اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

سؤال ــ قصة قصيرة || هُدى محمد وجيه الجلاّب

أقترب يسأل: - ماما ما معنى وطن؟
أبتسمُ لوجه حلو على قلبي: - الجواب بسيط يا روح ماما.
أسكت حائرة، في المُبتدى لا أعرف ما أجيب، سهل مُمتنع ما راودني ..
- سأخبره بعض أحاسيس خطرت ..
أمسك أكتافه بثقة: - الوطن يعني الشام، جبل قاسيون، نهر بردى،
أشجار الغوطة، طريق المطار، حارتنا، دارنا ..
يتململ فأكمل مُستعذبة حلاوة الكلمات بين شفتيّ:
- القلوب البيضاء، صفاء الهواء الذي نتنفسه عند الصباح، بياض الفل

وياسمين الشام، حريّة طيور وفراشات حدائق تشرين وباب توما والتجارة ..
يتذمّر وأتابع: - لحن أغانينا، البيوت، الجوامع، الكنائس، الحدائق، المتاحف،
المطاعم، الأسواق ..
بعصبية طفولية: - أوه يا ويلاه كلمة واحدة تعني كلّ هذا؟
ينطط حاجبيه لا يعجبه الشرح الطويل لمفردة مؤلفة من ثلاثة حروف، أرقبُ
ملامحه المستغربة وأتابع:
- الوطن هو الناس، بابا، أنت وأنا وأخوتك ..
ببراءة وحزم: - قولي بالتحديد ماذا أكتب في موضوع التعبير؟
أجد تفسيراً منطقياً لسؤال استغربته بادئ الأمر :أتابع ونبض يهز شرياني:
- أكتب الوطن هو الحُبّ.
-بدك أستاذ العربي يذبحني يا أمّي؟
يضيق ذرعاً فيضرب سطح الأرض برجلين صغيرتين:
- عنْ جَدْ قولي بدك ترجعي تنامي والسلام.
يرمقني نظرة أصعب من صفع الكلام ..
رأيتُ في تعابير وجهه الأسمر عصفاً غريب اللمسات، كانت تقاطيعه الناعمة تعترض بشدّة،
لكن الاحترام منعه من شتمي، كما يتعامل أولاد حينا الشعبي ..
امتعاضه ظهر فقط بإغلاق باب غرفة نومي ببعض عنف غير مسموح في نطاق بيتنا الهادئ،
اللهم إلاّ من صوت رصاص هناك أو انفجار هُناك ..
ذهب إلى مدرسته غاضباً عاتباً دون كتابة الوظيفة ..
سألت ذهني السؤال ذاته وأنا أفرك تعب وجهي كي أصحو من التفكير:
- صحيح
ماذا يعني وطن؟
قمت، توضأت، صليت ركعتين لوجه الله تعالى، ثمّ قرأت فاتحة على روح أبي
الذي كان دائماً يزرع فينا بذور الحُبّ ..
كان أبي يُحدثني عن كروم العنب، عن أشجار المشمش والكرز، عن صنع جدتي للدبس
والزبيب والجلاّب والقمردين الطري، عن خبز التنور بين يديها كيف يلوح ويصبح أطيب،
عن حلاوة وجهها البديع حين يقمّره لظى لهيب مُحبب، عن أيّام حميمية، عن قلوب بشر تطفح ود
وطيبة وخجل، عن مدفأة حطب كريمة يتربع حولها الجيران بمودة، عن حكايات حُبّ نقي
وشروق مفعم بأزهار وطيور أمل، عن غد أرقّ وأحلى ..
وأراني قابعة وحدي مثل فزاعة وسط عتمة باردة
وعطش وجوع للحظة سلام، أحمدُ الله أنّ أبي يقطن في السماء الآن
ولمْ يرَ ما فعلت هذه الحرب وما حصل ..
أقول بصوت عال كي أعلن الإصرار لذاتي الحائرة:
- الحُبّ هو الوطن والوطن هو الحُبّ ..
بحقك يا ولدي أيّها الرجُل الصغير، لنْ أجد في مجمع المنطق غير هذا الجواب،
لو أنّك ترضى بجوابي وتحفره في صفحة قلبك، تكتبه وسط دفترك، لصفّقت لنا الحياة ..
سأرسم الحُبّ لوحات حلوة على صفحات القلوب الغافية، على التلال الشاردة،
على الشرفات والنوافذ المُشرقة ..
أمسك بدفتر له ميزة خاصّة في قلبي، أهدتني إياه أمّي في عيد ميلادي، عند ذِكرها
لا أرى في رحاب المُخيلة المُنتعشة مقاماً للحب أرفع من مقامها العالي
ويُصادف أنّها تهتف لي في الوقت ذاته كأنّها تشعر بي ..
أخلع سربال مُقلق عن أطراف جسدي وأركض تجاه رياض قلبها المخضوضر،
أمشي صوب دارها مُنتعشة وما زالت تعبر رأسي أفكار وأوراق تتسطر مِن وحي كلمات أمّي
التي زرعت ذهني في الطفولة مع أغاني النوم والحكايات ..
وسط أزقة دمشق الحلوة أرى معنى الوطن في عيون أهلها الطيبين.
أزور والدتي وأطمئن عليها ثمّ أرجع إلى البيت بخطوات ثابتة كي أكتب
موضوع التعبير مع ابني..
..
هُدى محمد وجيه الجلاّب

مِن مجموعتي القصصية خارج المدار الصادرة عام2014

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...