعلانات التي تنشرها جوجل على مواقعهم، وعموما تشكل الكتب المصورة والمنشورة إلكترونيا فتحا علميا وتكنولوجيا لم يكن متاحا من قبل، لهذا السبب يتم الإقبال عليها، وكذلك لانها توفر سيلا معرفيا كبيرا غير معهود قبلا، بالإضافة إلى سهولة الولوج إليها دون الحاجة إلى الذهاب للمكتبة للقراءة، لأنه لا يمكن للأشخاص كلهم أن يتوفروا على مكتبات ضخمة في منازلهم، وأيضا إلى جانب العامل الاقتصادي لانها تتوافر مجانيا على النت، فاقتناء كتاب ذي جودة أصبح مكلفا اقتصاديا، كما أن توفرها على جهاز الحاسوب يوفر حيزا في المكان و الجهد".
لكن في المقابل تطرح قضية حقوق المؤلف والنشر والطباعة، لأننا لا نملك في العالم العربي قوانين مهيكلة للنشر الإلكتروني، وأنا أرى أن هذا لا يضر كثيرا لأنه لا يزال للكتاب الورقي زبائنه، وهذا ما يلاحظ في معارض الكتاب التي تقام هنا وهناك، كما أن القراءة إلكترونيا متعبة، وأنا شخصيا لا أستطيع القراءة في الحاسوب لمدة طويلة لتأثيرها السلبي على العينين، لذلك لا أستغني عن شراء الكتاب ولو توفرت لي نسخة الكترونية لنفس الكتاب.
(وكالة الصحافة العربية)
باولو كويليو يخاطب قراصنة الكتب الذين أتاحوا أعماله للتحميل المجاني عبر تحويلها إلى صيغ تصلح للقراءة الإلكترونية."أرحب بكم لتحميل كتبي مجانا فإن أعجبتكم يمكنكم شراء النسخة الورقية منها، وهكذا سنخبر دور النشر أن الجشع لن ينفعها".
هكذا خاطب البرازيلي باولو كويليو قراصنة الكتب الذين أتاحوا أعماله للتحميل المجاني عبر تحويلها إلى صيغ تصلح للقراءة الإلكترونية، ولدى كويليو قناعة بأن النشر المجاني لأعماله عبر الإنترنت زاد من توزيع نسخها الورقية بنسبة تصل إلى 20% بحسب تقديره، وهو يرى في قراصنة الكتب لصوصا من نوع خاص
لا يضر أحدا، بل يقدمون فوائد جمة للكاتب والناشر والقراء، فإذا كان الناشر سيكسب من زيادة المبيعات الورقية، فإن ربح الكاتب يتمثل في إتاحة أعماله لأكبر عدد ممكن من القراء، وهم بدورهم يستفيدون من المتاح مجانا، فإن أعجبه الكتاب واشتراه ورقيا لن يندم على ثمنه.
سلاح التحريم
وقد زادت ظاهرة قرصنة الكتب وإتاحتها الكترونيا بالمجان، وفشل الناشرون في مواجهتها فلجأوا إلى سلاح الدين لتحريمها، وهكذا نشرت دار الإفتاء المصرية على موقعها فتوى بتحريم نشر الكتب على المواقع الإلكترونية مجانًا، بدون موافقة من صاحب الكتاب ودار النشر الصادر عنها، وكثرت فتاوى مشابهة من جهات دينية في دول مختلفة، وتباينت الفتاوى بين كلمة "يجوز" وكلمة "حرام" لكن الأغلبية منها اتخذت موقفا وسطا مثل الرأي المنشور بموقع إسلام ويب" فالذي أرى أن الإنسان إذا نسخها لنفسه فقط، فلا بأس، وأما إذا نسخها للتجارة، فهذا لا يجوز؛ لأن فيه ضررًا على الآخرين".
والعجيب في الأمر أن ممارسي القرصنة الإلكترونية يفتتحون مواقعهم بطلب الدعاء من المستفيدين، ويؤكدون أنهم يبتغون بعملهم هذا مرضاة الله.
من جانبه وصف سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين القرصنة الإلكترونية للكتب بأنها "سرقة للمؤلف والناشر"، ومع تأكيده على أن الكتاب الورقي لا يزال هو الأكثر رواجًا، بدليل الإقبال الكبير من القراء على معارض الكتب، وقال: " في ظل عدم وجود قوانين تحرم ذلك فلم يعد أمام الناشرين إلا تكرار مخاطبة جوجل لمنع ظهور المواقع المقرصنة على محركها مع أنها سابقا لم تستجب لنا، وذلك مناشدة ضمير القارىء حتى لا يستخدم سلعة لم يدفع ثمنها، ويرى أن انتهاك الحقوق الفكرية والأدبية هي ثقافة، فالقارئ العربي لديه فكرة أن الناشر يسرق المؤلف وبالتالي تصح سرقته".
أما د. خالد عزب فيرى إن انتشار هذه الظاهرة يكشف الناشر العربي عن مواكبة متطلبات الباحثين، مما اضطرهم إلى تشكيل مجموعات عبر الفيس بوك لتبادل رسائل جامعيّة حول موضوعات يصعب العثور على مصادر عنها بالطرق التقليدية، كذلك تقوم بإتاحة الكتب بصيغ رقمية، وبصورة مجانيّة، وهو ما يراه الناشر الأصلي إهداراً لحقوقه، ويرى الحل في ضرورة وجود قنوات للتوزيع الرقمي المنخفض التكلفة، إضافة إلى ضرورة صدور قوانين في الدول العربية للتعامل مع تلك الظاهرة، بحيث تقوم وزارات الاتصالات بحجب المواقع التي لا تحترم حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر.
الوصول إلى القارىء
وقد تباينت مواقف الكُتّاب من تلك الظاهرة، فالقاص المصري شريف صالح لا ينكر التأثير السلبي لنشر الكتب مجانا عبر الإنترنت، لكنه يضيف "قبل أن نلوم من يفعل ذلك فعلى الناشر أن يسأل نفسه هل هو أساسا بيحاسب الكاتب بما يرضي الله وفق العقد؟ وعن سبب رواج الظاهرة يضيف "ما يدفع القراء إلى شراء الكتب المزورة أو انتظار نشرها مجانا من خلال مواقع الانترنت هو ارتفاع سعر الكتب الأصلية، ودور النشر تستطيع وقف سوق التزوير من خلال تقديم طبعات متفاوتة الجودة وبالتالي متفاوتة السعر".
خدمة المعرفة
أما الباحث المغربي عبدالغني عمراني، وهو حاصل على الماجستير في الأدب العربي، وله نشاط في إتاحة الكتب المتخصصة مجانا عبر العديد من الجروبات على الفيس بوك، فيقول "أغلب من يشاركونه النشاط يقصدون تيسير الحصول على المعرفة للباحثين والمثقفين، وهم يتطوعون بجهدهم الخيري وغرضهم فقط المساهمة في نشر المعرفة، بإرشاد الناس إلى روابط كتب موجودة فعلا.
أما أصحاب مواقع تصوير الكتب ورفعها، فربما يعززون مكانة مواقعهم لأهداف ما. وأغلب الظن أنهم يجنون الأموال تبعا لكثرة المستعملين، فهذه المثابرة على تصوير الكتب وفق أحدث التقنيات وإدارة الموقع تحتاج أطرا وعاملين ورواتب تدفع. وربما يعوضون هذه التكلفة عن طريق الحصول على نسبة من الإعلانات التي تنشرها جوجل على مواقعهم، وعموما تشكل الكتب المصورة والمنشورة إلكترونيا فتحا علميا وتكنولوجيا لم يكن متاحا من قبل، لهذا السبب يتم الإقبال عليها، وكذلك لانها توفر سيلا معرفيا كبيرا غير معهود قبلا، بالإضافة إلى سهولة الولوج إليها دون الحاجة إلى الذهاب للمكتبة للقراءة، لأنه لا يمكن للأشخاص كلهم أن يتوفروا على مكتبات ضخمة في منازلهم، وأيضا إلى جانب العامل الاقتصادي لانها تتوافر مجانيا على النت، فاقتناء كتاب ذي جودة أصبح مكلفا اقتصاديا، كما أن توفرها على جهاز الحاسوب يوفر حيزا في المكان و الجهد".
لكن في المقابل تطرح قضية حقوق المؤلف والنشر والطباعة، لأننا لا نملك في العالم العربي قوانين مهيكلة للنشر الإلكتروني، وأنا أرى أن هذا لا يضر كثيرا لأنه لا يزال للكتاب الورقي زبائنه، وهذا ما يلاحظ في معارض الكتاب التي تقام هنا وهناك، كما أن القراءة إلكترونيا متعبة، وأنا شخصيا لا أستطيع القراءة في الحاسوب لمدة طويلة لتأثيرها السلبي على العينين، لذلك لا أستغني عن شراء الكتاب ولو توفرت لي نسخة الكترونية لنفس الكتاب.
(وكالة الصحافة العربية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق