ليسَ بوسعِهِم قتلُكِ
لن تموتي
وليسَ بمقدورِهِم
سوى أن يندحروا
غبيٌّ من يحاربُ الشّمسَ
وأحمقٌ من يظنُّ
أنّهُ نَدٌّ للخلودِ
ماعليهم إلاّ الانقراضُ
هم لا يتساوونَ مع ذرّةٍ
من غبارِ مستنقعاتِكِ
شُلَّت يدا كلِّ من فكّرَ
بإيذائِكِ يا حلب
لكِ مهابةُ الأزلِ
ولكِ وقارُ الأبدِ
لكِ الأرضُ حديقةً خلفيةً
لكِ السّماءُ مُترعةً للمجدِ
لكِ كلُّ البشرِ
خدماً وعبيداً
ياسيّدةَ الكبرياءِ والعظمة
لأجلكِ
خلقَ اللهُ الكونَ
وخصّصَ الوردَ لكِ
لتمنحيهِ شرفَ الإقامةِ
يامسكنَ الملائكةِ
وقرّةَ أعينِ الأنبياءِ
سيموتونَ على أطرافِكِ
جحافلُ الفطائسِ
تتقزّزُ منها تربتُكِ
هم ليسوا منكِ
تتقيّؤهم مقابرُكِ
فَمَن دمّرَ حجراً
يستحقُّ ألفَ مشنقةٍ
ياموئلَ السّحابِ والنّدى
يادفترَ الضّوءِ
ومحرابَ السّلامِ
سلامٌ عليكِ تقولُها الأزمنةُ
يانقاءَ الأمكنةِ
لن تموتي ..
مهما تآمروا وتقاطروا
يامَن أمدّكِ اللهُ
بالأبديَّةِ .
مصطفى الحاج حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق