اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ساقين من خشب _ قصة قصيرة | احماد بوتالوحت ــ المغرب

(1)
في الليلة الأولى التي عاد فيها ، كان قد نسي ساقيه الخشبيتين ، وكان والده أغلق عليهما في الدولاب بقفل وَمَنَّى نفسه أن يبيعهما في القرى المجاورة حيث تكثر حقول الألغام ، لكن آمال الرجل ذهبت أدراج الريح ، حضر الطفل ليلتها ،لبس الساقين وترك باب الدولاب الخشبي مفتوحا على مصراعيه وعلى احد المصراعين ترك حلّاً لمعادلة رياضية بمجهولين ، وكان قد تعلم ذلك على يد أحد الرياضيين اليونان الذي أغفلته كتب التاريخ على حد زعمه (اليوناني).
عاد الطفل خلال ليالٍ أخر ، جَافَا النوم فيها جفونه بعد كوابيس رآها في مناماته ، في بعض تلك الليالي كان ينزل إلى القرية ، يتسكع في أحيائها الهادئة ، كما يتسكع في الأرياف المجاورة و يكتب على الحيطان كلاما فاحشا عن والده وعن بعض الأطفال الذين يكن لهم الحقد ، يأكل الصيصان ، ويخرب الخِمَمَة ، يقتل القطط والكلاب الضالة ، وحين يثعبه التسكع يتجه نحو النهر الذي لا يبعد عن القرية ، يغطس بنفسه في الماء ، يستحم ، وَلِأَوَّلِ مرة يكتشف انه كان يسبح في نفس الماء وأنه لم يغادر النهر قَطُّ ، عكس ما لاحظه "هراقليطس ،الفيلسوف اليوناني ، وكان كذلك يصطاد حَنْكَلِيسَاتْ ، يأكلها نَيِّئَةً في وجبة واحدة ، يغادر النهر متوجها إلى حقول الذرة ، يشوي بعض عرانسها على ضوء النجوم ويأكلها .
في إحدى الليالي عاد ممتطياً ظهر صديقه الأعمى تاركا ساقيه في مملكة الأموات الكئبية ،كان صديقه قيد حياته ،يقطن إحدى دول أفريقيا ، وقد لقي حتفه بعد وجبة مسمومة حملته إلى هناك قبل أن يسعفوه ويغسلوا معدته ، أخذا الإثنان حماما ساخنا وأطلع المضيف صديقه على استعمال سخان الماء والرشاش والشمبوان والليفة وعلمه كيف يفرك جسده ، حتى خرج الأفريقي من الإستحمام ، أبيض كالثلج .
(2)
كان الرجل كَثَّ الشارب وتحت شفته الدنيا ذبابة من شعر وكان كهلا ، يجمع بين مهن كثيرة ويرتاد الأرياف عارضا خذماته المتعددة : إصلاح أواني الألمنيوم ، صناعة أعقاب البنادق والغرابيل ، صناعة المنافيخ وترميمها ، صناعة أعضاء بشرية وحيوانية ، تركيب الأسنان وتلبيسها بالذهب والنحاس ، يكتب العقود والتمائم ويصنع المفاتيح وينسخها وكان الرجل مغرماً بالنساء وشرب الخمر .
لما زار الكهل القرية ، كان الطفل ما زال يقفز على عكازين من أعواد الصنوبر معوضاً ساقيه اللتين فقدهما إثر انفجار لغم تحت قدميه في أحد الحقول ، لما داس على اللغم إرتطم وجهه بحجر كبير جعله يفقد كذلك إحدى سنتيه الاماميتين ، صنع الرجل للولد ساقين من خشب تنتهيان بقدمين وزرع له سنتين و غَشَّاهُمَا بالنحاس ، كما إشترى له أبوه من سوق الخرداوات ، حذاء رياضيا من نوع "نايك" ستر به قدميه الخشبيتين .
(3)
جلس الطفل في فيء شجرة زيتون ، حيث أفطر والده قبل قليل ونزل إلى الحقل ليكمل حصاد قمحه الذي بدأه في ساعات الصباح الاولى ، صب الولد لنفسه شاياً فاتراً من الإبريق ، وتنازع مع فريق من النمل هجم عليه فجأة ، قطعة خبز فضُلتْ من فطور والده ، كان النمل بحجم القطط وكاد يلتهم الصبي لَوْلَا أن رأى على ساعده وشم نعش مغطى بقطيفة خضراء كان الوشم علامة تميز قاطني مملكة الموت الكئيبة ، فرَّ النمل تاركا في يد الطفل قطعة صغيرة من الخبز بينما إستأثر هو بقطعة كبيرة .أكل الولد القطعة وصب عليها كوب الشاي ، فكك ساقيه واتخذهما وسادة ، نام ثم غطاه السراب الذي تمدد أسفل الزيتونة ، ولما لاحت من الأب إلتفاتة نحو الشجرة كان السراب قد إنقشع وظهر الولد يتفحص إحدى ساقيه الخشبيتين ، تخلى الرجل عن منجله فوق كومة من سيقان القمح المحصود ،ثم بدأ تسلله إلى حيث جلس الطفل وكان يخفي نفسه خلف أكوام القمح كلما دعته الضرورة لذلك ولما أصبح قاب قوسين أو أدنى من الشجرة سمع صفيرا خلف ظهره ،إلتفت ليحدد مصدر الصوت الذي كان يشبه صوت أجنحة كبيرة تخترق الفضاء ، لم يجد الوقت الكافي لتفادي رأس نصل المنجل الذي إنغرس في صدره .
سقط الرجل على الأرض ووجهه إلى السماء ، وفيما كان يغمض عينيه شيئا فشيئا ، كان يسمع فحيح أفاعي قادم من بعيد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوتالوحت احماد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...