مقبولة عبد الحليم ... ذاك الصوت الشجي الذي يغرّد بضراوة مغناه ، للأرض ، والحياة ، صوت قادم من فلسطين ، من جليلها ، من كفرمندا صوت فلسطين كلها ، وهو ذاك الصوت القادم بقوة مغناه ، ونداوته ، وعذوبته ، التي حملت لنا صوتا رائعًا ، وجارحًا ، ومفردًا ... تجاوز الأسلاك الشّائكة ، والحواجز والحصار ، صوت تجاوز هذا كلّه ، ووصلنا ، وكأنّه ، بحّة النّاي الحزينة ، والقويّة ، والهادرة في وقت واحد ، تمثّل مقبولة أحد أهمّ الأصوات الشعرية المعاصرة ، مع مجموع أصوات / داخل فلسطين ٤٨ / لعلّها ...بقوة مغناها ، وحضورها ، بدأت تذكّرنا بشعراء فلسطين ، في الستينيات ، والتي كشف النّقاب عنها ،
شاعر فلسطين آنذاك / يوسف الخطيب ، في وثيقته ....الخالدة / ديوان الوطن المحتل / أصدره في منتصف
الستينات تقرببا ، تضمّن شعراء فلسطين ، شعراء المقاومة ، آنذاك ، ومنهم ، راشد حسين ، وتوفيق زيّاد ، ومحمود درويش ، ومجموعة شعراء الداخل آنذاك ،
ثمّ ظهرت أسماء أخرى ، بعد ذلك ، تناوبت المغنى المقاوم، لفلسطين ، وللعالم أجمع ، منهم سميح القاسم،
والمجموعات التي بدأت تتعاقب زمانيّا الواحد ، تلو الآخر ، حتى كان الآن المعاصر ، فتابعت بدوري نهوض شعراء الداخل المعاصرين ، وبدأت بالمجلد الأول ، ويحتوي على / ٧٥ / شاعرا ، تحت عنوان /// شعراء فلسطين ... ذاكرة الشعر ...ذاكرة الوطن.
واتبعت منهجا مختلفا ، عن الدراسات السابقة كافّة ...، فلم أضع اسم الشاعر ، وأسماء مجموعاته فقط ، بل استلمت مجموعات الشاعر كلها ، راجعتها ، وعملت عليها دراسة شاملة ، بين ١٠ إلى ١٥ / صفحة ، كان جهداا خارقًا ، وشاقًا ، ومستحيلا ، ولكن قدرة المبدع العظيم، وقفت معي لحظة بلحظة ، ودقيقة بدقيقة ، وشاركتني حلم الإنجاز الكامل لهذا العمل /المستحيل / ، المجلد...
الأول ، استمر إنجازه ، وجمع ملفاته حوالي / ١١ / عاما ، والآن مجلدي الثاني بدأت به بطائر فلسطين وزيتونة الجليل /// مقبولة عبد الحليم /// ذاك الإسم
الذي شغلني بقوة حضوره ، ومغناه المذهل ، والحادّ ...،
والجارح بقوة حضوره ، ومغناه ، صوت أرقّ من النّسيم،
وأشفّ من ندى الفجر ... والمنهمر بنداوة خارقة ، ليس
على ورد فلسطين ، وأشجارها ، وأنهارها ، وسهولها ، وجبالها ، فقط ، بل صوت هذا الطائر الشجيّ ، والنديّ ،
والدافئ ، كنسمة زيتونة جليليّة ، اخترق حزام الموت ، والحصار ، والغياب ، والعذاب ، ووصلنا أيقونة فلسطين
الشعريّة ، والتي سيظلّ صداها في الأجيال كلها زمن
الحياة ...الرّحيب ، والمديد ، صوت أعذب الشعر والغناء
/////
لعلّ الميزة الرائعة ، والمشتركة في شعراء الداخل/٤٨/ أنّ قصائدهم تمثّل روح فلسطين / الأرض ، والوطن ، والتاريخ ، والوجد الحارق ، والصمود الأسطوريّ ، والتلاحم ، حدّ المستحيل ، بين الأرض وأبنائها ، وتداخل الجذور ببعضها ، بتلاحم ، قدريّ ، مصيريّ لا شبيه له ، في كينونة الوجود كلها ، إن هذه الميزات المشتركة ،
والمتداخلة ، والمنتجة لقصائدها ، شئ فريد في تاريخ
أدب الحياة الإنساني ؟ الخالد ، والعظيم عظمة مغناه .
جيّر الشّاعر الفلسطينيّ ، كلّ شئ ، لصالح التّلاحم المطلق ، والأزليّ ، بين الأرض/فلسطين ، وإنسانها المتعاقب ، في الدّهر ، وما قبل ، وما استمرّ ، ويستمرّ ،طيلة عقود الخليقة ، التي مرّت ، وتمّر ، على امتداد
أبديّة الكون ، تلك التي تزرع كوامن ذكرياتها ، وشجنها،
هنا ، في عالم الوجود، ثم. تصبح بقيمة تواجدها ...هنا
المحتمل / الزاهي ، في عالم الخلود ، لذا ، مقبولة ،
وأندادها من شعراء الدّاخل / ٤٨ / وشعراء الضفّة ، وغزّة ، وشعراء الشتّات الفلسطيني ، جميعهم يشكّلون
صوت الأمّة والأرض والشعب ، في حزمة / الكينونة
الواحدة ، والتي هنا ، قامت طاقة مصيرية ، واحدة ، تزرع ، وتبني ، وتشيد ، متطلّبات الحياة كافّة ، بحبّة عرق ، واحدة ، أنتجت هذا المنتج الفلسطيني المفرد
في عطائه ، عن كلّ ما أنتجه الدّهر ، في ممالك الوجود
قاطبة من الزعتر ، والبرتقال ، والصّنوبر ، والزّيتون ، والورد ، حتّى رعشة الأرغول ، والنّاي الصّادح ...في
تخوم الجبال ...من زمن كنعان ، والكنعانيين ، واليبوسيّين ، وحتّى يرث الله الأرض ، وكينونات كلّ
شئ ، لذا ، فنحن زرع وحصاد فلسطين الحقيقيّين ، من
أزل الكينونة ، إلى أبد الوجود... نحن هنا أزل الجذور
المغروسة في أعماق الدّهر ، والأرض ، والتاريخ ، لذا،
فمقبولة ، زيتونة فلسطين ، هكذا خطّ في صفحة عمرها، وشاعرة الأرض ، هكذا خطّ ، في كتاب شعرها،
لذا ، فكل. حرف نسجته هنا ، هو جزء من عمر كينونتها
فوق تراب فلسطين الغالي ...
ولو ذهبنا لما كتبت ، هي وشعراء فلسطين جميعًا في
أرجاء المعمورة ، لرأيناه استنبات الأرض/فلسطين ،لما تكتب
صوت استنبتته فلسطين ، من رحمها ، والأرض من عميق جذورها ، والنّايات من بحّات أنينها الذاهب ،
للجبال ، والبراري ، والقمم البعيدة ، ولطيور الغابات ،
والتي ستقوم بترديد صداه عبر الأبد ، صوت ناي فلسطين ... مقبولة عبد الحليم ، كنار الجليل الجميل.
/////
بدؤ الآن ، بتلك الرّعشة الحادّة ، والتي تجتاحني ، وأنا أبحر عميقًا ، وبعيدًا ، في وجدان كنار الجليل ، مقبولة، أحسّ بنشوة خارقة ، وحادّة كالوجع الذي يجتاحني ،
وأنا أحوّم كطائر البراري الشريد ، ثمّ عاد بعد دهر لعشّه/
وطنه/ وقام يغني مع مقبولة وشعراء فلسطين الداخل،
من الميزات المهمّة ، والتي طافت في حنايا شعراء الداخل / ٤٨/ التوافق المطلق بين المبنى ، والمغنى ، والمعنى ، وفنيّة عالية ، لذاك الخلق الإبداعيي ، والذي شكّلته ذاكرة ، ووجدان ، وذهنيّة ، استوعبت تماما، ما كان عليها من وجوب تقديم المبهر ، والمختلف الكلي
في موضوعة شعرنا الفلسطيني ، داخل الوطن المحتل شعراء فلسطين / ٤٨ / , فإذا كان يوسف الخطيب ؟ قد
قدّم ، في نهاية ستينات القرن الماضي / ديوانه الاول/ الوثيقة /ديوان الوطن المحتل ، فإنّي أحاول اليوم ، تقديم / ديوان شعراء الوطن المحتل المعاصرين / ..، ليصبح وثيقة ثانية ، أو أكثر من ذلك ، لدى القارئ العربي، وأيّ قارئ آخر ، تصله تلك الدراسات ...
شكّل شعراء الداخل لدينا ، وأدباء الوطن هناك نسق هلال واحد القيمة ، والمعيار ، والخصوصيّة ، هذا ، بالنسبة لنا ، كما ذكرت ، نحن شعراء ، وأدباء فلسطين ، في الخارج ، والموزّعون على أرجاء المعمورة ، لذا فثمّة عواطف متوهجة تجاههم ، لأنّنا بعيدون عنهم ، ذاك البعد ، الموجع بضراوة ، والطّارئ لفترة آثمة ، وغاشمة ، لا بدّ لها من أن تنتهي بموعد قريب ، ومحتّم، / وكونهم المرابطين ، الرائعين ، والصّامدين فوق تراب أرضهم العظيم . ...لذا ، فالكلمة منّا ، والجملة ، والفكرة ، تذهب باسمهم جميعا ، وباسم الوطن ، والذي يجمعنا على قيم مصيرية واحدة ، وثابتة ، وخالدة
مقبولة عبد الحليم ، هذا الصوت القادم من هناك ...، واحدة ، من شجر فلسطين ، وشعراء الوطن ، والمقيمة في منطقة الجليل ، وصلنا صوتها ، وإبداعها ، ونزف ... وجدانها الشعريّ ، فإذا بنا أمام قامة مبدعة ، سيظلّ أثر نبضها الهادر بقوة الوجدان ، والكلمة ، قائما فينا..، على امتداد زمن الحياة ، وحتّى نلتقي بهم هناك...
ما ذكرت ، فقيمة الأدباء جميعا هناك ، واحدة ، كقيمة اعتباريّة لدينا ، ولكن ، لاشك ، لكل واحد منهم خصوصيّته ، وصوته ، وإبداعه ، والمهم في دراساتنا هذه ، إلقاء الضّوء على تجارب مبدعينا داخل الوطن.
ها أنا ، أقف الآن عند زيتونة شامخة ، من زيتون فلسطين ، شاعرة ، ومبدعة ، وواحدة من حاملات همّ، وجرح الوطن في أعماقها ، تنزف قصائدها بضراوة مشاعرها ، فإذا بنا أمام طاقة ، حيّة ، وفاعلة ، تنضمّ لقافلة أهم شعرائنا المعاصرين بنبضها المدويّ بقوة... //////
لو تعلمين ...؟ بأنّ روح الورد ...، ما كانت هنا .... إلاّ ...لنا....؟؟؟
لى كائن من كان من الكائنات ؟ كائنات الأمكنة ، والأزمنة ، أمكنة تواجد أولئك ، فوق أمكنة اتخذوها...، أوطانا لهم ، بحكم التّواجد فوقها ، وأزمنة العابرين... الطّائرين ، هنا نحن والأرض ، والورد ، رمز المحبّة ..، وما فوق فلسطين أزليّة وحدة التّواجد ، والوجود ...،
نحن هنا ، التّواجد ، والوجود الأزلي ، الأرض وإنسانها ، وما هو قائم فوقها ، عبر الدّهر ، هو صاحب الحقّ هنا.
من الميزات المهمّة ، لدى شعراء فلسطين ، ميزة /حركة غزل فريدة / تقوم تفاعليّا ، مع الأرض الأنثى ، والأنثى/ الأرض، ولكن ، مع ذلك ، فالغزل العام أيضا ، لايغالي في الماديّات الحسيّة ، الفالتة من عقال الروح ، بالمطلق ،
ولدى الدّخول في تفاصيل قصائد مقبولة ، نجد الهمّ الوطني هو الوجدان الطّاغي في تلك القصائد ، وكذلك شعريّة موغلة جدًا ، ارتباطا بالأرض ، والنّضال ، والتجذّر المطلق ، تراب الوطن ، عبر الأجيال ، من خلال مفردة / الجد / تعاقب الجدود الازلي ، فوق تراب فلسطين/ الكنعاني / الخالد / ...
وكذلك ، مايتعلّق ، باستنبات جينات طبيعة فلسطينيّة، أثمرت خصائص مختلفة المسمّى ، والنوع ، يليق بخصوصيّة الأرض ، والحياة في فلسطين ... وبأنّ أزهار البنفسج أينعت، ممّا روته، بوفرة أمطارنا لو تعلمين ، بأنّ جدّي ، مااستراح بليلة ، إلاّ وكان الخير يحضن ، كالنّدى ، أحلامنا ... /////
إنّ مبنى القصيدة لدى الشاعرة ومعناها/ جوهرها ، يشكّلان ، وحدة عضويّة واحدة ، مستنبتة من مظهر الأرض/طبيعة متكاملة للمنتج المذهل / فوق ذاك الثّرى العظيم ، وأمّا مايتعلّق بالمعنى / الجوهر ، فهو أبد النّضال، وما قدّمه إنسان الأرض للأرض/تاريخًا ، وحضارة ، وكفاحًا ، ودمًا ، وشهداء ، وفكر نضاليّ عاش في خنادق الكفاح ، والثّورة ، عبر الدّهر ، إلى جانب البندقيّة ... لو تعلمين ، بأنّ خيل النّار ، لو صهلت ، لما سكن الغراب ، تلالنا الخضرا ، وما اقتطفت ، عذريّة النّسمات ...ريشات له... ملعونة ، سوداء ، كالعنقاء ، كالظّلماء من وجه السّما ///// لو تعلمين بأنّ أشجارا لنا... نبتت هنا بلّوطة ، وعيونها ، تحكي الحكايا ، بالوما وتراقب الخلاّن ، في لهف ، ودرب العابرين ، وحسرتي ضاعت ، وما عادت كبوصلة ، تردّ البيد ، إن تاهت ، تجنّبها متاهات ، وبعضًا من عنا..... /////
كيف لي ، أو لقارئ ما ، عبر وطن العروبة الكبير ، أو قارئ ما ، في بلاد ما ، لا يتفاعل مع هذا الشّعر الإنسانيّ العظيم ، والذي يذكّرنا بلوركا ، وبابلو نيرودا، وإثيل مانين / تلك الراوية/الشاعرة / الإيرلنديّة ، في الستينات من القرن الماضي ، عاشت عمرها في المخيمات الفلسطينيّة ، ثمّ خرجت على العالم بعمليها الخالدين / الطريق إلى بئر سبع ، والليل والعودة / ، إنّ شعراء فلسطين ، ومنهم مقبولة عبد الحليم ، وسامي مهنا ، وإيمان مصاروة ، ومفيد قويقس ويحيى عطالله وثلّة أخرى من أسماء مهمّة جدّا، لا تقلّ أهميّة بنضالها وأدبها عن أولئك المناضلين.
لو دخلنا ، في تفاصيل قصائد مقبولة ، من الوردة ، والجدّ ، والسنّا ، وما يتمّم رحيق وجدانها الشعري ،،
لرأينا صوت فلسطين كلها ، من يحفر ، في وجدان
الأجيال روح هذا النغم الشجيّ ...
وتعلمين ، بأنّ خيل النّار ، لو صهلت ،
لما سكن الغراب ، تلالنا الخضرا
وهنا ، تذكرة الشاعرة ، بمرارة الجرح ، عن غياب الأمّة
في سباتها المذهل ، وهوانها ، على النّاس ، وإلاّ لما كان
عابرو شتات الغيتو وأرصفة شوارع الدنيا ، أن تقوم لهم
قائمة فوق تراب فلسطين ،
وما اقتطفت عذريّة النسمات ريشات له
ملعونة ، سوداء ، كالعنقاء ، ، كالظّلماء ،
من وجه السّما ...؟
لوتعلمين ، بأنّ أشجارا لنا
نبتت هنا بلوطّة ، وعيونها
تحكي // الحكايا // بالوما
وتراقب الخلان ، في لهف ، ودرب العابرين
وحسرتي ضاعت ، وما عادت كبوصلة ،
تردّ البيد ، أن تاهت ،تجنّبها متاهات ،
وبعضا من غنا
/////
لو تعلمين بأنّني سأصادق اللحظات ،
كي أفضي لها
فهناك ...آلاف الجراح ، ولن تزول
وأنت منّي يالحبيبة ، أنت آيات المنى
وبعيدة عنّي ، ومازالت عصافيري ترفرف
دون أن تلقى مكانا يحتويها ، يجتبيها للغنا
لو تعلمين بأنّ روح الفجر ماتعبت،
برغم الجرح ، مازالت ، بوجه الصّبح أغنية يغنّيها ،
ويسكب لحنه ... فيها ،
فتنثال الدّنا عبقا على الخفقات ،
يحييها ، ويرويها ، فتثمل ،
في انبلاج السّنا
/////
صوت عبق بالحياة والقوة ، من خلال مفردات تعبّر،
رغم المرارة ، والألم ، والحصار ، عن قوة اليقين ،
بالآتي المشرق // في انبلاج السنّا. //
ورغم الجرح ، وعنف المعاناة الضارية ،
ذاك صوت زيتونة فلسطين ، زيتونة الجليل ...
///// مقبولة عبد الحليم. ///// ،
ناي يصدح مغناه ، بعمق الجرح الفلسطيني ،
ويغنّي بضراوة المكابدة مع الأرض والشعب ،
وقوة اليقين بثباته الأزليّ هنا ، وقوة الوجد بلمّ الشمل
تبارك نزف نبضك يا صوت الحق ، ونبض الشعر...
أيها الكروان القادم من فلسطين...
مقبولة وزملاؤها/رفاق عمرنا ، من شعراء الداخل رضعوا من حليب الأرض ذاته ، والذي رضع منه راشد حسين ، وتوفيق زيّاد ، وسميح القاسم ، ومحمود درويش، وباقي المجموعة ، وهاهم يكملون ، ونكمل معهم ، مشوار العودة بصبر ، وثبات ، وقوة على درب مشيناه ، ونحن أكفاننا على أكتافنا ، لأنّ طريق النّصر يمرّ ... عبر بوّابة الموت ... ايمان مصاروة ، سامي مهنّا ، ، مفيد قويقس ، يحيي عطالله ،يوسف إلياس ، صلاح عبد الحميد ، أحمد فوزي أبو بكر ، نبيل طربيه ، مسلم محاميد
وكما قدّم يوسف الخطيب ،في الستينات ، ديوان الوطن المحتلّ ، كإصدار أوّل لشعراء الدّاخل/٤٨/ فإنّني آمل تقديم ديوان الوطن المحتل ، كإصدارثان ، لشعرائنا
هناك ، واستكمال المسيرة ، في متابعة ، ما يصدر داخل
الوطن لشعراء الوطن ، لقد كانت هذه الدراسة لشاعرة
مهمّة من شعراء فلسطين المعاصرين ، مقبولة عبد الحليم، وتجربتها الرائدة ، والمعاصرة ، في ديوان
شعرنا العربي؟ المعاصر ، وقد كتب الكثير عن تجربة
مقبولة الشعرية ، وسيكتب الكثير ، وسيظلّ صوتها ، وأصوات من معها هناك من شعراء مهمّين جدا ، ناي
فلسطين يصدح باستمرار ، فوق رحاب هذا الفلك الكونيّ الرحيب ، وسنلتقيهم ذات يوم ، في رحلة العودة ... إلى هناك ...لقد اخترت نموذين من نماذج كثيرة ، كُتبت عن تجربة مقبولة عبد الحليم الشعريّة
كتب صبحي ياسين /مقبولة عبد الحليم ، شاعرة فلسطينيّة ، بقيت مزروعة في الجليل ، رافعة لواء التحرير ، حتى حازت على لقب//شاعر العودة // ،لها من الوطنيات الكثير ، ولقد تجسّد الوطن ، محببا وممجدًا ، في الكثير ، الكثير من قصائدها ...
طريق المجد يعرفه الأصيل ومن يهواه في الدّنيا قليل فيا بنت المكارم ، والمعالي تقزّم ، عند قامتك ، النّخيل إذا الخنساء قالت/أين صخري؟ إليك القدس ترنو ، والجليل لأنّك ، مهرة ، تأبى انكسارا وتعرف طعم عزّتها ... الخيول
/////
وأخيرا ، اقف عند هذا الوسام المزروع على صدر زيتونة الجليل /// عام ٢٠١٥م ، حازت مقبولة عبد الحليم ، على
لقب. //// شاعرة العودة. //// وذلك ، من بيت فلسطين للشّعر ، وثقافة العودة ، على
مشاركاتها الدائمة ، في حملات الشّعر ، والتي يقيمها ، البيت ، من أجل نصرة /// الوطن فلسطين. /// ...
خلال رحلتها المقاومة ... صدر لها الأعمال الشعريّة التالية ...
لاتغادر
قصائد تبحث عن وطن
لمسات على خدّ الصّباح
وفي عينيك تكتبني القصيدة
عبق الصّنوبر
ولها مخطوط الآن / تحت عنوان
نشوة النخيل
شاركت في العديد من المجموعات الشعرية المشتركة، مع شعراء آخرين ...
وقد شاركت ، في ديوان الطفل السوري /ايلان الكردي / والذي أصدرته / ، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري
الأمانة العامة وأيضا ، في ديوان العصف المأكول ، والذي اصدرته وزارة الثقافة في غزّة / ، وأيضا ، في ديوان // الألفيّة المحمدية // بمشاركة العديد ، من شعراء // الدّاخل الفلسطيني. //
وهي عضو في المحافل الدولية الأدبية ، وعضو الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48 ، وعضو إدارة منتدى الكلمة ...
مقبولة عبد الحليم ... زيتونة فلسطين ، وأيقونة شعرها،
سيبقى الإسم في الذاكرة الشعرية العربية على الدوام.ثم ، تليها أسماء بقية أيقونات الداخل..تباعا ..
محمود حامد
دمشق / سبتمبر ٢٠١٧م.
هوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/ محمود حامد ////// شاعر ، وإعلامي عربي ، وناقد ، أمين سر جمعية الشعر/اتحاد الكتاب / العرب / دمشق /دورات عديدة /
مقرر جمعية الشعر ، وأمين سر جمعية الشعر / اتحاد كتاب فلسطين ، كاتب في الصحف العربية ومجلات
عمل في التعليم ، ثم تفرغ للعمل الصحفي والتلفزيوني
والاذاعي بين دمشق والجزائر والسعودية
تسلم في الرياض سكرتير عام الوكالة الفرنسية/
للتلفزيون / آديتيه / وسوفراتيف / تلفزيون / أوروبا /
إعادة هيكلة وتجديد التلفزيون السعودي وتقنياته /٢١
معد البرامج التلفزيونية والإذاعية / الرياض
مجموعاتي الشعرية / موت على ضفاف المطر ـ أغاني الصنوبر ـ افتتاحيات الدم الفلسطيني ـ شهقة الأرجوان مسافة وردة ـ تكفي
الريح والزيتون بيسان
زيزفون الأرض/جائزة مؤسسات القدس الدولية/ بيروت
حائز على الجائزة الأولى / ادب الأطفال / ابو ظبي / آل نهيان ، عن مجموعتي / لمن تغني البلابل
طفولة الجرح والزيتون / وزارة الثقافة / دمشق
أغاني عصافير السياج / الأن / وزارة الثقافة / دمشق
شاعر فلسطين آنذاك / يوسف الخطيب ، في وثيقته ....الخالدة / ديوان الوطن المحتل / أصدره في منتصف
الستينات تقرببا ، تضمّن شعراء فلسطين ، شعراء المقاومة ، آنذاك ، ومنهم ، راشد حسين ، وتوفيق زيّاد ، ومحمود درويش ، ومجموعة شعراء الداخل آنذاك ،
ثمّ ظهرت أسماء أخرى ، بعد ذلك ، تناوبت المغنى المقاوم، لفلسطين ، وللعالم أجمع ، منهم سميح القاسم،
والمجموعات التي بدأت تتعاقب زمانيّا الواحد ، تلو الآخر ، حتى كان الآن المعاصر ، فتابعت بدوري نهوض شعراء الداخل المعاصرين ، وبدأت بالمجلد الأول ، ويحتوي على / ٧٥ / شاعرا ، تحت عنوان /// شعراء فلسطين ... ذاكرة الشعر ...ذاكرة الوطن.
واتبعت منهجا مختلفا ، عن الدراسات السابقة كافّة ...، فلم أضع اسم الشاعر ، وأسماء مجموعاته فقط ، بل استلمت مجموعات الشاعر كلها ، راجعتها ، وعملت عليها دراسة شاملة ، بين ١٠ إلى ١٥ / صفحة ، كان جهداا خارقًا ، وشاقًا ، ومستحيلا ، ولكن قدرة المبدع العظيم، وقفت معي لحظة بلحظة ، ودقيقة بدقيقة ، وشاركتني حلم الإنجاز الكامل لهذا العمل /المستحيل / ، المجلد...
الأول ، استمر إنجازه ، وجمع ملفاته حوالي / ١١ / عاما ، والآن مجلدي الثاني بدأت به بطائر فلسطين وزيتونة الجليل /// مقبولة عبد الحليم /// ذاك الإسم
الذي شغلني بقوة حضوره ، ومغناه المذهل ، والحادّ ...،
والجارح بقوة حضوره ، ومغناه ، صوت أرقّ من النّسيم،
وأشفّ من ندى الفجر ... والمنهمر بنداوة خارقة ، ليس
على ورد فلسطين ، وأشجارها ، وأنهارها ، وسهولها ، وجبالها ، فقط ، بل صوت هذا الطائر الشجيّ ، والنديّ ،
والدافئ ، كنسمة زيتونة جليليّة ، اخترق حزام الموت ، والحصار ، والغياب ، والعذاب ، ووصلنا أيقونة فلسطين
الشعريّة ، والتي سيظلّ صداها في الأجيال كلها زمن
الحياة ...الرّحيب ، والمديد ، صوت أعذب الشعر والغناء
/////
لعلّ الميزة الرائعة ، والمشتركة في شعراء الداخل/٤٨/ أنّ قصائدهم تمثّل روح فلسطين / الأرض ، والوطن ، والتاريخ ، والوجد الحارق ، والصمود الأسطوريّ ، والتلاحم ، حدّ المستحيل ، بين الأرض وأبنائها ، وتداخل الجذور ببعضها ، بتلاحم ، قدريّ ، مصيريّ لا شبيه له ، في كينونة الوجود كلها ، إن هذه الميزات المشتركة ،
والمتداخلة ، والمنتجة لقصائدها ، شئ فريد في تاريخ
أدب الحياة الإنساني ؟ الخالد ، والعظيم عظمة مغناه .
جيّر الشّاعر الفلسطينيّ ، كلّ شئ ، لصالح التّلاحم المطلق ، والأزليّ ، بين الأرض/فلسطين ، وإنسانها المتعاقب ، في الدّهر ، وما قبل ، وما استمرّ ، ويستمرّ ،طيلة عقود الخليقة ، التي مرّت ، وتمّر ، على امتداد
أبديّة الكون ، تلك التي تزرع كوامن ذكرياتها ، وشجنها،
هنا ، في عالم الوجود، ثم. تصبح بقيمة تواجدها ...هنا
المحتمل / الزاهي ، في عالم الخلود ، لذا ، مقبولة ،
وأندادها من شعراء الدّاخل / ٤٨ / وشعراء الضفّة ، وغزّة ، وشعراء الشتّات الفلسطيني ، جميعهم يشكّلون
صوت الأمّة والأرض والشعب ، في حزمة / الكينونة
الواحدة ، والتي هنا ، قامت طاقة مصيرية ، واحدة ، تزرع ، وتبني ، وتشيد ، متطلّبات الحياة كافّة ، بحبّة عرق ، واحدة ، أنتجت هذا المنتج الفلسطيني المفرد
في عطائه ، عن كلّ ما أنتجه الدّهر ، في ممالك الوجود
قاطبة من الزعتر ، والبرتقال ، والصّنوبر ، والزّيتون ، والورد ، حتّى رعشة الأرغول ، والنّاي الصّادح ...في
تخوم الجبال ...من زمن كنعان ، والكنعانيين ، واليبوسيّين ، وحتّى يرث الله الأرض ، وكينونات كلّ
شئ ، لذا ، فنحن زرع وحصاد فلسطين الحقيقيّين ، من
أزل الكينونة ، إلى أبد الوجود... نحن هنا أزل الجذور
المغروسة في أعماق الدّهر ، والأرض ، والتاريخ ، لذا،
فمقبولة ، زيتونة فلسطين ، هكذا خطّ في صفحة عمرها، وشاعرة الأرض ، هكذا خطّ ، في كتاب شعرها،
لذا ، فكل. حرف نسجته هنا ، هو جزء من عمر كينونتها
فوق تراب فلسطين الغالي ...
ولو ذهبنا لما كتبت ، هي وشعراء فلسطين جميعًا في
أرجاء المعمورة ، لرأيناه استنبات الأرض/فلسطين ،لما تكتب
صوت استنبتته فلسطين ، من رحمها ، والأرض من عميق جذورها ، والنّايات من بحّات أنينها الذاهب ،
للجبال ، والبراري ، والقمم البعيدة ، ولطيور الغابات ،
والتي ستقوم بترديد صداه عبر الأبد ، صوت ناي فلسطين ... مقبولة عبد الحليم ، كنار الجليل الجميل.
/////
بدؤ الآن ، بتلك الرّعشة الحادّة ، والتي تجتاحني ، وأنا أبحر عميقًا ، وبعيدًا ، في وجدان كنار الجليل ، مقبولة، أحسّ بنشوة خارقة ، وحادّة كالوجع الذي يجتاحني ،
وأنا أحوّم كطائر البراري الشريد ، ثمّ عاد بعد دهر لعشّه/
وطنه/ وقام يغني مع مقبولة وشعراء فلسطين الداخل،
من الميزات المهمّة ، والتي طافت في حنايا شعراء الداخل / ٤٨/ التوافق المطلق بين المبنى ، والمغنى ، والمعنى ، وفنيّة عالية ، لذاك الخلق الإبداعيي ، والذي شكّلته ذاكرة ، ووجدان ، وذهنيّة ، استوعبت تماما، ما كان عليها من وجوب تقديم المبهر ، والمختلف الكلي
في موضوعة شعرنا الفلسطيني ، داخل الوطن المحتل شعراء فلسطين / ٤٨ / , فإذا كان يوسف الخطيب ؟ قد
قدّم ، في نهاية ستينات القرن الماضي / ديوانه الاول/ الوثيقة /ديوان الوطن المحتل ، فإنّي أحاول اليوم ، تقديم / ديوان شعراء الوطن المحتل المعاصرين / ..، ليصبح وثيقة ثانية ، أو أكثر من ذلك ، لدى القارئ العربي، وأيّ قارئ آخر ، تصله تلك الدراسات ...
شكّل شعراء الداخل لدينا ، وأدباء الوطن هناك نسق هلال واحد القيمة ، والمعيار ، والخصوصيّة ، هذا ، بالنسبة لنا ، كما ذكرت ، نحن شعراء ، وأدباء فلسطين ، في الخارج ، والموزّعون على أرجاء المعمورة ، لذا فثمّة عواطف متوهجة تجاههم ، لأنّنا بعيدون عنهم ، ذاك البعد ، الموجع بضراوة ، والطّارئ لفترة آثمة ، وغاشمة ، لا بدّ لها من أن تنتهي بموعد قريب ، ومحتّم، / وكونهم المرابطين ، الرائعين ، والصّامدين فوق تراب أرضهم العظيم . ...لذا ، فالكلمة منّا ، والجملة ، والفكرة ، تذهب باسمهم جميعا ، وباسم الوطن ، والذي يجمعنا على قيم مصيرية واحدة ، وثابتة ، وخالدة
مقبولة عبد الحليم ، هذا الصوت القادم من هناك ...، واحدة ، من شجر فلسطين ، وشعراء الوطن ، والمقيمة في منطقة الجليل ، وصلنا صوتها ، وإبداعها ، ونزف ... وجدانها الشعريّ ، فإذا بنا أمام قامة مبدعة ، سيظلّ أثر نبضها الهادر بقوة الوجدان ، والكلمة ، قائما فينا..، على امتداد زمن الحياة ، وحتّى نلتقي بهم هناك...
ما ذكرت ، فقيمة الأدباء جميعا هناك ، واحدة ، كقيمة اعتباريّة لدينا ، ولكن ، لاشك ، لكل واحد منهم خصوصيّته ، وصوته ، وإبداعه ، والمهم في دراساتنا هذه ، إلقاء الضّوء على تجارب مبدعينا داخل الوطن.
ها أنا ، أقف الآن عند زيتونة شامخة ، من زيتون فلسطين ، شاعرة ، ومبدعة ، وواحدة من حاملات همّ، وجرح الوطن في أعماقها ، تنزف قصائدها بضراوة مشاعرها ، فإذا بنا أمام طاقة ، حيّة ، وفاعلة ، تنضمّ لقافلة أهم شعرائنا المعاصرين بنبضها المدويّ بقوة... //////
لو تعلمين ...؟ بأنّ روح الورد ...، ما كانت هنا .... إلاّ ...لنا....؟؟؟
لى كائن من كان من الكائنات ؟ كائنات الأمكنة ، والأزمنة ، أمكنة تواجد أولئك ، فوق أمكنة اتخذوها...، أوطانا لهم ، بحكم التّواجد فوقها ، وأزمنة العابرين... الطّائرين ، هنا نحن والأرض ، والورد ، رمز المحبّة ..، وما فوق فلسطين أزليّة وحدة التّواجد ، والوجود ...،
نحن هنا ، التّواجد ، والوجود الأزلي ، الأرض وإنسانها ، وما هو قائم فوقها ، عبر الدّهر ، هو صاحب الحقّ هنا.
من الميزات المهمّة ، لدى شعراء فلسطين ، ميزة /حركة غزل فريدة / تقوم تفاعليّا ، مع الأرض الأنثى ، والأنثى/ الأرض، ولكن ، مع ذلك ، فالغزل العام أيضا ، لايغالي في الماديّات الحسيّة ، الفالتة من عقال الروح ، بالمطلق ،
ولدى الدّخول في تفاصيل قصائد مقبولة ، نجد الهمّ الوطني هو الوجدان الطّاغي في تلك القصائد ، وكذلك شعريّة موغلة جدًا ، ارتباطا بالأرض ، والنّضال ، والتجذّر المطلق ، تراب الوطن ، عبر الأجيال ، من خلال مفردة / الجد / تعاقب الجدود الازلي ، فوق تراب فلسطين/ الكنعاني / الخالد / ...
وكذلك ، مايتعلّق ، باستنبات جينات طبيعة فلسطينيّة، أثمرت خصائص مختلفة المسمّى ، والنوع ، يليق بخصوصيّة الأرض ، والحياة في فلسطين ... وبأنّ أزهار البنفسج أينعت، ممّا روته، بوفرة أمطارنا لو تعلمين ، بأنّ جدّي ، مااستراح بليلة ، إلاّ وكان الخير يحضن ، كالنّدى ، أحلامنا ... /////
إنّ مبنى القصيدة لدى الشاعرة ومعناها/ جوهرها ، يشكّلان ، وحدة عضويّة واحدة ، مستنبتة من مظهر الأرض/طبيعة متكاملة للمنتج المذهل / فوق ذاك الثّرى العظيم ، وأمّا مايتعلّق بالمعنى / الجوهر ، فهو أبد النّضال، وما قدّمه إنسان الأرض للأرض/تاريخًا ، وحضارة ، وكفاحًا ، ودمًا ، وشهداء ، وفكر نضاليّ عاش في خنادق الكفاح ، والثّورة ، عبر الدّهر ، إلى جانب البندقيّة ... لو تعلمين ، بأنّ خيل النّار ، لو صهلت ، لما سكن الغراب ، تلالنا الخضرا ، وما اقتطفت ، عذريّة النّسمات ...ريشات له... ملعونة ، سوداء ، كالعنقاء ، كالظّلماء من وجه السّما ///// لو تعلمين بأنّ أشجارا لنا... نبتت هنا بلّوطة ، وعيونها ، تحكي الحكايا ، بالوما وتراقب الخلاّن ، في لهف ، ودرب العابرين ، وحسرتي ضاعت ، وما عادت كبوصلة ، تردّ البيد ، إن تاهت ، تجنّبها متاهات ، وبعضًا من عنا..... /////
كيف لي ، أو لقارئ ما ، عبر وطن العروبة الكبير ، أو قارئ ما ، في بلاد ما ، لا يتفاعل مع هذا الشّعر الإنسانيّ العظيم ، والذي يذكّرنا بلوركا ، وبابلو نيرودا، وإثيل مانين / تلك الراوية/الشاعرة / الإيرلنديّة ، في الستينات من القرن الماضي ، عاشت عمرها في المخيمات الفلسطينيّة ، ثمّ خرجت على العالم بعمليها الخالدين / الطريق إلى بئر سبع ، والليل والعودة / ، إنّ شعراء فلسطين ، ومنهم مقبولة عبد الحليم ، وسامي مهنا ، وإيمان مصاروة ، ومفيد قويقس ويحيى عطالله وثلّة أخرى من أسماء مهمّة جدّا، لا تقلّ أهميّة بنضالها وأدبها عن أولئك المناضلين.
لو دخلنا ، في تفاصيل قصائد مقبولة ، من الوردة ، والجدّ ، والسنّا ، وما يتمّم رحيق وجدانها الشعري ،،
لرأينا صوت فلسطين كلها ، من يحفر ، في وجدان
الأجيال روح هذا النغم الشجيّ ...
وتعلمين ، بأنّ خيل النّار ، لو صهلت ،
لما سكن الغراب ، تلالنا الخضرا
وهنا ، تذكرة الشاعرة ، بمرارة الجرح ، عن غياب الأمّة
في سباتها المذهل ، وهوانها ، على النّاس ، وإلاّ لما كان
عابرو شتات الغيتو وأرصفة شوارع الدنيا ، أن تقوم لهم
قائمة فوق تراب فلسطين ،
وما اقتطفت عذريّة النسمات ريشات له
ملعونة ، سوداء ، كالعنقاء ، ، كالظّلماء ،
من وجه السّما ...؟
لوتعلمين ، بأنّ أشجارا لنا
نبتت هنا بلوطّة ، وعيونها
تحكي // الحكايا // بالوما
وتراقب الخلان ، في لهف ، ودرب العابرين
وحسرتي ضاعت ، وما عادت كبوصلة ،
تردّ البيد ، أن تاهت ،تجنّبها متاهات ،
وبعضا من غنا
/////
لو تعلمين بأنّني سأصادق اللحظات ،
كي أفضي لها
فهناك ...آلاف الجراح ، ولن تزول
وأنت منّي يالحبيبة ، أنت آيات المنى
وبعيدة عنّي ، ومازالت عصافيري ترفرف
دون أن تلقى مكانا يحتويها ، يجتبيها للغنا
لو تعلمين بأنّ روح الفجر ماتعبت،
برغم الجرح ، مازالت ، بوجه الصّبح أغنية يغنّيها ،
ويسكب لحنه ... فيها ،
فتنثال الدّنا عبقا على الخفقات ،
يحييها ، ويرويها ، فتثمل ،
في انبلاج السّنا
/////
صوت عبق بالحياة والقوة ، من خلال مفردات تعبّر،
رغم المرارة ، والألم ، والحصار ، عن قوة اليقين ،
بالآتي المشرق // في انبلاج السنّا. //
ورغم الجرح ، وعنف المعاناة الضارية ،
ذاك صوت زيتونة فلسطين ، زيتونة الجليل ...
///// مقبولة عبد الحليم. ///// ،
ناي يصدح مغناه ، بعمق الجرح الفلسطيني ،
ويغنّي بضراوة المكابدة مع الأرض والشعب ،
وقوة اليقين بثباته الأزليّ هنا ، وقوة الوجد بلمّ الشمل
تبارك نزف نبضك يا صوت الحق ، ونبض الشعر...
أيها الكروان القادم من فلسطين...
مقبولة وزملاؤها/رفاق عمرنا ، من شعراء الداخل رضعوا من حليب الأرض ذاته ، والذي رضع منه راشد حسين ، وتوفيق زيّاد ، وسميح القاسم ، ومحمود درويش، وباقي المجموعة ، وهاهم يكملون ، ونكمل معهم ، مشوار العودة بصبر ، وثبات ، وقوة على درب مشيناه ، ونحن أكفاننا على أكتافنا ، لأنّ طريق النّصر يمرّ ... عبر بوّابة الموت ... ايمان مصاروة ، سامي مهنّا ، ، مفيد قويقس ، يحيي عطالله ،يوسف إلياس ، صلاح عبد الحميد ، أحمد فوزي أبو بكر ، نبيل طربيه ، مسلم محاميد
وكما قدّم يوسف الخطيب ،في الستينات ، ديوان الوطن المحتلّ ، كإصدار أوّل لشعراء الدّاخل/٤٨/ فإنّني آمل تقديم ديوان الوطن المحتل ، كإصدارثان ، لشعرائنا
هناك ، واستكمال المسيرة ، في متابعة ، ما يصدر داخل
الوطن لشعراء الوطن ، لقد كانت هذه الدراسة لشاعرة
مهمّة من شعراء فلسطين المعاصرين ، مقبولة عبد الحليم، وتجربتها الرائدة ، والمعاصرة ، في ديوان
شعرنا العربي؟ المعاصر ، وقد كتب الكثير عن تجربة
مقبولة الشعرية ، وسيكتب الكثير ، وسيظلّ صوتها ، وأصوات من معها هناك من شعراء مهمّين جدا ، ناي
فلسطين يصدح باستمرار ، فوق رحاب هذا الفلك الكونيّ الرحيب ، وسنلتقيهم ذات يوم ، في رحلة العودة ... إلى هناك ...لقد اخترت نموذين من نماذج كثيرة ، كُتبت عن تجربة مقبولة عبد الحليم الشعريّة
كتب صبحي ياسين /مقبولة عبد الحليم ، شاعرة فلسطينيّة ، بقيت مزروعة في الجليل ، رافعة لواء التحرير ، حتى حازت على لقب//شاعر العودة // ،لها من الوطنيات الكثير ، ولقد تجسّد الوطن ، محببا وممجدًا ، في الكثير ، الكثير من قصائدها ...
طريق المجد يعرفه الأصيل ومن يهواه في الدّنيا قليل فيا بنت المكارم ، والمعالي تقزّم ، عند قامتك ، النّخيل إذا الخنساء قالت/أين صخري؟ إليك القدس ترنو ، والجليل لأنّك ، مهرة ، تأبى انكسارا وتعرف طعم عزّتها ... الخيول
/////
وأخيرا ، اقف عند هذا الوسام المزروع على صدر زيتونة الجليل /// عام ٢٠١٥م ، حازت مقبولة عبد الحليم ، على
لقب. //// شاعرة العودة. //// وذلك ، من بيت فلسطين للشّعر ، وثقافة العودة ، على
مشاركاتها الدائمة ، في حملات الشّعر ، والتي يقيمها ، البيت ، من أجل نصرة /// الوطن فلسطين. /// ...
خلال رحلتها المقاومة ... صدر لها الأعمال الشعريّة التالية ...
لاتغادر
قصائد تبحث عن وطن
لمسات على خدّ الصّباح
وفي عينيك تكتبني القصيدة
عبق الصّنوبر
ولها مخطوط الآن / تحت عنوان
نشوة النخيل
شاركت في العديد من المجموعات الشعرية المشتركة، مع شعراء آخرين ...
وقد شاركت ، في ديوان الطفل السوري /ايلان الكردي / والذي أصدرته / ، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري
الأمانة العامة وأيضا ، في ديوان العصف المأكول ، والذي اصدرته وزارة الثقافة في غزّة / ، وأيضا ، في ديوان // الألفيّة المحمدية // بمشاركة العديد ، من شعراء // الدّاخل الفلسطيني. //
وهي عضو في المحافل الدولية الأدبية ، وعضو الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48 ، وعضو إدارة منتدى الكلمة ...
مقبولة عبد الحليم ... زيتونة فلسطين ، وأيقونة شعرها،
سيبقى الإسم في الذاكرة الشعرية العربية على الدوام.ثم ، تليها أسماء بقية أيقونات الداخل..تباعا ..
محمود حامد
دمشق / سبتمبر ٢٠١٧م.
هوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/ محمود حامد ////// شاعر ، وإعلامي عربي ، وناقد ، أمين سر جمعية الشعر/اتحاد الكتاب / العرب / دمشق /دورات عديدة /
مقرر جمعية الشعر ، وأمين سر جمعية الشعر / اتحاد كتاب فلسطين ، كاتب في الصحف العربية ومجلات
عمل في التعليم ، ثم تفرغ للعمل الصحفي والتلفزيوني
والاذاعي بين دمشق والجزائر والسعودية
تسلم في الرياض سكرتير عام الوكالة الفرنسية/
للتلفزيون / آديتيه / وسوفراتيف / تلفزيون / أوروبا /
إعادة هيكلة وتجديد التلفزيون السعودي وتقنياته /٢١
معد البرامج التلفزيونية والإذاعية / الرياض
مجموعاتي الشعرية / موت على ضفاف المطر ـ أغاني الصنوبر ـ افتتاحيات الدم الفلسطيني ـ شهقة الأرجوان مسافة وردة ـ تكفي
الريح والزيتون بيسان
زيزفون الأرض/جائزة مؤسسات القدس الدولية/ بيروت
حائز على الجائزة الأولى / ادب الأطفال / ابو ظبي / آل نهيان ، عن مجموعتي / لمن تغني البلابل
طفولة الجرح والزيتون / وزارة الثقافة / دمشق
أغاني عصافير السياج / الأن / وزارة الثقافة / دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق