اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الإدلال الاستراتيجي في القصّة القصيرة جدّا: قصّة " تجارة " للقاص السّوري " سعيد أحمد " نموذجا | بغيبغ مريم ـ الجزائر

عن القصّة القصيرة جدّا:
لا تقوم القصّة القصيرة جدّا على سرد قديم، ولا عن حكي مألوف وإنّما برزت كمخلوق ثقافي حداثي ارتبط بالتاريخ والمجتمع، وأنشأ ادراكه الجمالي وفق تصور لإنتاج معايير جديدة لمقاييس جودته.
لقد استمدّ هذا الجنس الأدبي مشروعيته من خلال أبعاد مستويات حدوده المعجمية (القصّة القصيرة جدّا)، يمتاز بقصر الحجم والإيماء المكثّف ،والانتقاء الدقيق ووحدة المقطع ،والنّزعة القصصية الموجزة والمقصديّة الرّمزيّة المباشرة وغير المباشرة والتّلميح والاقتضاب والتّجريب واستعمال الجمل القصيرة الموسومة بالحركيّة والانفعال والتّوتّر وتأزّم المواقف والأحداث بالإضافة إلى سمات الحذف والإختزال والإضمار،
ولقد حاولت اللسانيات منذ كتاب "محاضرات في اللسانيات العامة "لفرديناند ديسوسير" ترصّد الدلالات التّي يوظّفها النّص ، فالنّص يحاول دائما الكشف عن طبيعة انتظامها وهذا ما يسمح للسانيات بإثراء قوانينها وتقديم ما يدعمها من أمثلة تطبيقية توفّرها النّصوص: السّؤال المطروح: هل ستساهم نصوص القصّة القصيرة جدّا في إثراء قوانين اللسانيات؟
ـــــــــــــــــــــ
عن نصوص القاص " سعيد أحمد" القصصية القصيرة جدّا :
إنّ القصّة القصيرة جدّا تجاوزت مرحلة العفوية والتلقائية، ونحن نطالع قصص الكاتب والأديب الطّبيب السّوري "أحمد سعيد " نحسّ أنّ لدى صاحبها وعي بقضيّة التّجنيس، ووعيه بقضايا الرّاهن والاستفادة من التّجريب والمثاقفة والفانتاستيك والشّاعريّة والتّناص وغيرها للتّعبير عن مواضيع متعدّدة بتكثيف واقتصاد دلالي، فتعدّدت عناوين قصصه بتعدّد كلّ ذلك فعانقت عناوينه الواقع والخيال:
حقيقة، شرنقة، غسق، لقاء، إيحاء، مسار، أمل، عائد، خصام، محاكمة، فسيفساء، بوصلة، غربة، لص، تأبّط شرّا، تهور، قرابين، شرعيّة، سيرك، طروادة، والعديد العديد من القصص فالكاتب غزير الإنتاج، تتميّز نصوصه بقوّة الثيمة فلا يمكن لمتذوّق هذا الفنّ أن يمرّ على نصوصه مرور الكرام، دون أن يقف موقف المتأمّل فيها...ومن بين نصوصه المبهرة المكتنزة الدلالة نصّه "تجارة" الذي يتميّز بإستراتيجية الإدلال.
ــــــــــــــ
النّص
تجارة
يطلق رصاصته الأخيرة.
يخرجها الطّفل من رأسه مقهقها:
ـــــ أعيدها إليك بقطعة خبز...يبحث القناص في جيبه الفارغ.
ــــــــ
التّحليل:
إن هذا النّص من النّاحية الشّكلية هو مجموعة من الجمل المتلاحقة، المتقطّعة، يحكمها الاتّساق والانتظام الدّاخلي، والقراءة الأوّلية تجعله في نظر المتلقّي العادي نصّا شكليا بسيطا، باعتبار وحداته اللسانية المتباعدة والتي جعلها النّص قريبة تخضع منطقيا لقانون لساني واحد، ولكنّ الصّعوبة تكمن في كيفية استجلاء دلالتها الخفية:
فالتّجارة هي عملية البيع والشّراء...ولكن ما علاقتهابالطفل والقنّاص، والرّصاص والخبز؟
وللإقتراب من الدّلالة العميقة للنّص وجب الإقتراب من الأطروحات اللسانية العلمية والإبتعاد عن التحليل الانطباعي الذاتي الذي لا يحقّق الإقناع العقلي.
ومنه فالنّص كما يفسّره "ديكرو" بمثابةاستراتيجية يخطّط لها المؤلّف بطريقة مخصوصة، وأنّ دلالته مبعثرة ضمن تمفصلات هذه الاستراتيجية، مما يجعل الوصول إليها يمرّ اجباريا عبر ممر تفكيك آليات هذه الإستراتيجيّة، ولملمة المادة الدّلالية المبثوثة داخلها...
تقدّم لنا قصّة تجارة مشهدا واقعيا وغرائبيا في الوقت ذاته، يتحدد من خلال علاقات اجتماعية "علاقة الطفل/ بالقناص،علاقة الخبز/ بالرصاص، علاقة الحياة/ بالموت.
نحسّ أنّ هناك صراع قائم بين كلّ هذه الثّنائيات وهو صراع إيديولوجيا تحدّد القصّة ملامحه من خلال: خاصّةً "القنّاص والطفل " يحتدم بينهما الصّراع، حول الحياة فالقناص أخطأ الهدف برصاصته الأخيرة حين استقرّت في رأس الطّفل ، والطفل بفعل الغرائبيّة وبراءته أخرجها وأراد أن يبادلها بقطعة خبز، ولا يهمّنا إن كان هذا القنّاصَ/ ارهابيا أو مسؤولا أو قائدا عسكريا بقدر ما تهمّنا الدلالة العميقة للنّص.
"يطلق رصاصته الأخيرة " يبيّن هذا الملفوظ أنّ القنّاص مرادفا للموت فهو يطلق الرّصاص بشكل عشوائيّ، وهذا ما تدلّ عليه كلمة "أخيرة" وهذا لا يتماشى مع المبادئ العامة التّي تستثني النساء والأطفال في الحروب مثلا.
"يخرجها الطّفل من رأسه مقهقها " يبيّن هذا الملفوظ البسيط في شكله العميق في معناه، الثّورة من أجل الخبز، والدّلالة "القهقهة" التّي صاحبته، حين أخرج الرّصاصة من رأسه، حيث خابت آمال القنّاص حين خاطبه الطّفل قائلا:
ــــ أعيدها إليك بقطعة خبز" وهو بذلك يذكّره بإخفاقه إصابة الهدف، فكان له أن يحتفظ بالرّصاصة الأخيرة للعدوّ والمعارض، وليس للطّفل الجائع.
وفي السّياق ذاته يطالبه بقطعة خبز، وهو يوقن بقهقهته أنّ من يمنح الموت لا يمكن له أن يمنح الحياة وهذا ما تؤكدّه "القفلة المفاجئة ": "يبحث القنّاصَ في جيبه الفارغ "، يمثّل هذا الملفوظ الخلاصة الفكرية والدّلالية التّي سعى الكاتب الفذّ " سعيد أحمد "إلى تحقيقها، فالتّجارة هي تجارة "الموت"، التّي أصبحت في الدّول العربيّة الكلّ يقتل في الكلّ، والضحيّة ذلك الطّفل البريء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال هذا التّحليل الدلالي الذي وقف على بؤرة النّص القصصي القصير جدا الذي يقوم على ثنائية "الحياة/ الموت ، نجد أنّ النّص يحمل دلالات مهمّة لا بدّ للمتلقّي أن لا يستهين بشكلها البسيط ، فللنّص دلالات قريبة تفهم من خلال السّياق العام، ودلالات عميقة يريد الكاتب أن يلفت انتباه القارئ الخبير إليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغيبغ مريم
 الجزائر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...