قالت الآنسة نور:
" حان وقت النوم"
وفيما حبات الطلع تتراقص مع النسائم الربيعية،تبحث بهيام عن كاسات الزهور، استلقت نورا على الفراش الناعم كغيمة، سحبت اللحاف حتى ذفنها،أرخت جفنيها، وغاصت في هدوء النوم.
انزلقت عبر الباب المفتوح جزئيا دفقة هواء، تغلغلت عبر مسامات الفراش،الذي ارتفع ببطء صوب النافذة،خرجت تسبح في الفضاء تتلألأ عليها من فوق آلاف النجوم ،في الأسفل كانت الأرض تتمدد جرثوميا وصولا إلى الأفق.
شعرت أنها تطفو ، وسعت عينيها ووضعت كفيها على فروة رأسها ،ركعت على ركبتيها، وهي تحدق في جمال السماء الزرقاء، لم تر مثل هذا الأشياء من قبل، بدا للعالم بعدا آخرا أرخت فكها مذهولة وقالت:
" الله"
انفرط عقد حواسها،وكل خرزة تشعر الآن بكشف الغطاء، الأمام والخلف اليمين والشمال الأعلى والأسفل لم تعد تعني لها أي شيء،لقد أتقد عقلها ،ورهف سمعها،وبصرها أصبح حديد،أحد ما قد أخذ عقلها واستبدله بإشراقة أسكرت روحها رشفة رشفة.
وفيما هي تسبح صارت هيئتها نضرة وفستانها مبيضا لماعا وامتلأ انتفاخ روحها بنور ما خلقت عليه، وإذ برجل لاتكل العين من النظر إلى جماله، يركب حصانا مجنحا يظهر بمجد،تطلعت نورا إلى لحيته القصيرة،فسلب عينها الترابية،وألهاها بصوت ساحر كأنه ناي:
-آه لو تدرين كم اشتقت إليك..دعيني أقرأ كفك
أخذت نفسا فيه الحياة،وسلمت له يدها، أخرجت الأنثى من ذاتها،أغلق أصابعه على جمرة الفرح،كانت حركته تشبه الظل،لاح وجهها بلون القمر ،قرمزي،ما عاد ذلك الضياء الهابط يحجبها،العشق حالة علوية تتجاوز الجسد،لتعانق الروح، والروح لا تعانق إلا شبيها للخلود.
شعشع وجهه كالشمس ،ونظر إلى أبعد من منظورها، وأبعد من مقاييس الألوان،وأبعد من الخطيئة الأولى،وفوق المحبة،وقال :
- مخلوقة أنت للفرح.. أنت الهادية والمرشدة...أنت نافذة الملكوت
رسمت خلف شبحه رغائب ثلاثة تتدرج من الفاتح إلى الداكن،دنى منها،وقرب ثغره من ثغرها ، تنهد بحرارة:
دعيني أحيط بجمالك
التقى نور بنور،لكن غيمة من الطين ظللتهم،وتحول نورهما إلى تراب،لم تعد عيناها تقعان إلا على طين، سألته:
- والآن ماذا أشبه
- تشبهين امرأة
-أين رأيتني
-في ظلمة السقوط
معصوبة العينين ، لكنها ترى في الظلمة المحيطة بها ما لا يراه المبصرون ، تتجه بعينيها المعميتين إلى عماء عدالة السماء ، وهي جائعة وحزينة ، لا يعرف أحد أين تخبئ أحلامها ،هو أيضا أتى من أقصى المدينة ليسألها :
- هل رأيته
-نعم ...في الحلم
-من يشبه
-إنه يشبهك ...
لقد برأت روحها من أسقامها ،حين بذر الجنين في رحمها المبطن بالرحمة والعطف والعدالة ،كي لا تجرح أحدا تبقى صامتة ،تعرف العلاقة بين حبة القمح والورق ، يسألها لما أخذ كل شيء منها :
-ماذا ترين الآن
- أرى خلف المدينة أشباح
-من هم
- لا أعرف ..تعال غدا
لم تود أن تقول ما تشاهد ، الصدمة توقظ الموت ، وتعطل العمليات الحيوية في الجسد ، ألح يتشمم الجواب .
-ماذا ترين
-أرى كائنات ينقصها الحدس ، تزحف نحو المدينة ، زحف واجم ، أجيال من البشر بأربعة أرجل وبلا رأس
فجأة تحولت الغيمة إلى حبل مربوط بين بنايتين، ونورا تمشي بتوازن دون أن تخشى السقوط ،ومع طلوع الفجرانقطع الحبل فجأة
فتحت عينيها ،شعرت بنور من خمسة رؤوس ،ينتفخ في داخلها، ويشع في كل الاتجاهات.
" حان وقت النوم"
وفيما حبات الطلع تتراقص مع النسائم الربيعية،تبحث بهيام عن كاسات الزهور، استلقت نورا على الفراش الناعم كغيمة، سحبت اللحاف حتى ذفنها،أرخت جفنيها، وغاصت في هدوء النوم.
انزلقت عبر الباب المفتوح جزئيا دفقة هواء، تغلغلت عبر مسامات الفراش،الذي ارتفع ببطء صوب النافذة،خرجت تسبح في الفضاء تتلألأ عليها من فوق آلاف النجوم ،في الأسفل كانت الأرض تتمدد جرثوميا وصولا إلى الأفق.
شعرت أنها تطفو ، وسعت عينيها ووضعت كفيها على فروة رأسها ،ركعت على ركبتيها، وهي تحدق في جمال السماء الزرقاء، لم تر مثل هذا الأشياء من قبل، بدا للعالم بعدا آخرا أرخت فكها مذهولة وقالت:
" الله"
انفرط عقد حواسها،وكل خرزة تشعر الآن بكشف الغطاء، الأمام والخلف اليمين والشمال الأعلى والأسفل لم تعد تعني لها أي شيء،لقد أتقد عقلها ،ورهف سمعها،وبصرها أصبح حديد،أحد ما قد أخذ عقلها واستبدله بإشراقة أسكرت روحها رشفة رشفة.
وفيما هي تسبح صارت هيئتها نضرة وفستانها مبيضا لماعا وامتلأ انتفاخ روحها بنور ما خلقت عليه، وإذ برجل لاتكل العين من النظر إلى جماله، يركب حصانا مجنحا يظهر بمجد،تطلعت نورا إلى لحيته القصيرة،فسلب عينها الترابية،وألهاها بصوت ساحر كأنه ناي:
-آه لو تدرين كم اشتقت إليك..دعيني أقرأ كفك
أخذت نفسا فيه الحياة،وسلمت له يدها، أخرجت الأنثى من ذاتها،أغلق أصابعه على جمرة الفرح،كانت حركته تشبه الظل،لاح وجهها بلون القمر ،قرمزي،ما عاد ذلك الضياء الهابط يحجبها،العشق حالة علوية تتجاوز الجسد،لتعانق الروح، والروح لا تعانق إلا شبيها للخلود.
شعشع وجهه كالشمس ،ونظر إلى أبعد من منظورها، وأبعد من مقاييس الألوان،وأبعد من الخطيئة الأولى،وفوق المحبة،وقال :
- مخلوقة أنت للفرح.. أنت الهادية والمرشدة...أنت نافذة الملكوت
رسمت خلف شبحه رغائب ثلاثة تتدرج من الفاتح إلى الداكن،دنى منها،وقرب ثغره من ثغرها ، تنهد بحرارة:
دعيني أحيط بجمالك
التقى نور بنور،لكن غيمة من الطين ظللتهم،وتحول نورهما إلى تراب،لم تعد عيناها تقعان إلا على طين، سألته:
- والآن ماذا أشبه
- تشبهين امرأة
-أين رأيتني
-في ظلمة السقوط
معصوبة العينين ، لكنها ترى في الظلمة المحيطة بها ما لا يراه المبصرون ، تتجه بعينيها المعميتين إلى عماء عدالة السماء ، وهي جائعة وحزينة ، لا يعرف أحد أين تخبئ أحلامها ،هو أيضا أتى من أقصى المدينة ليسألها :
- هل رأيته
-نعم ...في الحلم
-من يشبه
-إنه يشبهك ...
لقد برأت روحها من أسقامها ،حين بذر الجنين في رحمها المبطن بالرحمة والعطف والعدالة ،كي لا تجرح أحدا تبقى صامتة ،تعرف العلاقة بين حبة القمح والورق ، يسألها لما أخذ كل شيء منها :
-ماذا ترين الآن
- أرى خلف المدينة أشباح
-من هم
- لا أعرف ..تعال غدا
لم تود أن تقول ما تشاهد ، الصدمة توقظ الموت ، وتعطل العمليات الحيوية في الجسد ، ألح يتشمم الجواب .
-ماذا ترين
-أرى كائنات ينقصها الحدس ، تزحف نحو المدينة ، زحف واجم ، أجيال من البشر بأربعة أرجل وبلا رأس
فجأة تحولت الغيمة إلى حبل مربوط بين بنايتين، ونورا تمشي بتوازن دون أن تخشى السقوط ،ومع طلوع الفجرانقطع الحبل فجأة
فتحت عينيها ،شعرت بنور من خمسة رؤوس ،ينتفخ في داخلها، ويشع في كل الاتجاهات.
فؤاد حسن محمد
جبلة -سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق