اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة أدبية لنص " الموجة الناجية " للكاتب فتحي الحمزاوي ــ تونس

بقلم :حنان بدران 
الموجةُ النّاجيةُ من حربِ طروادة
تُخفي أولادها في ظلّ شجرةِ التّينِ
تتسرّبُ إليَّ ليلا من فتحةِ بابي الخشبيِّ
في غرفتي المعزولةِ عن النّرجس
تتوهّجُ عَرَقًا من السَّير على طريقِ الوحدةِ
نحو عشائي الأخير.
لم أكن هناكَ
كنتُ منشغلا بسرقة الظّلّ من الشجرة البالية

لأضنعَ عشاء الموتى حديثا
بداء الاختفاء،
كنتُ متلهّيا بقطفِ دائرةِ القمر
لِأُهديها صباحا للمشرّدين من الأطفال
من المدينة الفاضلة.
اختفتْ الموجةُ النّاجيةُ في الوسادة القديمة
تلك التي تعبتْ من ثقل الرّؤوس،
الآتية من المسلخ القديم لسلالة الطّين.
أشرف الظّلّ على مقاطعةِ الشّجرةِ
لا خوفا من الحطّاب المدجّج بالفؤوس،
بل طمعا في معانقة الموجة الناجية.
استدرجني المغيبُ إلى قتلى طروادة،
أغرقني في وحلِ الإلياذة
حيثُ كانتْ تُقيمُ الموجةُ الناجية.
حالفني الحظّ أن أمدّ يديَّ آخر مرّة
لعنقود من التّمر الفصيحِ
بقيَ وحيدا في نخلةٍ عاريةٍ إلّا من الضّحك،
انساب العنقودُ في مجاري العمر
قطف منّي دقّات القلب،
واختفى في تفاصيل الموجة.
كان عليّ أن أسابق الرّيح
عندما هبّتْ في اتّجاه القلبِ
ذاك النّهار.
كان عليَّ أن أجْأرَ كما الذّئب... وكما النّبات
قبل أن تتوقّف السّاعةُ الحائطيّةُ.
حين ينادي المنادي سأسألُ المارّين عن اسمي
ذاك الذي ضاع في ضلوع الموجة النّاجية.
سأسألهم
عن حطب لم تعشقه النّارُ يوما
وعن غيمة بلا نُخاع شوكي
خبّأتها الرّياحُ بعيدا عن أرض طروادة.
وفي المساء حين يزحف الليلُ
نحو المائدة المنفردة
لن تكون النافذةُ مُغلقةً
لأنّ الظّلامَ الجائعَ يحملُ جوازَ العبور
نحو الخبز اليابس والزّيت الملوّث،
لن تكون النافذةُ مُغلقةً
في وجهِ عوليس الهاربِ
تتبعهُ الموجةُ النّاجيةُ.

فتحي الحمزاوي/تونس
_____________________________
أقول دائما أن الفن العظيم ليس هو فقط انعكاسا للواقع بقدر ما هو تبشير بالمستقبل.
وليس مطلوبا من الادب المعاصر أن يكون مجرد مرآة عادية للأحداث المعاصرة بالضرورة ،بقدر ما أن تتمتع روح كلماته بالنبوءة للأحداث التي ستحدث مقدما،
وتحريض له كما بلورة الساحر الشفافة وفي نص أديبنا المبدع كان لنا
حوارية شعرية فارقة وغارقة في عمق التاريخ القديم للأساطير كانت رحلتنا بقلمك فجأت هذه الفرقة الناجية الوحيدة التي أعتقد أنها فرقة إلا من رحم ربي فكانت هذه الفرقة التي وهبها الله الفكر وحاولت أن تحافظ على هيئتها وهيبتها وتأتي متخفية وكأني بفرقة تبحث في وسط الخراب والدمار والحروب وأختلاط الحقائق صوت وصوره، فجأت المفارقة العجيبة والغريبة لربما أن تصبح الحقائق دائما متخفية في الظل ومحرما عليها أن تكون في الضوء ولهذا لزاما عليها أن تبقى تتوهج في عتمة طريقها الصعب المفروض عليها،و أن تسير وحيدة تكابد الآلام في طريق الظلام والكراهية ،وهي تتوهج لشدة ما اعتراها من جهد وهي تلهج بأنفاسها هاربة من حمم حرب ضروس،فلجأت تلتمس لقمة سائغة وكرامة إنسانية عاجلة لإنقاذ حياتها فما كان من المنقذ إلا أن يعد لها عشاء أخيرا بجو ضبابي سوداي الرؤى والرؤيا، لواقع يراه عن بصيرة نافذة مرتهن بالهرج والمرج والداخل فيه مفقود والخارج منه مولود،نحن نتاج طبيعي للظلامية القادمة من البعيد القريب، الذي يتوالد ويتناسل ليعيد التاريخ المؤلم للواقع المتردي فكانت رحلة قادمة من عمق مؤلم لواقع أكثر إيلاما ،وكأن الشاعر يقول لنا مسلخ الماضي بمجازره لم يختلف كثيرا عن واقع الحاضر ،مرايا الماضي لم تعكس إلا حاضرنا المعاش فكنا نسخة الكربون لكل الجزارين الحاضرين لقطع أي رؤوس أينعت حين حان موعد قطافها.
أم نحن نتيجة خطيئة أصلية منحدرة منذ أدم وحواء وانما لتلك السقطات أسباب واضحة محددة المعالم ،تعود بمعظمها إلى آثار الاستعمار علينا وانعكاسات سياساتهم على تقدمنا ونبذ بذرة الخلاف بيننا لتنمو وتربو ....
ولا أعرف ما هي النصيحة الأجدى هنا هل نترك الماضي غارقا في أكفانه؟
ولكن المشكلة أن الماضي هو الميت الوحيد الذي يلازمنا على مائدة الحاضر ويطاردنا حتى شطآن المستقبل .
مازال الظلم يخيم بالصمت وكل حقيقة سيدركها الظلام، والكراهية والكل تواق إلى أن يكون هناك ضمن الفرقة الناجية، ولكن حبل الأمنيات يمد يده بالخذلان ما زلنا في زمن الحرب نتوارث سقم الأيام الماضية نتوالد بالعنف ونعيش بهيبة القاتل الذي يرعب ولا يرتعب، ما زلنا ننتظر في وحلنا نحمل السؤال بالنهاية ماذا بقي لنا ونحن نبحث عن تفاحة الغواية؟!
فبات السؤال بالبحث عمن اغوانا؟
تيه السؤال بالنهاية من غرق في البحث في لجج البحر، كيف تبحث عمن كان السبب في الغواية الأنثوية الذي كان حاضرا بقوة السؤال هنا ، ونحن نكتب ملاحم نزفنا بالشعر ونؤرخ الياذة أخرى ...عند نخلة عارية، بقي لنا من الواقع أن نبحث عن الخلاص /في نهاية المطاف لنعاود الكرة بالبحث عن عنقود التمر في عمق التاريخ القديم / لا بد أن نكون حاضرا متجددا بقوة السؤال.
لغة السؤال ونوعها مازالت تؤثر فينا، فكنا كلما لمسنا لغة أخرى نتأثر دون أن نؤثر فيها، وكأننا بتنا أمة عاقر عن التأثير بالأخر، وكأن عنقود التمر الغني الثري (كلغة ثرية) بكل ما احتواه من غنى وتنوع وثراء لم يعد يستهوينا، ولهونا عنه بالفصاحة بلغة أخرى فضاع منا الفصيح من اللغة دون أن نكون واعين لهذا الضياع .
الشيء الوحيد الذي بقي فينا هو الكلمات المأزومة القادمة من سواقي اللغة لنكتب فيها لسواقي الريح العاتية ونرجو لها النجاة كالفرقة الناجية.
ولعل أستحضار التاريخ المؤلم بكل أساطيره ما هو إلا محاولة للإغتسال من الماضي ربما بصابون الأعتراف...ولكن يا سيدي أين المفر إذا كان الماضي يسكن تحت جلدنا وهاهي ....
عاصفة هوجاء تهب على عناقيد العمر وتتوه في لجة الضياع السائد الآن ما هو رسم لوحة أخرى بعيدة عن العشاء الأخير، لوحة للفوضى العارمة عنوانها صخب يعلو هدير الموج الغاضب. ..كلسان أخرس الحطاب، حين تعلو موجة جنون الواقع وتشتعل الغابة أمامك بأكملها، كيف لك كفرد أن تنقذ غابة بمفردك، فتصبح أرض الغواية أمامك كرة لهب مشتعلة، فكيف لا تعشق النار حينها الخشب اليابس ؟
إن كنا احياء بالمحرقة فنحن أمام مشهدية محزنة جدا ما بقي من الحطب إلا الرماد ونحن نشتعل لم يعد هناك من العشاء إلا الزيت الملوث بطعم الحريق وكوابيس تلاحق ظلنا ونوافذ مشرعة للهواء والعراء،نبحث عن ظل الحياة فينا لنجد أجسادنا تحمل توابيتها في كفن جسدها وهي تمضي وتمشي في أرض اليباب، لا نوافذ لنا ولا أبواب ما بقي في الحقل إلا حطب جهنم الهارب من نارها المستعرة.

قراءة بالعموم حول النص
___________________________

وظِلّ السؤال بقي معي من أول القصيدة حتى نهايتها لأسأل معك
هل هناك فرقة ناجية؟
ظل السؤال أخذنا لعين الشمس لتوهمنا النجاة،فما كان من النجاة في صخب وغضب البحر سوى اشتعال حريق في نفوسنا،ما زلنا ننتظر حيث صارت أرض الهزيمة مستنقعا من الرمال المتحركة نغوص فيها ببطء دون أن نلحظ انها توشك أن تبتلعنا الموجة نهائيا .
لربما كانت الفرقة الناجية هم كل الذين عشقوا الالتزام ولكن لم يتزجوه فكانوا الناجين المنضمين لفرقة البحث عن الحقيقة، ما زالت اللغة والكتابة هو الجنون الصارخ. والمشحونة صدقا هي الأكثر صلابة من حد السكين ،فأعلنت الفرقة نزفها وكل كاتب واعي، والوعي له ثمن فاحش !!
الثمن حين يعيش في مدينة تتربص به، فإن وجدنا المدينة الفاضلة تحتضننا، سنجد مجتمعا متخلفا يتربص بنا ،وحين لا تتربص بك الأمكنة، تتربص فيك نفسك, أو بذور الانتحار هي نفسها بذور الأمل.
إذا كان هناك ما تطمح لتحقيقه فهذا يعني أن تكون مستعداً للموت لأجل تحقيقه ،حين يصبح الموت والحياة وجهان لعملة واحدة،حين يصبح التربص بات فيك داخلي لا خارجي .
صديقي أقول ختاما....
لا سفن هناك تجليك عن ذاتك، الوعي أن تتربص بنفسك، والهرب مستحيل ما دامت الحقيقة صدق ذاتنا.
إذا يبقى االسؤال الخجول فينا، ماالذي بقي من الكلمات في زمن اللهيب والمعارك الغامضة المصير ؟
بل مالذي يبقى غير الكلمات ؟
حتى المقابر تأكل الأجساد بشهية المفترس وينبت العشب المجنون عبر القفص الصدري مغطيا الجمجمة ولا يبقى لنا غير الكتابة على شاهد. القبر حية نابضة كلما غسلها المطر أو أومضت الشمس فوق مرآتها.
مالذي يبقى غير الكلمات ؟
في القلب تنمو وتنبت فتحول الضحية إلى ثورة عارمة وتكون غامضة المصير ؟!
لا ضمانات في زمن الغدر والخيانة والانهزامية،نقاتل كي لا نفقد ذاكرتنا في زمن الانهيار ...
وأعتقد أن اللغة والكتابة والكاتب بالذات أكثر. المقاتلين صمودا لأنه هو الوحيد القادر على حماية دماغ الأمة من التدمير .
دمت مدافعا صلبا ومقاتلا شرسا تلتحم في لحظة الإضاءة التي تعارفنا عليها تقليديا بالمسمى بالوفاة، عندها لن تكون معاركنا غامضة المصير، لأننا لن ننسى لماذا انفجر نهر الدم، ولن نسمح بطمس رسالة من استشهدوا ليفرشوا لنا الطريق بأجسادهم واضعف الفعل أن نضيء لافتات الطريق لنرشد إلى الهدف .
وحتى نصل إلى تلك اللحظة علينا حين تشعر بانسحاب الضوء من ذاتنا علينا أن نبادر بتسليم الراية لغيرنا بسرعة ليد لم تتعب بعد ،وما زالت تصر أن تعانق النور وتصر بشدة على الركض لإضاءة الشعلة الإلهية، التي هي العدالة والحق والحب والفرح ...والخبز غير المرّ.
يا صديقي .Fathi Hamzaui
أي تفكير في المستقبل يجب أن يكون في معزل عن أساطيرنا في الرؤيا بعمق المستقبل هو عادة أمر مأساوي بالنسبة لي لأن الغد يملكنا أكثر مما نملكه والمفاجآت تحكم كل توقعاتنا .
مازلت أرى كثيرا من الدم في المستقبل كثيرا من الدموع والهشيم ومخاضا عسيرا بالكاد يخرج من عنق الزجاجة،لكن الشمس ستشرق عبر شواهد القبور وبين أشلاء العصافير المحروقة الأجنحة ...ويوم تشرق الشمس سيكون وجه الأرض داميا وممزقا ،ولكن ستجد الابتسامة لوجوه طالها الحزن طويلا ،كل ما أراه الآن أن الفرح لن يولد من أسرة جيلنا،والعدالة لن تنتصب إلا فوق توابيتنا.
تحياتي لك فيما قرأت كانت لي رؤيا حاولت أن أحلق فيها خارج السرب معك شكرا لطرحك الرائع فتقبل ما قرأت مني ا.Fathi Hamzaoui مع الشكر الجزيل لك.
بقلم
حنان بدران .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...